الهيئة العامة للنفي
* بعد ساعات قليلة من حدوث واقعة التدافع المؤلمة التي أدت إلى وفاة وإصابة آلاف الحجاج في منى، بادرت هيئة الحج والعمرة ببث خبرٍ متسرعٍ، أفاد بوفاة حاج سوداني واحد، وإصابة اثنين بكسور.
* تولى المطيع محمد أحمد، المدير العام لهيئة الحج والعمرة إعلان الخبر بنفسه، وسمى الحاج المتوفى باسمه (عبد الله آدم من قطاع الخرطوم)، ومنحت صيغة الخبر من طالعوه إحساساً بدقته، لكنه لم يكن كذلك أبداً.
* تساءلنا عن مسببات التسرع في إصدار الإعلان، في وقتٍ كانت فيه ثلاجات حفظ الموتى بالمعيصم تكتظ بجثث مجهولة الهوية من كل الجنسيات.
* حتى السعوديون أنفسهم لم يقطعوا بعدد المتوفين، عندما تولى مدير الهيئة إعلان خبر وفاة حاج سوداني واحد، علماً أن الأرقام المتعلقة بعدد شهداء الحادثة ما زالت غير محددة حتى اللحظة، بدليل أن وزير الصحة السعودي أعلن ارتفاع عدد المتوفين إلى (769)، وعدد المصابين إلى (934) بنهاية يوم أمس الأول.
* تصريح المطيع شابه التسرع، لذلك كان طبيعياً أن يجافي الصواب، وأن تضطر الهيئة نفسها إلى نقضه بإعلانات أخرى، أفاد آخرها بوفاة تسعة حجاج سودانيين، مع حدوث ثماني وفيات، قيل إنها طبيعية، ونشك في صحة ما ورد عنها، هذا بخلاف عشرين مفقوداً، يرجح أن معظمهم قضى نحبه في حادثة التدافع المؤسفة.
* الإعلان قبل الأخير أفاد بتماثل المصابين إلى الشفاء، ما خلا أربعة، من دون أن يشير إلى المفقودين، ونعتقد أن العدد قابل للارتفاع، طالما أن المسؤولين عن حجاج السودان لا يكلفون أنفسهم عناء التدقيق في الأخبار قبل بثها.
* (شفقة) القائمين على أمر الحجيج السودانيين في إعلان عدد المتوفين غير مبررة، لكنها معتادة من هيئة لا هم لها سوى نفي أي خبر يشكل ضغطاً عليها، أو يشير إلى تقصيرها.
* إذا شكا الحجاج من سوء الطعام بادرت الهيئة بدفع الاتهام عنها، وإذا ارتفعت عقيرة الصحافيين بالشكوى من تواضع الخدمات المقدمة إليهم بادرت البعثة بمعايرتهم بمنح كل واحد منهم ألف ريال لتغطية نفقات الطعام.
* نفي يتبع النفي، وبيان في إثر بيان، يفتقر معظمهما إلى الدقة، ولا يستهدف سوى تبرئة الهيئة وبعثتها من كل تقصير.
* إذا قبلنا إقدام هيئة المطيع على نفي كل خبر يتعلق بتقصيرها في أداء واجبها نحو الحجاج، فما هي مبررات تسرعها في إعلان عدد المتوفين في حادثة التدافع قبل الاستيثاق منه؟
* هل اتهم أحد الهيئة بأنها قصرت في أداء واجبها تجاه المتوفين والمصابين؟
* هل حمَّلت أي جهة البعثة مسؤولية حدوث وفيات وإصابات وسط حجاج السودان في الواقعة المذكورة؟
* علام التسرع، وفيم الشفقة والتعجل في بث أخبار غير دقيقة، تضطر البعثة إلى نقضها قبل أن يجف حبرها؟