كلنا ذلك الرجل رزق
* حجز الداعية الإسلامي الشهير كمال رزق إمام وخطيب المسجد الكبير، حجز الرجل لتصريحاته القوية بمنبر الجمعة، خطوط الصحف الصادرة أمس السبت بالخرطوم، وذلك من خلال حديثه الجريئ عن قضايا (الخبز والاضحية) التي مول بها الخطوط الأولي للصحف، بحيث أجبر الرجل الداعية رزق في الفترة الأخيرة الصحافة إلى أداء صلاة الجمعة بمسجده العتيق، نظرا لتناوله لقضايا الناس ومعاشهم، مما يجعل خطبته تخاطب هموم الجماهير الآنية.. فبينما غابت مساجد عتيقة مثل مسجد الجامعة وود نوباوي عن عمليات تمويل خطوط صحف السبت، سجل في المقابل الأستاذ كمال رزق حضوراً طاغياً في الصحف الصادرة غداة خطبته، بحيث لم يزاحمه على مينشتات الصحف غير منبر الدكتور عصام أحمد البشير والشهيد، ومن جهة أخرى ربما خلف غياب أو قل ضعف وتراجع خطاب الحركة الإسلامية، خلف فراغاً فكرياً وروحياً تحرك فيه الأستاذ رزق بدربة جهيرة ..
* الجدير بالذكر هنا، أننا كدولة ذات مرجعية إسلامية، أو هكذا نزعم ونريد، أو قل إننا كشعب يحترم خطاب الجمعة، فإننا نحتاج إلى دفع الخطاب الديني لتحريك طاقة المجتمع الجبارة باتجاه تفجير طاقة العمل والإنتاج، لطالما فشل الخطاب السياسي في تحريك هذه الطاقات المعطلة و.. و..
* وتجدونني أكثر الناس طربا بحديث الأستاذ كمال رزق عن (أرزاق الناس)، لطالما أن الرجل قد أتاني في (كاري)، صناعة دولة الكسرة والانكسار، التي هتفنا باسمها طويلاً في المجامع والمواجع، غير أن الجديد في خطاب (رجل الدين) بتوصيف النخب العلمانية، هو استخدامه إلى مدلول (جريمة) استيراد القمح والدقيق، متجاوزاً توصيفات منبر الجمعة التي تتنوع وتتوزع بين (الحلال والحرام والجواز وعدم الجواز)، وربما كانت الجريمة التي رمى بها السيد رزق النخب الحاكمة، أشد وطئاً من غيرها تجاه عمليات تقصير الحكومة الإنتاجي .
* غير أن بيت القصيد في هذا المشهد، هو بامتياز دخول (سلطة المسجد) إلى قائمة السلطات الأخرى وإنتاجها لبعض الأحكام، في ظل مجتمع يقيم وزناً كبيراً لخطاب الجمعة في ظل تراجع الثقة في الأحاديث السياسية، بحيث أننا كنخب وصحافة يفترض أننا نشجع (منابر العلماء) بما في ذلك مجمع الفقه الإسلامي، في إنتاج آليات شرعية تحمل الجماهير حملا إلى الحقول والإنتاج لتحرير القوت، إذ ﻻ يستقيم أمر أمة تتطلع لإقامة مشروع قيمي أن تستقدم قوتها من أعدائها، وتجري من تحتها الأنهار في بلاد تصلح ملايين الهكتارات فيها لصناعة القوت والحياة والمستقبل و.. و..
* فليت، وزارة الأوقاف – والحال هذه – تخرج بنا من المساجد إلى الحقول بحيث تتسع سقوفاتها وطموحاتها إلى إدراج أجندة (تحرير الغذاء)، بحيث إذا قضيت الصلاة أن ينتشر المصلون في الأرض لإعمارها، على أن تحرير القوت ﻻ يقل قدسية عن تحرير الأرض، فلئن كان المحتلون بدنسون الأرض بعدم طهارتهم، فنحن في المقابل نهين كرامتها بعدم تحضيرها وتخضيرها وتركها بوراً بلقعاً، وجاء في أحد التأويلات لتفسير الآية الكريمة ” ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ” إن المسلم يسأل يوم القيامة عن نعم الصحة والفراغ (والأرض البور) لماذا لم يفعلها !! وليس هذا كل ما هناك .
ليتك لخصت في سطور بسيطة في المقال ما ذكره الشيخ كمال رزق عن الدقيق والأضحية فكلاهما من أولويات كل السودانيين نشكر شيخنا كمال وندعو له بالصحة والعافية وطول العمر والثبات على الأمر