القائــد الأعلـى لقــوات الشعــب المسلحـة في إدارة المهمــات والملبوســات
الحديث عن إدارة المهمات والملبوسات هو الحديث عن السلم والحرب لدى القوات المسلحة السودانية، فادارة المهمات والملبوسات هي روح الجندي المعنوية تقيه البرد والحر معاً، كذلك عتاد الجندي في الحرب والسلم، وهي كل ما يحتاجه من متطلبات في حياته اليومية، ولا يستطيع أن يقوم الجندي بواجبه كاملاً دون دور المهمات والملبوسات الحقيقي، بالنسبة للجندي في داخل التنظيمات العسكرية، ولذلك في سلسلة زيارات القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية المشير عمر حسن احمد البشير خص هذه الإدارة بزيارة مستحقة، ولاهميتها من بين قيادات القوات المسلحة واداراتها وافرع القيادة العامة، كوحدة شاملة بدورها لكل القوات المشتركة، هذا إلى جانب ما تفردت به هذه الإدارة من إنجاز وأداء متميز وعطاء لا محدود، حيث رافقت في هذه الزيارة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة واعضاء هيئة القيادة وقادة الوحدات النظامية وعدد كبير من قيادات القوات المسلحة والمسؤولين في الدولة، وقد اعدت إدارة المهمات والملبوسات حالها لهذه الزيارة التاريخية، واستعدت لها بامكانات عملية مدهشة.
الزمان يوم الاحد الموافق 13/9/2015م، وشواطئ النيل الازرق محمومة لم تيقظها الا صيحات جنود ادارة المهمات والملبوسات، الذين ظلوا ولعدة اسابيع في حركة دائبة ليل نهار، تحت قيادات شابة استهواها العمل وحبه، حتى أضحى مكان العمل مسكناً للجميع ومن جميع الرتب، وربما قيادات هذا العمل من المدنيين، كانت السحابات تتعمد ان تطرق فضاء الإدارة بقدر من القطرات الدافئة التي تجيش لها روح الجنود في أداء المعمل المتواصل والإعداد لهذه الزيارة التاريخية، كانت إدارة المهمات والملبوسات ضباطاً وضباط صف وجنوداً ومدنيين من العاملين في المصانع المختلفة، على قدر التحدي بروح المسؤولية وحب العمل والانتماء القوي للإدارة، لم تشغلهم عن الواجب لوازم الحياة، فقد كان ارتباطهم بالوحدة والعمل تعدى الارتباط التقليدي أو مجرد اداء الواجب المحدود في ساعات محدودة، فالعمل في إدارة المهمات والملبوسات صار جزءاً من حياة العاملين، وشكل شعوراً وجدانياً اكتنف الأسر والعلاقات الاجتماعية، وانطباع ايجابي لحياة الفرد التلقائية، حتى دخلت مجموعة مصانع بواسل الخير في تفاصيل أسر العاملين في إدارة المهمات والملبوسات.
وفي الساعة الحادية عشرة قبيل منتصف النهار، عبر وفد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة السوداانية، البوابة الشمالية لإدارة المهمات والملبوسات، بمنطقة بحري العسكرية، حيث كان في استقباله السيد وزير الدفاع الفريق أول عوض محمد احمد بن عوف، والفريق اول مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة، ووالي ولاية الخرطوم ووزير الدفاع السابق الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين، والفريق اول عصمت عبد الرحمن وزير الداخلية، والفريق اول شرطة هاشم عثمان مدير عام الشرطة وهيئة قيادة القوات المسلحة وقيادة القيادات ومديرو الأفرع، وقيادات القوات النظامية الأخرى، وعدد كبير من المسؤولين بالدولة، وقائد وضباط وضباط صف وجنود ومنسوبو الادارة من الخدمة المدنية، حيث اخذ القائد الأعلى للقوات المسلحة، المشير عمر حسن أحمد البشير، التحية العسكرية من حرس الشرف الرئيس، واتجه مباشرة إلى قاعة الشهيد العقيد الركن عادل سر الختمم، حيث رحب به والوفد المرافق لسيادته اللواء الركن محمد ابراهيم حسن قائد ادارة المهمات والملبوسات، وشاهد فيلماً وثائقياً عن منجزات الادارة منذ نشأتها وحتى منجزاتها التي تحققت أخيراً في بضع اعوام، حيث قام السيد رئيس الجمهورية والقائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة والوفد المرافق له من العسكريين وكبار رجال الدولة، بتدشين المنشآت الجديدة التي أقامتها ادارة المهمات والملبوسات من المصانع والمنشآت التي حتمتها حاجة القوات المسلحة والتطور الذي حدث، ثم توسعة التنظيم، وبناء القدرات الأساسية للتشكيلات الجديدة في اطار دور القوات المشتركة، ومضاعفة المعاهد والمراكز والاكاديميات والكليات الجامعية، مما ضاعف حاجة القوات المسلحة لمصانع الأثاث والاسفنج والخيام والنسيج والبوهيات وصناعة الملابس، وأخيراً مصنع الورق وهو اول مصنع لإنتاج من الخام، ثم مصنع توضيب الورق وزراعة الأسماك، ونستطيع القول إن ما تم من انجاز امر مذهل، حيث أن ما قامت به الادارة في مجال مطلوبات القوات المسلحة كان فوق التصور، ويكفي فقط ان نقول ان القوات المسلحة سدت حاجتها من الملبوسات والمهمات العسكرية، وتطلعت الى السوق السوداني وربما الاقليمي، وليس ذلك بمستحيل طالما أن هناك إرادة قوية وحلماً بالرفعة والعلا واخلاصاً ووفاءً، كما هو الأمر لدى قيادة وضباط وضباط صف وجنود ادارات المهمات والملبوسات والعاملين في مصانعها المختلفة من ابناء الشعب السوداني الكريم.
وبعد زيارة المشير عمر رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة والوفد المرافق له، ووقوفه على المصانع وطوافه على المعارض الخاصة بانتاج هذه المصانع، انتهى هذا المرور بلقاء الرئيس بقوة ادارة المهمات والملبوسات، وخاطبهم بلغة المهنة وحدود المسؤولية، باعتبار ان هذا الانتاج والجهد الكبير المبذول في التجويد هو اتقان واستدراك لروح الجندي في كل موقع، وهي المسؤولية الحقيقية في عاتقنا، ولذلك فإن العطاء والاخلاص في المصنع ومراعاة هذه المسؤولية الذاتية، هو نفسه ميدان المعركة الحقيقي، ولا يختلف الذي يقبض بمفتاح المصنع عن الذي يقبض بزناد البندقية، وحتى اذا دعا داعي الجهاد فإن قابض مفتاح المصنع هو مقاتل محترف ويجيد القبض على الزناد والقنص والاصطياد، وهذا ما اعتدناه من خصال لدى الجندي السوداني. وخاطب رئيس الجمهورية والقائد الاعلى لقوات الشعب المسلحة ضباط وضباط صف وجنود والعاملين بالادارة من العناصر المدنية، وأكد سيادته الاهتمام المتعاظم بهذه الإدارة، ودعمها المتواصل للقيام بدورها الطليعي في القوات المسلحة، وثمن جهود منسوبي إدارة المهمات والملبوسات وما حققوه من انجاز لدى الادارة والقوات المسلحة والشعب السوداني، واضاف الفريق اول مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن ما قامت به إدارة المهمات والملبوسات من جهود، وعمل متواصل في تجرد ونكران ذات أدى إلى تطور هذه الإدارة وبلغوها هذه المستويات الرفيعة من التصنيع المتخصص في انتاج حاجات ومطلوبات القوات المسلحة من المهمات والملبوسات، وهذا يزيد الثقة في قيادة القوات المسلحة، بأنها سوف تقوم في هذه الادارة بانتاج مطلوبات القوات المسلحة بدرة عالية من الجودة ومن ثم وقف استجلاب هذه المهمات والملبوسات من الخارج، كذلك إنتاج ما يناسب فروع القوات المسلحة والمدارس العسكرية من المطلوب الحقيقي كماً وكيفاً، وذلك بدعم القيادة المتواصل والتدريب المتخصص لمنسوبي الإدارة عامة، وأكد رئيس هيئة الأركان وقفته القوية مع الإدارة، كما انه لم ينس ان يشكر الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم ووزير الدفاع السابق على دوره الاصيل في تطوير ادارة المهمات والملبوسات، وهو صاحب الفكرة التي وصلت بها إدارة المهمات والملبوسات إلى هذا المستوى الرفيع من الاداء المهني التطور، وكذلك روح المسؤولية التي بنيت عليها الفكرة، وقام عليها المشروع بطموحات وآمال وتشوقات اصبحت حقيقة ماثلة واهدافاً محققة.
حيث جاء دور قائد إدارة المهمات والملبوسات اللواء الركن محمد ابراهيم حسن، ونستطيع ان نقول إنه بجانب دور قيادة القوات المسلحة متمثلة في هيئة القيادة، فإن نجاح هذا المشروع يعود إلى اللواء الركن محمد ابراهيم حسن الذي استفاد من دراسته للاستراتيجية، وطبق عناصر قوى الدولة الشاملة كما ينبغي ان يكون، واغلق نشاط الإدارة تاماً على ذاتها، واخذ يسهر الليل والنهار، واستفاد من الدراسات الاستراتيجية خاصة العلوم الإدارية، ولذلك افرد اللواء الركن محمد ابراهيم حسن نوعاً جديداً من المهمة الادارية، وانماطاً مستحدثة من معالجة المسار الحقيقي للادارة، حتى اصبح العامل جزءاً لا ينفصل عن الآلة، وكان حب الوحدة وحب القائد وحب الانسان لاخيه في اطار العمل بوصفه الشق المكمل، هذا إلى جانب أداء ضباط الادارة المتميز، ومثلهم العمال في المصانع، وكذلك اللواء الركن محمد ابراهيم حسن في كلمته الضافية التي قدمها لم يجد افضل من ان يشكر منسوبي ادارة المهمات والملبوسات، والاشادة بجهودهم لما بذلوه من عطاء في تحقيق هذا الانجاز، الذي من شأنه الإسهام في رفع قدرات القوات المسلحة والمحافظة على ريادتها، وتحقيق السبق في بعض الصناعات على مستوى الدولة، وتعزيز الشراكة مع المجتمع، وجدد عزمه نيابة عن كل مسنوبي الادارة في الاستمرار بقوة هذا الدفع، والالتزام حتى تحقيق غايات القوات المسلحة، وشكر كل الجهات التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز، وتحملهم مشاق وصعوبات العمل، وتحمل المسؤولية والتكليف وأداء الواجب المجرد.
في ختام احتفال ادارة المهمات والملبوسات كرم رئيس الجمهورية والقائد الأعلى لقوات الشعب المسلحة المشير عمر حسن احمد البشير الادارة، وقد تمثل ذلك التكريم في منحه اللواء الركن محمد ابراهيم حسن محمد نجمة الانجاز العسكري، ووسام الانجاز لادارة المهمات والملبوسات، ومرتب «4» شهور للعاملين حافزاً لما قدموه من بذل وعطاء في سبيل رفعة الادارة والقوات المسلحة، حيث ودع منسوبو الادارة القائد الأعلى والوفد المرافق لسيادته وهم ممتنون له بهذه الزيارة التي خصهم بها كإدارة مختصة في خدمة القوات المسلحة وتوفير حاجياتها.
الانتباهة