اسحق احمد فضل الله

نحن .. و .. وهم ..!!

(1)
> ود. مهاتير محمد كان يغمس أنفه في تاريخ كل دولة ليعرف كيف نهضت.. ويسأل عن كل شيء وجدواه.. وهل يسجل هدفاً لماليزيا.
> ولا شيء في الأرض يشبه ماليزيا مثلما يشبهها السودان »فقر.. وقبلية.. وعجز.. وخبث.. ونزاع.. وعبقرية وجنوب«.
> ومهاتير يصل إلى أن ما يصنع الدولة هو
: قرار »يصدر عن أهله فقط«.. ثم متابعة مجنونة للقرار حتى التنفيذ.. حتى التنفيذ.
(2)
> وماليزيا نلتقط مجانينها ونضعهم أمام مجانين السودان.. مثل من ينظر في المرايا.
> ونلتقط قبائلها.. وفقرها.. و… و… ونجعلهم مع أمثالهم في السودان.
> حتى نصل إلى أن ما يقتل السودان: ما هو
: ولعله قرار يصدر من غير أهله.
> ثم عجز عن تنفيذه.
(3)
> في الاتحاد السوفيتي ــ يجد مهاتير ــ شعباً مخلصاً.. يريد الإصلاح.. وحكومة مخلصة تريد الإصلاح.
> لكن..
> قال مهاتير
: أيام السوفيت قالوا لي أن ساكن إحدى الشقق في موسكو سافر إلى »ليننغراد« وبعد عشاء يتناوله وفودكا جيدة يستغل حافلة كالمعتاد من الموقف المعتاد ويهبط في محطته المعتادة ويدخل شقته المعتادة في الزقاق المعتاد ليفاجأ هناك بامرأة في شقته.. والمرأة فوجئت به.
> وبعد الهرجلة الرجل يكتشف أنه في »ليننغراد« وليس في موسكو.
> القصة تعني أن الدولة تصب كل شيء في قالب واحد إلى درجة أن الموقف والحافلة والمحطة والشقق والزقاق والسلالم والناس كلهم نسخة واحدة. والحكومة السوفيتية تبحث عن إصلاح.. لكن؟
> نموذج السوفيت ــ لم ينفع.
> وفي اليابان الرجل يجد أن اليابان »المطحونة من أفظع حرب في الأرض.. واليابان الجائعة و…«، اليابان هذه تصنع اليابان اليوم لأن.. ويجد أن بعض ما يصنع اليابان اليوم هو أن
: الموظفين اليابانيين يكرهون العودة إلى منازلهم باكراً لأن ذلك قد يجعل جيرانهم يظنون أنهم لا يحصلون على تقدير عالٍ عند شركاتهم.. أو أن العمل هناك يمكن أن يستمر دون وجودهم.. وهذا شيء يجعل الزوجة تشعر بحرج بالغ من زوج هذه صفاته.
الموظف الذي يصنع اليابان هو هذا.
> والموظف في السودان هو…!؟!
(4)
> مهاتير بدأ صناعة ماليزيا بشيء يقصه عن كيف كان في بداية جولاته.. وهو رئيس وزراء.. قال
: لاحظت أن مصابيح الشوارع أكثرها ضعيف الإضاءة.. وفحصتها ووجدت أن الغبار يتسلل إليها وتصبح معتمة.. ونظفناها.
> والأشياء الصغيرة هذه يلاحظ مهاتير أنها هي التي صنعت اليابان قال
: الياباني ــ خادم المطعم ــ أدوات الطهي عنده ــ وهم يطهون أمام الزبون ــ الأدوات لامعة كأنها لم تستخدم من قبل.. كل شيء في المطبخ مرتب بشكل أنيق دقيق.
> كل بقايا الزبون الأخير تزال كأنها غرفة جراحة.. والطاهي يقدم منتجه لزبائنه بأدب جم.. ثم انحناءة مؤدبة في نهاية الوجبة.. والطاهي يستأذنك بالانصراف حتى ينتقل لخدمة الزبائن الآخرين.
> هذا هو المطعم »الشعبي« في اليابان.
> والمطعم في السودان.. هو…!؟!
> قال عن الإخلاص..
> اليابانيون عملوا لسنوات طويلة دون مرتب.. كل ما يحصل عليه العامل هو كوب من الحساء.. ورغيف.
> الآن العامل الياباني.. إمبراطور.. إمبراطور يصنعه الإخلاص.
> والإخلاص في السودان ترسخه رسالة واحدة.. رسالة شخصية يرسلها زوج إلى زوجته.
> الشهيد حاج نور حين يبلغه استشهاد ابنه في الجنوب ــ حاج نور يومئذ مجاهد في كتيبة أخرى يكتب إلى زوجته ليقول
: لو وجدت في السنة النبوية شيئاً يسمح لي بالقدوم إليكم لأتيت لأعزيك في إبنك.. لكنني لا أجد في السنة عذراً لأحد يترك ثغرته في الجهاد.
> حاج نور وملايين معه قدموا إخلاصاً للإنقاذ لا يشبهه شيء.
> لكن الإخلاص هذا ما يدمره شيء نعود إليه.
> ونعود إلى تجربة ماليزيا من هنا التي جعلتها من قادة العالم..
> و ما يبقى هو أن سؤالاً واحداً صغيراً يجعل مهاتير يخرج ماليزيا من قاع العالم إلى القمة.. لأنه يعمل بالطريقة الماليزية.
> ونحن نعمل بالطريقة السودانية.
> ويبقى أن ألف مهاتير سوداني يعمل الآن.
من ارشيف الكاتب

‫5 تعليقات

  1. عندما نغير ثقافتنا ونثق في بعضنا – في بلدنا إذا كانت لك تجارة وهناك من الغرباء من البلد يملك هو الآخر تجارة فإن أهلك يشترون من الغريب حتي لا تكبر وحتي لا تستفيد يشترون منك مضطرين بالدين (الطلق) ويشترون بالحاضر ( كاش ) من الغريب – إذاكانت لديهم سلعة معروضة للبيع فإنهم يبيعونها للغريب بأقل من سعرك حتي لا يرونها عندك – حتي انه عندنا نكتة حاضرة – كان أحد الأباء يجلس علي عنقريب ليلا في أحد الدكاكين ( أيام الرتاين – جمع رتينة – قبل دخول الكهرباء – فمر أحد الأولاد بالشارع فسلم علي الرجل الجالس في الدكان وهو لم يتبينه فألقي عليه السلام قائلا السلااام عليكم فرد عليه الرجل الجالس : هاجني هه أنا أبوك. هذه الأيام يتعرض رجل الأعمال أسامة داؤود لحملة إعلامية شعواء ضده بسبب القمح فالرجل ليس شرا كله وليس سيئا كله فله إجتهاده والسوق مفتوح وأحسب أن الرجل طيب ومن المؤسف أن السوق يحتاج لأسنان وأظافر وأنياب – عندما كنا نقيم كورسات التقوية في الإجازة الصيفية كنا نا نقذف بالحجارة والطوب وتمزق الإعلانات والفهم إننا نجمع البنات وحتي في الأسابيع الثقافية كنا محل تندر وأقوال مثل عيون الحسناوات أغرقت الجمعية في ديون – وما أشبه ذلك فلان يا فلان تعال ,,, نحتاج لأجيال لتغيير الفكر والفهم وأن العمل عبادة ومن أخذ أجرا حاسبه الله بالعمل وما أكل أحد طعام قط خير من أن يأكل من عمل يده وأن نبي الله داؤود كان يأكل من عمل يده – إعملوا آل داؤود شكرا وقليل من عبادي الشكور.

  2. عندما يكون كل السودانين سواسية في الوظيفة وفي السكن ، وعند التقدم الي الخدمة المدنية ، عندها سوف ينهض السودان ، يعني عندما يتساوي القادم من الغرب مع القادم من الشمال امام الحاكم والمحكوم ؟

  3. والصحيح انتم وهم مش نحن وهم ، عندما شردوا جموع الشعب الصالح بفقه التمكين سالت بالله اين يروح هؤلاء المشردين ، وهل يعملوا من بعدها لصالح السودان وهل يعتبروا انفسهم سودانيين ، أيها الكيزان مالكم كيف تحكمون ؟

  4. وحاج سوار أمين المغتربين اليوم يكشف شيء رائع. يقول الرجل أنهم على بعد خطوات من امتلاك باخرة خاصة بالمغتربين !! وهذا ما كنا ننادي به من سنين وقلنا ان مدخرات وخبرات المغتربين مجتمعين تبني اكبر المصانع والمزارع والمستشفيات والجامعات و و . مصابيح تضيء بالخارج كأنها كوكب دري .. وبالداخل يقولوا زيتونة واحدة تكفي .. وهنا نشيد بخطوات المجاهد سوار . ونشير أن لاتحمل الشركة إسم المغتربين والمغتربين الصاح يسمهم فيها. وهنا نعني أن رجال اعمام كبار عملوا فيها مغتربين بجوازات ويجوز لهم الجمع بين الغربة والقرب

    1. حلوة حكاية المجاهد سوار دي , و دي بيتعادل كم في الدرجة الوظيفية في سجل الخدمة المدنية ؟
      ولا معليش نسيت انتوا ما دمرتوا الخدمة المدنية و قلتوا وضعوها الانجليز الكفرة و بدلتوها بي نظام جديد اسمو التمكين , قلت لي سفينة للمغتربين و دي حا يديرها منو ؟ ثلة اخرى من المجاهدين الحاصلين على شهاداتهم الجامعية من امتحانات المجاهدين الكانت بتتعمل و تصحح في مقرات التنظيم الطلابي للأسلامين ولا واحدة تانية ؟