أشياء من دفاتري ومجامري
< تستوقفني رسائل ومهاتفات الهندي الام درماني القح شاندولال رانجي الذي يكتب في الأدب والثقافة العربية والاسلامية والسودانية. ما يصعب على الكثيرين من أدعياء الأدب والثقافة. وغالباً ما أجد في جهاز الفاكس كتاباته المباشرة الأنيقة معقباً أو مثنياً أو معارضاً أو ناقداً أو مضيفاً. ومنها: (أخي الأستاذ حسين خوجلي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. أولاً أرجو أن تكون بصحة وعافية ونتضرع لله تعالى أن يحفظ السودان الحبيب ويبعد عنه المصائب والأعداء). (وما أغلاها من أمنية ودعاء وهما يخرجان من هندي أم درماني احتضنه السودان، فصار منه وصار له.. فكيف بالله بابنائه المتشاكسين ليل نهار). لقد سررت وتمتعت بالجزء القليل من قصيدة السموأل بن عادياء التي اتحفتنا بها في ولألوان كلمة (أحداث وناس وحكايات). وكم كنت أتمنى أن تسطر لنا تلك القصيدة الرائعة حتى تكون معلماً ومرجعاً لابنائنا الشباب، وأعطي نفسي الجرأة عليك وعلى السموأل لأضيف بعض الأبيات مواصلاً من ذات المكان الذي انتهت به الأبيات: وما ضرّ من كانت بقاياه مثلنا شَباباً تَجلى لِلعُلا وَكُهولُ لَنا جَبَلٌ يَحَبلُّهُ مَن نُجيرُهُ مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ للنَجمِ ضرعٌ لا يزالُ طَويلُ عزيزي شاندولال ابن الشهداء بام درمان، لقد كنا نستبدل مفردة (جبل) بجيل فأيهما أوقع؟ أبشرك أخي شاندولال أن أحد أسفاري التي اهدد بها (قصائد من دفاتري) وهي استراحات من قريض الكبار باستهلالاته وذكرياته لنهديها لهذا الجيل.. في طريقها لأعين الأحباء ولا تسألني متى- لا تسل عني ليالي فهل بتنا حطاما. < فرحنا جداً لتصريح المالية بانها ستقوم بتمويل النفرة الزراعية عبر المصارف، ونرجو ألا نحزن بتدني الانتاج، ولذلك فإننا نطالب ومن الآن أن يسلم التمويل للمزارع والمنتج الحقيقي عبر دراسات جدوى مبسطة وعلى الأرض، وليس هنالك من له قدرة أو سعة لمشاهدة فيلم (المطمورة) الخالية وسجن أم درمان (المليء).. وأسطوانة (الغارمين) المشروخة. امنعوا من هذا التمويل العاطلين بالوراثة والسماسرة تفوزون برضاء (الفيتريت) ورب الفرتيت!! < الماء.. الماء.. الماء.. افتحوا ملف المياه والتلوث، قبل أن تغتالنا الاسهالات المائية والموت السريع، أو قل الاغتيال الذي لا يبرره الحديث المفجع الذي تتبرع به السلطات حين تتكاثر المقابر, أو بالأحرى أين الماء نفسه وذاته!! < هنالك (أرباح فائدة من الخارج) قال بعض أهل الفتوى أن ترد الى أصولها أي لبنوك الربا الغربية.. وقال البعض الآخر يجب أن تحلل بردها الى أوجه البر والخير. < وأنا مع دعوة مؤتمر المائدة المستديرة لحل معضلات السودان يتساوى فيها الجميع ويتواضع الشريكان، فيصيرا مثل الآخرين ما دامت الأزمة قد وضحت وما دامت الكارثة قد (طوقت الرجال زي تيلة). ولكن التكوينات والأحزاب غير المفحوصة ببرنامج أو جماهير قد تكاثرت، ولذا فإنني أخشى ألا نجد لهم طاولة تكفي هذه البدل والقفاطين والشورت الساخن!! أما سبعة فهذا شأن آخر لكنه معتبر. < اتحاد نقابات عمال السودان يصرخ.. (إن استبدال العمالة الوطنية جريمة) نعم جريمة.. ولكن متى توقفت الدنيا ما دام هنالك معيار للخبرة والنشاط والهمة. عزيزي الاتحاد كفى ولولة وشتيمة مجانية للظلام، أبدأ بشمعة واحدة بمركز التدريب ومن هنا تبدأ.. وإلا فإن العولمة واللا حدود امام الخبرات سوف تأكل معركتك دون أن تطلق تظاهرة واحدة. ألم ينهار الاتحاد السوفيتي النووي وصاحب أسلحة النجوم والمراصد دون أن يطلق (طلقة واحدة).. طبعاً ليست هنالك حكمة تجبرنا على القول (ما أشبه الليلة بالبارحة) لأن البارحة أصبحت توأماً لليلة.. < ان يخرج شمالي بكل ارثه الثقافي والفكري والوحدوي مخترقاً نظرية السودان المستقل ويحارب في صفوف حركة التمرد بكل تناقضاتها وغربتها الفكرية وأفعالها على أرض الواقع فان هذه في حد ذاتها ظاهرة تستحق الدراسة والتقصي لا التجريم فقد مضى زمانه. الكثيرون يستحقون الحوار المكثف الذكي لمصلحة التجربة الافريقية والعربية في الانتماء.. ليس عبر المنهج الظاهري الذي يربت على وجه الجرح دون أن يفتحه.. أعادت لي استقالة هذا الفتى بالحركة الشعبية وعودته أو بالاحرى تجميدها، الكثير من التساؤلات.. خاصة أنه لم يفصح عن الكثير ولن يفعل. هل هو يا ترى أحساس عميق بقرب الابتعاد والحرب والتشظي ووثبة السؤال الماثل: هل يا ترى بعد كل هذه الأحلام سأبقى في دائرة النبلاء أم دائرة العملاء.. وهل سيكون المكان جوبا أم الخرطوم وهل سيكون الزمان السودان المشرذم الوحيد أم السودان الموحد الجديد؟ إن من حق الساحة السياسية أن تعرف ولو بمنهج الاستقراء لماذا استقال (الجلابي) وليد حامد ولماذا عاد؟ ولماذا استقالت الحركة كلها من التأريخ؟ < ومن الهدايا حفلن قلنا السما تجلي والنجم بتضاري في الحلة الجناين تلدي كل حلة فيها وردة ونرجسة وفلة فيهن السلسال شفا الغلة فيهن العلة ودوا العلة كلهن متبلمات الا من لحاظن ارحم الجلة أعزائي أبناء النوبة بعد كل هذا ما هو حظنا من الخليل. < برقية بالبوستة القديمة < الناس خارج السودان يموتون بحزمة رائعة ومنوعة من الأمراض لكن الناس في بلادي يموتون بداء السرطان < تعود الفريق عبد الرحيم محمد حسين في وزارة الدفاع أن يأمر فيطاع فجاء الى ولاية يأمر فلا يطاع مثل السابقين واللاحقين لقد كان من الأجدى أن يختبر الرجل بمنزله بين المنزلتين يأمر فيطاع بعبارة من شاكلة (حاضر سعادتو لكن…) ولكن السودانية برغم ما عليها من غبار فهي الخطوة الأولى صوب الاعتدال.