تحقيقات وتقاريرعالمية

دولة جنوب السودان تحلم بالسلام “العصي”

لا تزال مفاوضات السلام في دولة جنوب السودان تراوح مكانها دون أن تلوح في الأفق أي بادرة أو اختراق حقيقي في القضايا الرئيسية المتعلقة بالترتيبات الأمنية وتقاسم السلطة.

وتتولى الهيئة الحكومية لدول شرق أفريقيا “إيغاد” الوساطة بين طرفي النزاع، لكن مراقبين يرون أن المقترحات التي قدمتها لن تقود إلى توقيع اتفاق سلام نهائي فيما يرى مراقبون آخرون أن هناك إمكانية حدوث اختراق في القضايا الخلافية بين الطرفين خلال أيام.

وتتضمن مسودة اتفاق السلام بين طرفي النزاع -التي طرحتها إيغاد- منح حركة رياك مشار 53% من السلطة في ولاية أعالي النيل التي أصبحت مسرحاً للمواجهات المسلحة بين الطرفين على أن تنال الحكومة 33% وتذهب النسبة المتبقية للأحزاب السياسية، وأن يحتفظ المتمردون بجيشهم لنحو 18 شهراً من الفترة الانتقالية المقترحة التي تمتد ثلاثين شهراً من تاريخ التوقيع على الاتفاق الذي حدد له يوم 17 أغسطس/آب الجاري.

وشهدت عدة مدن في جنوب السودان الحالي منتصف الأسبوع الحالي مظاهرات سلمية تندد بمقترح إيغاد لطرفي النزاع، ويرى منظمو هذه المظاهرات أن المسودة تدفع بتزايد النزعات الانقسامية في البلاد، وتنظر للأزمة الدائرة في البلاد من زاوية عرقية وتتجاهل جذور الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد منذ نهاية العام 2013.

تباين
وقال وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان والناطق الرسمي باسم وفدها في المفاوضات مايكل مكوي للجزيرة نت، إن وفده أبدى العديد من الملاحظات حول بعض من بنود مسودة السلام المقترحة من قبل إيغاد، مضيفا أن الحكومة “ترفض من حيث المبدأ منح المتمردين النصيب الأكبر من حصة السلطة في ولاية أعالي النيل”.

ولكنه استدرك قائلا “إن التفاوض يسير على نحو جيد في بعض المسائل المتعلقة بإجراء إصلاحات في نظام الحكم وصلاحيات الرئيس وبقية القضايا لا يزال هنالك أمل في الطريق”.

على الجانب الآخر استبعد رئيس الوفد المفاوض لحركة التمرد تعبان دينق قاي حدوث أي اختراق في جولة المفاوضات الجارية “نتيجة التعنت وعدم جدية الجانب الحكومي في تحقيق السلام في البلاد”، وقال قاي للجزيرة نت إن وفده كان يود تقديم تنازلات حقيقة حول بعض البنود الواردة في المقترح “لكنه لم يتلق أية بادرة حسنة من الحكومة”، وأضاف “سنفاوض إلى حين نصل إلى تسوية مقبولة لإنهاء الحرب”.

من جهته حذر مدير مركز دراسات السلام بجامعة جوبا -لوكا بيونق- من التداعيات التي ستنجم حال خروج مفاوضات السلام الدائرة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا دون نتائج إيجابية.

وقال بيونق للجزيرة نت “في حال فشل المفاوضات فإن على شعب جنوب السودان أن يعد نفسه للأوقات الصعبة التي سوف تأتي وتجلب معها المزيد من المعاناة الإنسانية”، مضيفاً أن قادة البلاد “سيتم استهدافهم من قبل المجتمع الدولي والإقليمي عبر فرض عزلة سياسية عليهم لم تكن معهودة من قبل”.

الجزيرة