أ.د. معز عمر بخيت

الحزن بعدك مستحيل


والتقيتك في زمان الوصل
كان عطر لقائنا شوقي
وكان التوق نجوى
والعيون تهافتت بين المنابع سلسبيل..
يا زهرة حملت بساتين الحنين بكفها
وسقت مياه البحر خمراً من هواي
معتقاً بمشاعري
وزهاك والوعد النبيل..
قد كان حبك أول ما استقيت من الحياة
ومن رذاذ البوح من وجدٍ هميل
شمسان في كفيك راودتا المدى
وجلالك الأنفاس
تلهب عودتي بالدفء والهذيان
بالزمن الجميل..
كلٌ على أوتاره يشدو تباريح النوى
وحدي أطوف بمقلتيك مكبلاً
بالصمت أحلم بالصهيل..
من كل فج قد أتيتك يا بريق الزهو
معتمراً بوجهك
طوّقت خطوي مسافات الدخول إليك
من قبل الطواف بكعبة الإلهام
يا وحي القصائد والرؤى
والهمس والحلم الجليل..
مذ كان سعي البيت أن يدنو إليك
وكان حلم الغيث أن يرث الندى
قطرات لهفي
لم يعد في الصبر محتمل ضئيل..
كل المشارق أعلنت عصاينها
لهواك والغرب احتمي
من ظله بالشمس
واحترق الأصيل..
الفجر عشش في ضحى الإيمان
والماء ارتوى ظمـأً
وقلبي في انتظارك لم يعد
شريانه التاجيُّ ملكاً للدماء
ولم تعد رئتاي تشهق
من زفيرك بالقليل
الليل لملم نجمه
والبدر قدم آخر الأوراق
واعتزم الرحيل
كل الكواكب فارقت آفاقها
والسحر جاء ليستقيل
يا دنيتي وهواي
يا شغف السماء بنورها
يا رحلتي بين المدارك والنهى
يا شمعة العشق الأصيل
من غير شفتيك ابتساماً
سوف يلغي لوعتي
من غير لقياك احتفاءً سوف
يلهم نشوتي
من غير أحرفك البهية
يستبيح قصيدتي
ويجدد الإحساس بيني يستحيل
في لحظة لحديقة
وبومضة لجزيرة
لا البحر زار جدارها
لا الشمس طلت دارها
خوفاً من الضوء الكحيل
إني أحبك يا رفيقة خاطري
يا أجمل الأزهار في وطني
وفي كل الحقول وفي سهول
النهر في صدر الخميل
يا حلمي الآتي وتاريخي
وما حتماً سيأتي واقعاً
قد كان قبلك مستحيل