خالد حسن كسلا : «أمبيكي» لماذا يا «غندور»؟ واشنطن تكفي!
> يا حكومة ويا معارضة ويا متمردون ويا دول أعضاء الاتحاد الإفريقي ويا إريتريا وأنت لست عضواً في هذا الاتحاد الإفريقي وما ضرّك هذا أبداً.. ويا جمهورية أرض الصومال «شمال الصومال» وأنت لست عضواً حتى في الأمم المتحدة وتنعمين بالأمن والاستقرار والرفاهية والديمقراطية بخلاف أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.. أسألكم جميعاً.. من هو أمبيكي هذا؟!.
> أمبيكي هذا هل يريد أن يتوج نفسه »خليفة« للمسلمين وغير المسلمين والزنوج والعرب والهجين بدمائهما معاً في القارة الأفريقية؟!.. فهو الآن رئيس الآلية الأفريقية.. ويتطلع ليكون رئيس آلية الحوار الوطني السوداني وهو شأن قطري وليس إقليمياً.
> وأمبيكي بفضل الله يغيب عن انطلاق أنشطة أعمال مؤتمر الحوار الوطني في مقره »الطبيعي« بالعاصمة السودانية الخرطوم، ويقال إن ذلك بسبب قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي بإقامة مؤتمر تحضيري للحوار بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
> ترى هل سيسعى أمبيكي هذا »السمسار الماكر« ليكون عقد مجلس الوزراء السوداني أيضاً في أديس أبابا بمقر الاتحاد الأفريقي بعد أن يعقد المؤتمر التحضيري للحوار الوطني »السوداني« هناك؟!
> أمبيكي يظن أن الحكومة السودانية في وضع يسمح لها بأن تتنازل عن كرامتها وعزتها وشرفها السياسي.. والغبي الأصنج هذا ينسى ويغفل عن وعود السراب التي طرحتها القوى الأجنبية للإيفاء بها بعد مرحلة التوقيع على اتفاقية السلام »الشامل« اتفاقية نيفاشا.
> فواشنطن ربة التآمر على السودان، التآمر الذي يُعد أمبيكي أحد موظفيه.. واشنطن هذي كانت قد حرمت الخرطوم عام 2002 من الهناء بانتصار الجيش السوداني وبسطه للأمن والاستقرار في جنوب السودان الذي يحترق الآن ويتدمر تدميراً شديداً.. وفرضت عليها تنازلات المفاوضات القاسية لميلاد جنين نيفاشا.. فماذا يمكن أن يقدمه أمبيكي بعد أن ينتقل مؤتمر تحضير لشأن سوداني خارج السودان وبعد أن يصبح هو إلى جانب رئيس الآلية الأفريقية رئيساً أيضاً لآلية الحوار الوطني »السوداني«؟!
> هل تفكر إذن الخرطوم في منح أمبيكي الجنسية السودانية كما تمنح للاعبين الأفارقة لتطعيم بعض الفرق الرياضية السودانية؟!
> وأمبيكي قد رأى طبعاً أن مؤتمر انطلاقة الحوار الوطني »السوداني« بالعاصمة »السودانية« قد ظهر فيه ثلاثة من قادة التمرد هم أبو القاسم إمام والطاهر حجر وعبد إلله يحيى. فهل هؤلاء لا يعترف بهم أمبيكي؟! ومن هو أمبيكي حتى يعترف أو لا يعترف؟! هل أمبيكي هو راعي تنفيذ أجندة مالك عقار والحلو وعرمان وجبريل وعبد الواحد ومناوي؟! هل أمبيكي هو راعي مشروع الجبهة الثورية؟!
> إذن أمبيكي مع إسقاط نظام الخرطوم.. والخرطوم لا يضرها إن فارقت الاتحاد الأفريقي فراق الطريفي لجمله.. فتلك »أسمرا« بلد الربيع الدائم ليست عضواً فيه وهي تنعم بالأمن والاستقرار.. وليس في حاجة إلى اتحاد إقليمي يسمسر باسمه وباسم قراراته شخصية حقيرة مثل أمبيكي.
> وغندور وزير خارجية السودان الذي يخوض حواراً دبلوماسياً مع »رأس الحية«.. »واشنطن« عليه ألا يتشاغل عن حواره الأهم هذا بتصرفات وتحركات أمبيكي في اتجاه دعم استمرار سوء الأوضاع الأمنية بالبلاد.. فالحوار الدبلوماسي مع واشنطن يغني عن إضاعة الوقت وراء أمبيكي.. إلا إذا كان من أجندة الحوار الدبلوماسي مع واشنطن ومن الجانب الأمريكي ما سيفعله غندور. وهو في طريقه لتسليم رسالة احتجاجية من حكومته لأمبيكي بخصوص دعوته للحركات المتمردة لعقد اجتماع بمجلس السلم والأمن الإفريقي.
> إن أمبيكي لا يشكل توازن قوة دولية مع واشنطن التي يحاورها غندور في هذه المرحلة بعد أن رأت بأم عينها واقتنعت بأن أية دولة صادقتها ودعمت نظامها انهارت.. وأن السودان عدوها قاوم مؤامراتها واحتوى آثار عدوانها.
> إذن لا داعي للانشغال بأمبيكي.. فينبغي أن تسفهه الحكومة السودانية حتى يشعر بقدره ومقداره الحقيقي في نظرها.. ويعلم أن الحوار والاحتجاج يكفي أن يكون مع سيدته واشنطن.
> ونحن لا ننتظر رد أمبيكي على احتجاج الخرطوم لأن هذا يجعله ينتفخ أكثر ويتوهم أكثر أنه مهم بالنسبة للسودان مثل واشنطن. لكن هل يمكن أن تكون هذه حقيقة؟! هل أمبيكي قد حل محل الاتحاد السوفيتي في توازن القوة الدولية الذي اختل بانهيار الأخير؟!
غداً نلتقي بإذن الله.