إزالة أقواس الموت
* تفاعل المسؤولين مع الصحافة كسلطة رابعة يستوجب الإشادة، ويستحق التنويه.
* كتبت مقالاً في هذه المساحة بعنوان (إعلان وفاة) انتقدت فيه إقدام محليات ولاية الخرطوم على نصب أقواس إعلانية عابرة للطرق، تشكل خطراً داهماً على المواطنين، بسبب تكرار سقوطها كلما هبت الرياح.
* استشهدت بواحدة هوت من حالق على طريق جسر المنشية، وأخرى سقطت في كورنيش النيل، وثالثة أطاح بها الهواء بالقرب من جسر الحلفايا وتسببت في تدمير عدة سيارات.
* بعد نشر المقال تلقيت اتصالات ورسائل من قراء أعزاء، أشاروا إلى سقوط لافتات مماثلة في عدد من طرق العاصمة، ورصدوا الخسائر الناجمة عنها.
* يوم أمس طالعت إعلاناً حوى إشارةً مفرحةً لقرار قوي، أصدره الدكتور أحمد قاسم، وزير البنى التحتية بالولاية، ونص على إزالة كل الأقواس الإعلانية بمحليات العاصمة السبع، وإلزام الشركات المعلنة بمراجعة المحليات خلال أسبوع، لتنفيذ القرار.
* أتت الوزارة متأخرة، لكننا نحمد لها أنها حزمت أمرها، وطبقت سلطةً منحها لها القانون، ولو كنت في مقام الدكتور أحمد قاسم لما انتظرت أسبوعاً، ولشرعت في إزالة أقواس الموت فوراً، لأن كل دقيقة تأخير في تنفيذ قرار الإزالة تعني تهديد حياة المزيد من المواطنين.
* إقدام المحليات على بيع تلك المواقع لبعض الشركات الإعلانية يحوي تعدياً خطيراً على سلطة وزارة البنى التحتية، واستخفافاً مقيتاً بأرواح المواطنين.
* ينص قانون الحكم المحلي لولاية الخرطوم (لعام 2007) على تبعية الطرق الرئيسية للوزارة وليس لمحلياتٍ لا تقيم وزناً لحياة البشر، ولا تحترم القانون.
* كان على أحمد قاسم أن يحرك آلياته من فوره، ويستغل قلة الحركة في طرق الخرطوم ليلاً، ليفعل بتلك الأقواس العشوائية ذات ما تفعله وزارته بمن يتعدون على الطرق والأراضي، ويشيدون المساكن العشوائية.
* الإزالة وحدها لا تكفي، لأن حكومة الولاية مطالبة بمحاسبة أي معتمد يتعدى على الطرق، وينتهك القانون، ويهدد حياة مواطنيه بحثاً عن دريهماتٍ معدودات، تدرها إعلانات تشوه الطرق قبل أن تهدد حياة البشر.
* نتوقع من الوزير أحمد قاسم أن يفعِّل لائحة إزالة مخالفات الطريق العام، ويضعها موضع التنفيذ، وهي تنص على حظر التعدي على الطرق وإساءة استخدامها، ومعاقبة من يفعل ذلك بالغرامة والإزالة.
* وضع مواد البناء والمخلفات والحاويات في الشوارع، غسل السيارات في الإسفلت، نصب لافتات إعلانية بلا تصديق، بناء سلالم خارج حدود القطعة، تفريغ مخلفات الخرسانة الجاهزة في الطرق، غسل الخلاطات في الشارع العام، حرق النفايات، عرض السلع ومواد المغالق والديكور خارج حدود المتاجر، شحن وتفريغ السلع أمام المتاجر كلها مخالفات تشوه الطرق، وتعطل الحركة، ويجب على الوزارة ألا تتساهل معها مطلقاً.
* تحولت الخرطوم إلى كائن مشوه بسبب إغفال محاسبة من يتعدون على الطرق، ومن المؤسف أن يكون بعض المعتمدين على رأس المشوهين للعاصمة، والمخالفين للقانون.