ذهب الظمأ وابتلت العروق.. عيال بخيت وأم مراحيك
تعاني مناطق كثيرة من محليات غرب كردفان من العطش وشح المياه، و(عيال بخيت) واحدة من تلك المناطق إذ ظلت تعاني العطش رغم ثرائها بالمنتجات الزراعية والحيوانية، وتوفرها على سوق يؤمه التجار من شتى المناطق حتى تجار أم درمان يأتون إليها لشراء المحاصيل والمواشي مثل الصمغ العربي والضأن والماعز.
عيال بخيت المندرجة ضمن محلية الخوي إدارياً، تضخ في خزانة المحلية الكثير من الأموال، وهذا ما تفعله (شقيقتها) منطقة (المراحيك) التي يمر بها طريق اللواري المتجهة إلى أقصى غرب البلاد وهو طريق تجاري حيوي ومهم، إلا أن هاتين المنطقتين تعانيان شحاً في مياه الشرب للإنسان والحيوان، فحتى الخزانات الأرضية تنتظر أمطار الخريف لتمتلئ وتخزن حتى الصيف حيث يرتفع سعر جركانة الماء ليصل إلى جنيهين أو ثلاثة.
مشروع القرن الذي أُعلن عنه العام الماضي وسميّ مجازا بـ(الخط الناقل) بين منطقتي أم مراحيك وعيال بخيت يبلغ طوله 42 كيلومترا بدأ العمل فيه بالموارد الذاتية وتنفذه الآن شركة وطنية، المشروع الذي وقع على عقده الوالي السابق اللواء أحمد خميس بخيت ويتبناه ويتابعه الآن الأستاذ الشريف محمد ممثل المنطقة بالمجلس التشريعي.
المهندس الهادي الشايب مدير الشركة المنفذة كشف عن أن أنابيب المياه تم توصليها لمسافة تبلغ 28 كيلومترا، وأن ما تبقى منها نحو 13 كيلومترا فقط، سيكتمل العمل فيها خلال الأشهر القليلة القادمة.
وأضاف: يحتوي المشروع على (4) أحواض رئيسة: حوض أم مراحيك وسعته (750) مترا مكعبا، وحوضان لطلمبات الطرد المركزي في منتصف المسافة إلى عيال بخيت تفصل بينهما (7.5كم) تقريبا في حين يقع الحوض الرئيس الرابع في عيال بخيت.
المشروع الذي ستستفيد منه (65) قرية عبر توصيلات فرعية يقدم خدماته لأكثر من (100000) شخص، وصفه بعض مواطني عيال بخيت بمشروع (القرن) إذ تبلغ تكلفته (21) مليون جنيه ويغطي قرى كثيرة، ويقضي على مشكلة العطش بنسبة كبيرة إن لم يكن قضاء مبرماً ونهائياً.
نائب المنطقة بالمجلس التشريعي الشريف محمد عباد اعتبر المشروع حيوياً إذ ستستفيد منه جميع الشرائح القاطنة بالمنطقة وسيحل الكثير من إشكالات مياه الشرب للانسان والحيوان، الأمر الذي عجزت عن تحقيقه الحكومات المتعاقبة منذ استقلال البلاد.
سعد محمد علي
صحيفة اليوم التالي