خالد حسن كسلا : قصف «أبيي» وخطة تفويت الفرصة
> وأبيي الجريحة بسلاح التآمر الأجنبية الجديد الذي يحمله من يحمل في نفسه غرس التآمر الأجنبي القديم تريد لها طغمة حكومة جوبا ألا تكون هي وحدها المنطقة الخضراء باعتبار أنها جنوبية في هذا الوقت الذي تشتعل فيه كل مناطق الجنوب بالحروب وتخيم عليها غيوم المخاوف الأمنية.
> والثلاثي نعم.. الثلاثي قوات حكومة جوبا وقوات الجبهة الثورية وقوات (يونسفا) لا يمكن في المنابر الإقليمية والدولية أن تجمع أضلاعهم الثلاثة. وفي حديثك لتتحدث عن مثلث التآمر على أمن واستقرار أبيي.. لكن هنا نجعلك ترى هذا المثلث مستاوي الأضلاع التآمرية.
> ففي الأخبار يرشح تعرض «أبيي» لقصف مدفعي.. طبعاً يستهدف زعزعة استقرار أبناء دينكا نقوك الذين رأوا بأعينهم نتيجة استفتاء عملية جاهزة على الأرض تقول إن التبعية للشمال او السودان هي الأفضل بعد أن عبثت الحركة الشعبية بأمن واستقرار وتنمية جنوب السودان.
> وهذا ما استوعبته الحركة الشعبية بشقيها قطاع الجنوب الحاكم هناك وقطاع الشمال المتمرد هنا. ودبرت خطة إحراق «أبيي» أسوة بكل مناطق الحنوب حتى لا تجد «أبيي» الميزة التي تجعل تبعية دينكا نقوك للشمال مستحقة.
> أما «الضلع الثالث».. أو قوات (يونسفا) فقد ردت على الهجوم من «ضلعي المثلث» أو «الثورية والجيش الشعبي» بإطلاق قذيفة باتجاه فضاء تحرك المتمردين والجيش الشعبي تحمل إشارة عسكرية تقول عليكم بالانسحاب الآن حتى لا تحرجونا.. فنحن نراقب وهم يعلمون ذلك.
> وينسحب «الضلعان» بعد وصول إشارة «الضلع» الثالث ولكي تصدق ما نرويه في هذه السطور وهو يحمل هذا الاتهام..والاتهام للقوى الأجنبية على رأسها واشنطن بأنها لا تصادق على وجود قوات في أرض السودان محايدة.. لكي تصدق نعيدك إلى الخبر
> والخبر يقول بأن (قوات «يونسفا» ردت على الهجوم بإطلاق قذيفة أدت إلى انسحاب القوات المتمردة).. انتهى..
فهل هذه القوات المتمردة طيور جارحة مثل الصقور هبطت في الأرض لتؤذي فاكتفت «يونسفا» بإطلاق قذيفة لإعادتها إلى فضائها بسماع صوت القذيفة؟!
> ولك أن تقرأ في الأخبار ما طلبه رئيس إشرافية «أبيي» السيد حسن نمر.
فقد طلبت الإشرافية من قوات «يونسفا» ضرورة معرفة الاتجاه الذي أطلقت منه القذائف. والبعثة حتى الآن لم ترد على الإشرافية.. ولم ترد إذن.. على «الثورية والجيش الشعبي» رداً دفاعياً.. وإنما كانت قذيفتها مثل قذائف حزب الله اللبناني الكاذبة في مناطق الاحتلال اليهودي الخالية من القوات اليهودية.
> لكن «يونسفا» تعرف كل شيء.. ولو كان هذا الاعتداء من قوات سودانية لتحمست هذه «اليونسفا» وطاردتها.. وقامت الوسائط الإعلامية الغربية وبعض الأفريقية ولم تقعد، وتحدّثت عن أن القوات الحكومية السودانية فعلت وفعلت وفعلت. فاليونسفا هي الضلع الثالث إذن.. في المثلث.
> والمعلومات عن تجاوزات وخباثات قوات «اليوناميد» في إقليم دارفور يمكن أن تشابهها لاحقاً معلومات ستفضح عن «يونسفا». وهذا بمنطق سؤال يقول: ما الذي يجعل تلك القوات الأممية الأفريقية أسوأ من هذي او هذي أفضل من تلك؟! فالكل في المصيدة الأمريكية.
> ولا يمكن تصديق أن «يونسفا» ستقوم بدور محايد كما هو مرسوم لها ليتضرر المتمردون والجيش الشعبي ويضيع بذلك دعم وتمويل واشنطن وإسرائيل لهما هدراً. فمبدأ «الحياد» يعني توفير فرصة حل الأزمة التي تواجه السودان وحكومته.
> وهذه الفرصة التي يمكن أن تغتنمها الحكومة السودانية وسكان أبيي لعل زعيم دينكا نقوك السيّد زكريا أتيم قد أشار إليها في تصريحاته حول اطلاق النار مؤخراً على أبيي. فقد قال بأن الجبهة الثورية والحيش الشعبي يحاولان ترويع المواطنين الذين أعلنوا رغبتهم أخيراً في العودة إلى مناطقهم بقرى شمال أبيي..انتهى.
> اذن.. لماذا تستفيد الحكومة السودانية من سوء الأوضاع الأمنية في جنوب السودان؟! هكذا يمكن أن تتساءل القوى الأجنبية.. لذلك تقوم برسم خطة مد حالة عدم الاستقرار من الجنوب الى أبيي لتحويل مواطنيها إلى نازحين وتستمد «أبيي» محل نزاع، ولا تصبح تبعيتها محسومة للسودان الذي يوفر فيها لكل أهلها الأمن بخلاف مناطق الجنوب.
> لا أحد يتهم يونسفا في هذا الوقت في منبر رسمي لكن ننتظر إجابتها على سؤال «حسن نمر» وسؤاله ما الاتجاه الذي أطلقت منه القذائف؟!
غداً نلتقي بإذن الله