محمد لطيف : منع المقتنعين أم.. إقناع الممانعين؟ “1”
(رحبت آلية الحوار الوطني في السودان المعروفة اختصاراً بـ (7+7) أمس الأربعاء بانضمام محمد بحر، رئيس حركة شهامة الدارفورية القيادي السابق في حركة العدالة، إلى مسيرة الحوار، وضمت الآلية بحر إلى لجنة الاتصال بالممانعين ورافضي الحوار.. ورحب عضو الآلية أحمد بلال، وزير الإعلام، بخطوة انضمام بحر، معبراً عن سعادة الآلية بالخطوة، وجدد دعوة الآلية للممانعين للمشاركة في نداء الوطن… من جانبه، قال بحر: “أتينا برؤية ومنهج سيطرح في المؤتمر” مؤكداً امتلاكهم إرادة المشاركة وفق رؤيتهم التي سيقدمونها للشعب السوداني للحكم عليها..)
اطلعت على هذا الخبر بصحف أمس الأول.. فعادت بي الذاكرة لما يتجاوز الخمس من السنوات.. كنت حينها أتابع قصة انشقاق محمد بحر القيادي الكردفاني.. وليس الدارفوري.. بحركة العدل والمساواة الأم.. وليست حركة العدالة.. كان مما قاله لي يومها من الدوحة.. حيث كان موجودا هناك.. إن من أسباب خلافه مع خليل اضطهاد أبناء كردفان في الحركة.. وتفضيل أهل الثقة على أهل الكفاءة والخبرة.. وكان بحر يعني بأهل الثقة أبناء الزغاوة داخل الحركة عموما وعشيرة خليل الأقربين على وجه الخصوص.. ثم حديث عن دور الحركة في الصراع الليبي آنذاك.. كان بحر من المروجين لاتهام أن خليل وظف الحركة لحماية نظام القذافي.. الواقع أن محمد بحر هو أول من جاهر بهذا الأمر واتهم الدكتور خليل إبراهيم.. ولكن مصادر داخل العدل والمساواة.. قدمت لي من جانبها دفوعات تبرئ الحركة الأم.. ثم أدلة تدين بحر ومن معه.. كان مما قالوه يومها.. وهذه من المعلبات الجاهزة لدى الحركات.. إن بحر متواطئ مع النظام.. وإنه مكلف بتفتيت الحركة.. ثم طلب مني أحدهم أن أسأل بحر لماذا يسافر إلى دبي..؟ وفي أول اتصال بيننا سألت بحر.. ماذا تفعل في دبي..؟ أجابني ضاحكا بسؤال.. قالوا ليك مشيت أجيب قروش من ناس الجبهة..؟ ثم أوضح لي أنه يذهب إلى هناك ويعود إلى الدوحة للوفاء بمطلوبات تجديد الإقامة أو شيء من هذا القبيل.. كان رده منطقيا.. خاصة حين قال لي.. هم ناس الحكومة كلهم ما قاعدين هنا في الدوحة..!
لكن.. وعلى صعيد آخر فقد كان محمد بحر مربكا لي في أمرين.. الأول حين أصر على أن أتصل على سيف كوكو أحد قيادات حركة العدل والمساواة المقيمين في لندن.. يومذاك.. فحقيقة لا أدري أين هو الآن.. أصر علي بحر أن أتصل بسيف كوكو لأنه حسب قوله سيؤكد لي الاتهامات التي كان قد أثارها هو من الدوحة ضد خليل إبراهيم شخصيا وضد الحركة بوجه عام.. سيف كوكو حين عثرت عليه بعد جهد كبير.. كان ينتظرني بمفاجأتين.. الأولى أنه في تلك اللحظة في دوام كما قال.. ولن يستطيع التحدث معي.. فسألته بشيء من الدهشة.. هل أنت تعمل..؟ قال لي نعم.. قلت له تصورت أنك من قيادات الحركة وبالتالي متفرغ للنضال.. أجابني بعد صمت قصير.. نحن النضال قاعدين نصرف عليه يا أستاذ ما قاعد يصرف علينا.. كبر الرجل في نظري كثيرا.. اعتذرت له وقبل اعتذاري مشكورا.. ثم اتفقنا على أن أعاود الاتصال به في اليوم التالي.. لأجد عنده المفاجأة الثانية.. فإلى اليوم التالي..!