لاخير فى الحاكم ولا المحكوم
نسمع هذه الايام عن مؤتمر الحوار الوطنى حيث قدمت الدعوة لجميع المعارضين السياسيين والعسكريين والمنشقين والمستقلين . هذا المؤتمر سبقته مؤتمرات كثيرة داخليا وخارجيا وأغلبها لم ينجح ومن نجح فيها لم يدم طويلا . توقيت عقد هذا المؤتمر لم يكن موفق ولهذا متوقع له الفشل او الفوز بالاتفاقيات الثنائية والسبب حتى هذه اللحظة نسمع بأغلب الاحزاب صاحبت النفوذ والسيادة مترددة فى المشاركة وتصريحاتها متضاربه والحكومة تمتلك ضوء أخضر وخط أحمر من بعض الدول المؤثرة للإنجاح هذا المؤتمر .
المؤتمرات السابقة كانت مؤتمرات هدفها الأساسى ليس مصلحة الوطن ولا المواطن وإنما خضوع لضغوط معينة أو استثمار انتصار معين او شق صف من الصفوف أو مكاسب شخصية . نلاحظ أن السيد الصادق المهدى خارج السودان وكذلك السيد الميرغنى بينما قيادات المعارضة العسكرية بين باريس ولندن ونيويورك والبعض يحاول الخروج للحاق بالتابعين للغرب ليعقدوا مؤتمر هناك مضاد لهذا المؤتمر . مؤتمر الحوار الوطنى قبل أن يحدد له وقت معين يجب أن يكون هناك جمع صف لكل حزب أو حركة اولا ثم إتفاق الاحزاب والحركات على قضايا الوطن والمواطن وبنفس الإتجاه تقوم الحكومة بالتضحية ببعض المفسدين الظاهرين وتجريدهم من مناصبهم ومحاكمتهم وتعيد للمواطنين أراضيهم التى استولت عليها بقانون الاستثمار وأن تعزل الولاة الغير مرغوب فيهم وتفرج عن حرية الصحافة مع المحافظة على الأمن وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لسيادة الوطن .
نجاح هذا المؤتمر ليس بحضور بعض الدول التى تؤثر ماديا اوإقتصاديا أو سياسيا فى أطراف الحوار لكن يكون حضورها من أجل تقريب وجهات النظر والتقليل من الشروط التعجيزية مثل التعويضات أو الفوز بمناصب تنفيذية كما ينظر لها بعض أطراف الحوار وخاصه إذا توصل المؤتمر لحكومة إنتقالية لمدة معينه . نداءنا الى الاحزاب والجهات المشاركة أن يكون هدفها السودان والخروج به من الأزمات التى يعيشها شعبه اليوم وطريقة شطب الديون وفوائدها التى تشكل عبأ كبيرا وفك الحظر والإهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية بعيدا عن المصالح الشخصية والإختلافات السياسية فى هذه الفترة .
هذا المؤتمر ليس مؤتمر الحكومة ولا الضغوط والكسب وإنما مؤتمر وضع خريطة الطريق لهذا البلد الذى يمتلك كل مقومات الإنتاج والإقتصاد والتنمية والتعليم والتطور والإبتكارات والإختراعات التى تفيد السودان ودول العالم . لينظر المدعون لهذا المؤتمر كم سنة أستمرت حرب الجنوب حيث لم ينجح الحل السلمى الناقص ولا العسكرى لكن كم عانا الوطن والمواطن من هذه المشكلة ، لقد ندم قادة وشعب الجنوب على الانفصال اليوم . لينظر المدعون ايضا على نضال السيد الصادق المهدى والسيد الميرغنى والترابى طوال سنوات حكومة مايو ويونيو ماذا حققوا للأنفسهم وأحزابهم او لوطنهم . لينظر المدعون الى الحركات التى وقعت الإتفاقيات وتنصلت أو تنصل منها ماذا قدمت سوى الدمار للأهلهم التى تدعى الدفاع عنهم وأين هم الآن ومن الذى يديرهم ؟ لينظر المدعون إين وصلت الزراعة وصادراتها وأين وصل التعليم وخريجيه وأين وصلت الصحة وأطبائها ومستشفياتها وأين وصلت الصناعة ومصانعها وأين وصل الشعب ؟؟؟؟
ليس المؤتمر دعوة تقدم ولا خطب تلقى ولا تحالفات وتأييدات لحزب أو فكر وإنما هو وطن وشعب وأنتم لا تمثلون 10% من هذا الشعب لهذا نطلب بتأخير المؤتمر وعقد مؤتمرات فرعية قبله لكل منطقة وينتخب منها أثنان ليمثلوا تلك المنطقة وما يحتاجه الوطن والمواطن ثم تقدم الدعوة لهؤلاء مع مجموعات الاحزاب والحركات المعارضة ليكون قرارات المؤتمر عادلة وملزمة وهى رغبة هذا الشعب وليس رغبة أشخاص معارضين لا يهمهم هذا الوطن ولا شعبه ولا حكومة يهمها أستمرارها .