أحداث السلام روتانا تطغى على أزمة دارفور
«1»
> انصرفت الحكومة عن «أزمة دارفور» وحركاتها المسلحة وما نتج من اتفاقيات مع حركات موقعة على السلام مع الحكومة، إلى أحداث فرز عطاءات تنمية دارفور للمرحلة الثانية بفندق السلام روتانا.
> أين العطاءات الآن؟.. لا حديث إلّا عن أحداث السلام روتانا.
> تركنا القضية الأساسية واتجهنا نحو أحداث السلام روتانا بما في ذلك الإعلام الذي سطر وكتب الكثير من التقارير والمقالات عن الأحداث.
> فقدنا «رأس الخيط» ونحن نختزل الأزمة كلها في أحداث الفندق.
> ربما هذه عادة عندنا.. أن نترك الأصل وننصرف نحو الفرع.
> في الأيام الماضية كان الحديث عن أزمة دارفور كله منصرفاً إلى أحداث فندق السلام روتانا.
> كونت لجنة تحقيق.. وتم إجراء تحقيقات ثم رفع التقرير لرئاسة الجمهورية، ولنا أن ننتظر بعد ذلك النتائج وما تخلفه من ردود أفعال.
> الصراعات والتصريحات المضادة في الأيام الماضية بلغت أوجها، وجناح التيجاني سيسي يناكف في جناح أبو قردة.
> أزمة دارفور انتلقت إلى صراع سيسي وأبو قردة.
> تصريحات هنا وتصريحات هناك وكأن أزمة دارفور كلها في أحداث السلام روتانا.
> إذا كنا في الحوار والمفاوضات وفي حالات السلام نخرج بكل هذه الأزمات.. فكيف هو الوضع في الحروب؟
> إن فشلت الحكومة في أن تجمع بين أطراف موقعة معها يجمع بينهم «السلام»، فكيف تقدر على أن تجمع بين أطراف وحركات مختلفة معها.
> إن لم يجمعنا «السلام» لن تجمعنا «الحرب».
> على ما أعتقد فإن التيجاني سيسي وأبو قردة لخصا أزمة دارفور كلها في أحداث السلام روتانا.
> الأزمة فينا جميعاً.
> كلنا أصبحنا جزءاً من الأزمة، ومع ذلك نبحث عن «الحلول» في مناحٍ خارجية.
> أخطر ما في دارفور.. أن خطرها ليس فقط في «الاختلاف».. خطرها الأكبر في «الاتفاق».
«2»
> ومثلما انشغلنا وانصرفنا عن أزمة دارفور كلها إلى أحداث فندق السلام روتانا، إذ أصبحت الانشقاقات بين الحركات الموقعة على السلام والتسابق بينهم نحو المناصب والكراسي هى العنوان الرئيس لأزمة دارفور.. انشغلنا أيضاً بانشقاقات واختلاف الإسلاميين فيما بينهم.
> حقبة الإنقاذ كلها أضحت عبارة عن انشقاقات وانقسامات بين الحركة الإسلامية.
> الأزمة أضحت في انقساماتهم هم.
> حدث ذلك بعد المفاصلة الشهيرة في عام 1999م.. والتى خرجنا بعدها إلى صراع القصر والمنشية.
> ثم أفرزت اتفاقية نيفاشا تيارات إسلامية أخرى كانت أكثر تشدداً من الحزب الأم ــ إلى أن استقلت بمنبرها فكان منبر السلام العادل.
> لنصبح كلنا أجزاءً من مفاوضات.. الشعب ليس طرفاً فيها ولا طرفاً منها.. مفاوضات وحوار بين الإسلاميين وحدهم.
> فهم يحكمون ويعارضون.
> يحكمون باسمنا ويعارضون أيضاً باسمنا.
> وهي لله في الحكومة.. وهي لله في المعارضة.
> لعل ذلك أذكى ما في الحركة الإسلامية التى لم تترك حتى «المعارضة» للآخرين.. هي تحكم وتعارض في نفس الوقت، وقد كشف أمين حسن عمر ذلك «التخطيط» في أحد حواراته الصحفية التى أكد عبرها أن حرصهم على أن تكون «المعارضة» منهم لا يقل عن حرصهم على أن تكون الحكومة حكومتهم.
> لاحقاً بعد تلك الانشاقات «والزعل الحزبي» جاء حزب «الإصلاح الآن».. لتنطبق علينا مقولة «من القون للقون».
> أو من غازي صلاح الدين إلى غازي صلاح الدين.
> غازي حاكماً وغازي معارضاً.
> الطيب مصطفى كان الأعلى صوتاً «مشاركة» ثم أصبح الأعلى صوتاً «معارضة».
> وقد أصبح الطيب مصطفى مثل اللاعب الذي يعكسها من «الكورنر» ثم ينتظرها أمام «القون» داخل الياردات الست.
> حتى حسن إسماعيل الذي كان يتحدث باسم المعارضة ويجلد ظهر الحكومة بسياط الحق، أصبح يحمل «عصاه» ملوحاً بها في أمر كان ينتقده بالأمس.
> حقاً هذا الشعب تظلمه قياداته.. والذين يتحدثون باسمه.