د. احمد محمد عثمان ادريس : مابين حبوبه عايشه وحبوبه ميرفت مسافات متباعده
لعل تغير الزمان والمكان كان له التاثير الاكبر في تغير عاداتنا وتقاليدنا وانفراجنا السريع حول عوالم اخرى غير محسوبة المخاطر، حبوبة عائشه ومريم وزينب وستي عائشه وغيرها من الاسماء الكبيرة في عوالم الامهات والحبوبات كانت لها الشان والمكانه ولكن مع تطور الحياة حلت محلها اسماء جديده او حديثه ليس لها اي خبرة بمجريات الحياة الحالية فهي فقط تواكب الحياة عبر منجزاته التقنية الحالية وليس عبر عراك الحياة كما كانت تفعل حبوبة عائشه ويظل الفارق كبير وشاسع مابين حبوبة الماضي والحبوبة الحديثة ناهيك عن الاسماء ولكن في الخبرة وتعاطي الحياة وعراك الحياة ، فحبوبة الماضي امراة لها المكانة الكبير والهيبة داخل مجتمعها البسيط المكون من الزوج والابناء ( ذكور واناث وبقية الاسرة الممتده) من حيث الكلمة والاحترام لها وهذا ليس انتنقاص من شان الاب في هذا المحك فهو قائد ورائد ولكن يرجع الكثير الى الحبوبة بحكم الخبرة والقدسية والاحترام الكبير لحبوبة عائشة ، انا في هذه السانحة لا اقلل من روح ومعنويات الجيل الجديد ومكوناته ولكن نحن نسترجع الايام الجميلة من القوة والترابط المتين في الاسرة والبناء الاجتماعي المتماسك للمجتمع السوداني والذي عماده الاب والام ، فبانتهاء تلك المكونات الجميلة التي زينت سمعة المجتمع السوداني سوف نسدل الستار على اخلاق وقيم كبيرة غير موجوده في جميع المجتمعات الاخرى ، وانا لا اتحدث عن نورانية المجتمع السوداني ولا ( جنسه الاري) ولكن من خلال معايشتي للمجتمعات الاخرى هذا ليس من اجل التفضيل.
حبوبة ميرفت هن الجيل الجديد الذي يعيش ويتعايش مع انغام الحياة السريعة بدون مراعاه لعامل ( العرف) اي العادات والتقاليد الكامنة في جوف الحبوبات الماضيات كحبوبة عائشه او فاطمه او زينب، ولكن سنه الحياة ان يكون فيها التوالي والتعاقب ، وان تتغير المسميات ، ولكن يظل المعدن هو الانقى والابقى في هذا التجمع .
قد يلحظ القاريء الكريم انني ملت كثيرا الى دور حبوبة عائشه اكثر من دور حبوبة ياسمين وزليخه وندى ، وهذا ليس تحيز او ميول ولكن هذه معايشه قد عايشها المجتمع وانت جزء من المعايشه ، فالخبرة مفقودة لدى الجيل الحالي الذي يتعامل بالواتساب والنت وSMS الذي بعيدا كل البعد عن تجارب الحياة وهمومها بل يعيش رزق اليوم باليوم دون ان يضع اي اعتبار للمستقبل الكبير .
نعم ستظل حبوبة عائشه رمزا من رموز الحياة داخل المجتمع السوداني المتأخي بعيداً عن التاثيرات الحالية بتقنية الحياة واتمتها ، والله الموفق …
د. احمد محمد عثمان ادريس