غناء بلا نساء
* والمذيع الشاب أحمد الهادي يسألني (مساء الجمعة) الماضي على شاشة قناة النيل الأزرق بدهشة عن سر انزواء عدد من المغنيات وتبخر نشاطهن بعشرة أضعاف سرعة ظهورهن، ويعضِّد إفادته الاستفهامية بمجموعة من الأسماء التي وجدت قبولاً عند مصافحة أصواتهن للأذن السودانية، ولكن سرعان ما يقف المشوار ويغبن عن المسامع والأنظار..!
* حاولت جاهداً تفكيك علامات الاستفهام بالحديث عن الأسباب الحقيقية التي تجعل مغنية (تعتزل) بعد (الاحتراف)؛ وقلت إن الزواج دائماً ما يشكل عقبة لأن منابر التواصل و(أماكن عمل) المطربات المحترفات هي (بيوت الأعراس) وتلك بيئة عمل لدى كثير من الأزواج تحفظ عليها، كما أن أخريات غادرن الشارع الفني لأن أفكارا جديدة غزت عقولهن عن حرمة الغناء لعل أبرزهن على الإطلاق حنان النيل..!
* ثمة جوانب أخرى تحدثنا عنها كثيراً من قبل عن أسماء لمغنيات موجودات الآن ولكن وجودهن لا أثر له وظهورهن سريع الذوبان..!
* مشكلة (الواعدات) و(السابقات) من المغنيات أنهن يبذلن الغالي والنفيس من أجل أن يصبح لإحداهن اسم يحفظه الناس وملامح وجه يعرفه المارة في الطرقات، وما إن تصبح الواحدة منهن مغنية معروفة حتى تفارق دروب التخطيط والوعي، وتعتقد أن (ابتسامتها) يمكن أن تكون رصيداً من الأعمال والأغنيات..!
* كثيرة هي الأسماء التي لمعت وذاع صيتها، وأحدثت ضجة عند ظهورها، و(هيل وهيلمان)، ولكنها للأسف دخلت من بعد ذلك (كهوف النسيان)..!
* نعم، بعض المغنيات أصبحن معروفات لينتهي عهدهن مع الطموح بتلك (العِرفة)، وهناك أخريات بالساحة الفنية يفعلن كل ما يمكن أن يجعلهن خارج دائرة الأضواء ولكن حكمة المولى سبحانه وتعالى تدفع الأعين لملاحقتهن إن ظهرن، والألسن للسؤال عنهن إن غبن..!
* بعض أسماء لأصوات نسائية تحسب الإشادات (نهاية المطاف)، فيصبح التركيز مُنصباً في الثياب و(الميك آب) والعدسات، مع أن ما ترتديه الواحدة منهن يُنبئ عن فساد ذوق (المصممة) ومن سارعت بالتسربل بما وصلها من تصميم.!
* أبحث عن مغنية لديها (خطة عمل) بدأت في تنفيذها بعد أن وقَّعت عقداً مع النجاح فلا أجد.. أتساءل عن اسم يعرف أبعاد ما فعله أمس وما هو مقدم عليه اليوم وما سيدهش به الناس غداً عبر (خريطة طريق) مرسومة بدقة، فلا أعثر على إجابة لسؤالي، لأن معظم الأسماء الموجودة بالساحة ضربت (موعداً مع الصدفة) في كل الخطوات ولم تخلف ميقاتها يوماً..!
* بعض المغنيات استبشر بهن الناس (طرباً) ففضلن الاعتزال كحنان النيل وملاك الأمين ونهلة عبد المنعم وأسرار بابكر وعافية حسن، فغابت عن المشهد الغنائي مواهب حقيقية تبشر بغد أفضل ومستقبل أنضر.
* (جمال الصوت) وحده لن يصنع مشواراً أخضر لفنانة تحلم بالإقامة على سدة عرش الجماهيرية لأطول فترة ممكنة؛ وما يهمنا نحن حقيقة أن نرى فنانات بحجم الطموح يدركن رسالية الفن الداعية للحق والخير والجمال، فما أكثر المواهب التي تظهر في هذا الزمان ثم سريعاً ما يلفها النسيان..!
نفس أخير
* ما أكثر الحناجر التي ضاقت عليها المنابر.!
خلاص خرج المريخ واستقال الوالي بقيت علي الفنانات يا كيسك فاضي يا مطبلاتي يا بتاع المطار