أ.د. معز عمر بخيت

و استعادني الفرح

تدفقت خواطر البكاء

دمعة ً يتيمة ً

توسّدت شموع جُرحى القديم

و استعادت الأسى هنيهة ً

من إتكاءة الزمان

في فواصل الصباح ْ

أخذت من حيائك الفلاح

أغرقت بحار حبك العنيف مركبي

ودّثر الصفاء مقلتي ّ بالندى

وأفردت فراشة الهوى جناحها

على لهيب وجدي المباح

أكون من أنا

إذا رأيت في خرائط الغياب

رسمك المضاء هالة من الخشوع

شعلة من الرباح

لعلني خرجت دون واعظ الإباء

فوق عزّتي

و أخفقت مشاعري

إزاء ما ارتكبت

من شعائر الحنان مهجتي

وهدّمت دوافع السعادة ِ الشحيحة

استقامة البراح

وفجرّت دعائم الفراق فرحتي

وهاجس الرؤى على مسيرتى

توارد الشجون و استدارة الجراح

يا خاتم الصراع في مدارك القبائل التى

تجّمعت حشودها على مرافئ الرحيل

من رمال زحفي الذي إليك قد حملته

بدافع الوفاء والطلوع من مهبة الرياح

تشبّعت عوالمي بنظرتي إليك

ماج فى محيط حسِّى التشبث الغريب

بانتظار صوتك الذى يدغدغ الأنين

في مدامع النواح

لعلَّ في الطريق

نحو وعدك احتميتُ بالغيوم

و ارتويت بالصباح

ماذا جنيت ُ قاطفا ً من الصعود

نحو عشقك الكبير غير ثغرة ٍ

بحائط الصمود

غير هزّة ٍ بساتر الوجود

تنزع الوشاح

وليس لي سواك

غير أن أعود

غير أن أُحّمل المداد طاقة السفر

و أن أودّع الحريق والمطر

وأن أبيع ما دفعت للزمان قدره

وما حملته من الهموم والحذر

أقول أنها الحقيقة الخطر

و أنها العبير والسحر

وأنني أحب أن أراك

في مسيرتي قمر

يضيئ مُهجتي

و يرتمى على حدائقي ثمر

لكنه البعاد يا حبيبتي

و قصة الخروج

من مداخل ِ الوقائع الغطاء

للعوالم ِ الأخر

فودّعي مسافتي

ودثري وداعتي

واختمي قصيدتي

بدعوة ٍ كريمةٍ

و قصة ٍ جريئة ٍ

و ها أنا

أحزم الوداع في حقيبتي

وأهجر الوعود والشجن ْ

أغوص فى مياه واقعي

فتهرب المحن

و يصدح المساء

و النجوم و الذي

بخاطري سكن ْ

فهاجري

و غادري

قصائدي

و ودّعي

براعم السراب

في مدينتي

ورقصة السحاب

في شوارع المُدن ْ

وفي عزيمة الرجال

كان نذري البسيط قائما ً

وكان آخر المطاف

صوتي الطموح

كان آخر الحديث

ما توارى واندفن

فعمّت السماء دهشتي

و هاجرت طيور غُربتي

و حلق المدى َ

وحلّ في جزيرتي

وطن ْ

إلى اللقاء

ياحبيبتى

إلى اللقاء

في موائد العطاء بيننا

في لحظة ٍ

نقاسم الظلال وحدنا

نلوّن السماء

و البحار

و الزمن ْ

إلى اللقاء

يا حبيبتي

إلى اللقاء.