احمد دندش

رسالة (حب) من (كابلي).!


في حواره امس بهذه الصحيفة قدم الفنان الكبير والمعتق عبد الكريم الكابلي إشادة خاصة بصوت الفنان الشاب طه سليمان ووصفه بالصوت الجيد، لكنه عاد واستدرك قائلاً: (طه سليمان ونانسي عجاج اصوات جيدة لكنهما بحاجة للتكوين الاولي وادراك القيمة الفنية بصورة اعمق).
وحديث الكابلي-مابين الاقواس- هو حديث يحتاج كذلك لفهم (أعمق) وذلك لكي يصل الى ذروة مبتغاه بسهولة ويسر، بعيداً عن التشنجات الرعناء والادعاءات البطولية الزائفة و(قوة الرأس).
لخص الكابلي مشكلة طه سليمان-تحديداً-في نقطة واحدة، وهي (ادراك القيمة الفنية بصورة اعمق)، تلك النقطة التى ظللنا ولمرات عديدة ننادى بتوفرها في تجربة طه سليمان، ونحثه وبصورة شبه دائمة على التخلي عن (ركوب الرأس) وقيادة السيارة في (الاتجاه العكسي).
لايستطيع احد ان يقلل من حجم (موهبة) طه سليمان ونداوة صوته، لكن بالمقابل لااحد ايضاً يمتلك الجراءة ليقول بأن طه سليمان قدم اضافة لمسيرة الاغنية السودانية.!..وذلك (تضاد) مثير للجدل، تماماً كإثارة اغنيات و(ملابس) طه سليمان.
ماعناه الكابلي خلال الحوار، هو ضرورة ان يرتقى الفنان بأغنياته وان يتعامل مع مشواره الفني بحذر، مبتعداً عن اية (خدوش) قد تقلل من قيمة ذلك المشوار، الى جانب تقديم الفنان لما يبقى من الغناء الجميل، والابتعاد عن (الغث) و(الركيك)، اضافة الى ضرورة ان يتوفر للفنان عنصر (الإحساس بالناس)، والتغني لهم ومساندتهم بالكلمة واللحن، لأنهم هم الاساس وهم المقياس الذى يحدد إتجاهات الاهتمامات الابداعية.
نصيحة كابلي، اعتقد انها (غالية جداً)، ليس لأنها جأت من فنان (استثنائي) وصاحب تاريخ عريض وناصع البياض، لكن لأنها نصيحة (حب)، منحها ذلك الانسان الشفيف الى هؤلا الشباب من اجل ان يراهم كما يحب، ومن اجل ان يبتسم وهو يستمع اليهم وهم يرددون اغنياته الخاصة بشئ من (الاحترام) في مقبل الايام.
جدعة:
استاذنا الكابلي، امد الله في ايامك، ومتعك الله بالصحة والعافية، واعادك الينا والى معجبيك ووطنك سالماً غانماً بإذنه تعالي.
شربكة أخيرة:
يطربنا الكابلي دوماً بـ(الغناء) و(الحديث) معاً.!