مقالات متنوعة

د. احمد محمد عثمان ادريس : ذكريات من الزمن الجميل


(الفنان /أبو عبيدة حســن .. امبراطور الغنـاء الشـعبـي)
شاهدت عبر قناة النيل الأزرق سهرة رائعة وجميلة ارجعتنا الى الزمن الجميل والذي قدمتها الإعلامية الشابة المتميزة رشـا الرشيد” بعنوان عقد الجواهر،مع العلم أن الفنان المذكور كان ملك المسرح والساحة في ذلك الزمن الجميل، ولد ابوعبيده حسن عام 1952م في “تنقاسي” وقد ابتكر الطنبور الكهربائي.وغطاه بالأبلكاش بعد أن كان جوفه صحـن طـلِسْ بحجم القـدح ومغطى بالجلد أضاف إليه أوتاره الخمسة التقليدية وترين ومن ثـم أستطاع به أبوعبيده حسن تنويع إيقاعاته وإثرائها،فهو مبدع يجيد تاليف الشعر والعزف والتلحين ومغني ونحّات ورسام، فهو فنان متكامل بمعنى الكلمة،كما ان صاحب أسلوب التبادل الديناميكي المنسجم في الترديد مع الكورس على الطريقة الملحوظة في أغانيه، فهو رهيف وصاحب احساس وعند وفاه والدته كان لها تاثير كبير في حياته.
الفنان ابوعبيده حسن لم يكن ينتمي لأية مدرسة غنائية في تكوينه،لقد كان متمرد على كافة القوالب المطروحة في عصره.كما أنه بدأ مشوار الغناء “بمصاحبة” طنبوره فقط. ولم تكن لديه فرقة موسيقية إذ اعتمد على مجموعة من ابناء الحي اتخذهم ككورس فيما بعد اصبحوا نواه لمجموعته ولهم ملابس موحده عبر اطلالته على جمهوره انذاك،ومن الشعراء الذين تعاون معهم هذا الصوت الجميل هم الشاعر عزمي أحمد خليل والشاعراسحق الحلنقي،كما ان غني اغاني الحقيبة،مما اعجبني اكثر اداء المطرب المؤدي الفنان حسن شرف الدين من ترديد أغنيات الرائع أبوعبيدة حسن.
هذا الظهور الذهبي للمبدع أبوعبيدة حسن ارجعني الى الوراء عده سنين وانا استلهم الفكر والعبر واعيد شريط الذكريات الكبيرة للفن الاصيل والمتأصل في عروق الشعب السوداني الذواق، اتمنى ان يتم توثيق جميع اعماله، ومن اغانيه التي صاحبت انتشار اكثر (إنتي تبري من الألم”،ويا ناس شوفوا لي حلل,الجنني”)،اتمنى ان يجد هذا المبدع الرعاية والاهتمام من اهل الثقافة في بلادي الذين هم اصلا لايهتمون بالمبدعين الا المنتمين لهم، والله الموفق…
د. احمد محمد عثمان ادريس