حماد صالح : حسن اسماعيل .. ( عملتها واضحة)
حسن اسماعيل سيد احمد رافد رئيسي من روافد ما يسمى بكوادر وشباب حزب الامة وهم عبارة عن مجموعة من الشباب لها راي اصلاحى انتقادى داخل حزب الامة القومي وحسن يعتبر من اكثرها شراسة فى ابداء رايه وموقفه النقدى داخل حزب الامة حتى انه اكثرها نقدا لمواقف الامام الصادق المهدى في ادارته لشؤون الحزب بل ذهب به الامر لانتقاد الامام شخصيا ناشرا ذلك فى الصحف والمواقع الالكترونية ويعتبر كثيرون ان ذلك صراع بين حسن واسرة الصادق المهدى وان كل ما يكتبه ماهو الا تصفية حسابات , ولذلك عند سماع خبر استوزاره اغلب الاسهم التي ناشته جاءت من اعضاء حزب الامة القومى فحسن الذى كان ينتقد رئيس الحزب الامام الصادق في كيفية ادارة الحزب واتخاذ خطوات اكثر ديمقراطية داخل الحزب وكذلك لموقف الامام اللين تجاه الحكومة قبل اعلان باريس هاهو يصبح وزيرا فى حكومة دكتاتورية ! فمن حق اعضاء حزب الامة وخاصة مريدو الامام ان يظهروا وجه الشماتة وان يكتبوا باقلام السخرية والاستهجان لما حدث من تغيير فى عقلية حسن اسماعيل .
ومن زاوية اخرى فان كتابات المحسوبين على المؤتمر الوطنى فى موضوع استوزار حسن اسماعيل كانت لغرض ما تلمح الى ان حسن اسماعيل ما هو الا غواصة داخل حزب الامة القومى انتهى دوره المرسوم له ليتقلد منصبه الوزارى جزاء لما قام به . ومهما كانت صحة ذلك من عدمه فان الموضوع برمته يشكك فى ما يسمى بشباب وكوادر حزب الامة ويشكك فى نواياهم الاصلاحية وان مصداقيتهم على المحك وربما كانت الرؤوس التى تدير مشروعهم الاصلاحى ماهى الا عبارة عن غواصات والبعض كمستغفلين اغرتهم العبارت الاصلاحية وذلك لان اسلوبهم الذى يتبعونه هو اسلوب انشقاقى تخريبى وليس اصلاحى ومن منا لا يريد لاحزابنا الكبيرة ان تكون اكثر ديمقراطية ولكن يجب الاخذ فى الاعتبار كل الظروف والملابسات التى تحيط بالمجتمع وان وطن كالسودان لا يمكن ان تتم فيه دعوات لديمقراطية الاحزاب بين ليلة وضحاها وان النظر للموضوع من زاوية واحدة يعتبر قصر نظر ولا يحل مشكلة بل يجلب التخريب والانشقاق ولذلك فان التهمة بعد ان اصبح حسن وزيرا اصبحت تدور حول هؤلاء الشباب فربما نسمع قريبا ان خالد عويس اصبح وزيرا للاعلام فى حكومة المؤتمر الوطنى او ان لنا مهدى اصبحت وزيرة كذلك ..كل شئ جائز
فحسن اسماعيل الذى كنا نترك المحاضرات لسماعه فى اركان النقاش ونقف فى الحر الساعات الطويلة مؤمنين بما يقول ويناضل من اجله خذلنا اشد الخذلان , وهنا تذكرت طرفة للكوميديان محمد موسى عندما ذهب الى امريكا ووجد ان لغة التخاطب الانجليزية هى اسهل مما توقعه وراى ان طريقة تدريس اللغة الانجليزية فى بلدنا خطا فانتقدها بطريقة كوميدية جميلة وقال (والله قروشنا الدفعناها للمدارس والمعلمين عشان نتعلم انجليزى ما عافنها ليهم ليوم القيامة ) . ونحن كذلك يا حسن اسمعيل سيد احمد وقفتنا فى الشمس الساعات الطوال لسماعك فى اركان النقاش وانت تنتقد الحكومة ما عافنها ليك نسالك منها يوم القيامة ونقول لك ان بمجرد قبولك بمنصب الوزير فى حكومة الانقاذ كل ما قدمت من انتقادات سابقة ومواقف معارضة وكتابات صحفية وحوارات تلفزيونية اصبح كل ذلك هباءا منثورا , لن نحترم تاريخك النضالى ولن نعتبره الا خدعة لعقولنا الحالمة بالديمقراطية ولقلوبنا المتلهفة لسماع شيئ يريحها .
فاستمتع بوزارتك الجديدة وماهى الا ايام وتنقضى وينقضى معها ارثك ونضالك السيسى .
حماد صالح