د. احمد محمد عثمان ادريس : الاستاذ الجامعي وقضية الاغتراب
طالعت عبر صحيفه حريات الالكترونية العديد من المقالات حول وضع الاستاذ الجامعي ونحن نفتخر دائما عبر منابرنا الاعلامية المختلفة بانجازاتنا العلمية العلمية وننسى في ذلك اسس واساس محدث هذه العملية هو الاستاذ الجامعي والذي يعتبر سلعة غالية لايمكن استيرادها ولاشرائها وبخاصة ان الدولة تدفع الملايين من اجل تاهيلهم وبنائهم ويقطف الاخرين ثمار هذه العملية .
في كل عام يغترب الالف من اساتذة الجامعات الى دول الخليج العربي ودول افريقيا الغربية والجنوبية منها بدافع تحسين الوضع المادي ولكن الحكومة دون ذلك حيث اصبحت الجامعات السودانية تعاني من نقص حاد من هذه الشريحة رغم الارهاصات الخاصة بسعادة وزيرة التعليم العالي برفع سن التقاعد الى 65 سنة وزيادة المرتبات وتحسين الوضع المادي والبيئى للاستاذ الجامعي ولكن كل ذلك عبارة عن فرقعات اعلامية والنتيجة في النهاية النزيف الحاد للاستاذ الجامعي وعلينا ان نعمل جاهدين بتحسين البيئة الدراسية والسكنية والعملية للاستاذ الجامعي بجانب تحسين وضعه المادي برفع مرتبه الشهري الذي يقل في المحصلة من مرتب عامل الطبلية شهريا وهذا ليس استخفافاَ بهذه المهنة ولكن نسبه للاهمال من قبل الدولة لمدخراتها العلمية والبحث عن حلول اخرى مابعد الهروب ، برأي الحلول يمكن ان تكون سريعة وناجعة ان كانت هناك عزيمة لتنفيذها على ارض الواقع وبسرعة بما يتناسب والمخصصات السكنية التي تعطي لها في الخليج العربي ، اكرر برفع راتبة الذي يقل عن راتب عامل الطبلية حتى يستطيع ان يساعده في حياته المعيشية ، وتوفير سيارات المنتهية بالتمليك ، وصناعة البنية التعليمة المناسبة للاستاذ الجامعي على ان تكون الزيادة سنويا بما يتناسب والحياة المعيشية والدعوة الى الاخرين للعودة لمن يملك العزيمة للعودة الى بلاده ، ولكن علينا ان نلملم تلك الاوراق قبل ان تسقط نهائياَ ولا نجد من حولنا اي استاذ جامعي سوداني مؤهل نعتمد عليه في العملية التربوية ، والله الموفق
د. احمد محمد عثمان ادريس