ياسر حنفي.. ليس سوى صورة !!
كما الشاعر أحمد مطر في لافتته الأثيرة (ليس سوي قلم).. يقول:
جس الطبيب خافقي وقال لي
هل هنا الألم.. قلت نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم
هز الطبيب رأسه ومال وابتسم
وقال ليس سوى قلم
فقلت لا ياسيدي
هذا يد.. وفم ورصاصة ودم ..
* وهنا ليس سوى صورة، تتداول منذ نحو فترة على الوسائط الإلكترونية صورة فوتوغرافية أخذت، فيما يبدو من (زيها العسكري) على هامش متحركات التسعينيات، بحيث أن مجموعة الشباب الذين ضمتهم الصورة، وهم يومئذٍ من المهنيين، ترتدي ثياب قضية وتتوشح بأشواق فكرة وتولي جهها شطر الغابة و..
* الشاهد في الأمر، أن هذه الصورة قد استخدمت استخداماً سيئاً من قبل البعض، بحيث تم نشرها في معظم الأحيان تحت لافتات ذات غرض (واضح وفاضح) !! كأن يقدم أحد أفراد المجموعة على أنه (خبير عسكري إيراني) وهنا بطبيعة إيران لا تخفى الدلالات!! ومرت قدمت المجموعة تحت عنوان (أخوان الأمس أعداء اليوم) !! على افتراض أن أفرادها هم (غازي صلاح الدين وخليل إبراهيم وكرتي وحنفي وعوض عمر السماني)، وهذا نصف الحقيقة!!
* على أن الصورة الأصل من الرواية يحكيها لي أحد أبطال الصورة أنفسهم، وأيضا أحد المتضررين من عمليات توظيفها إلى غير ما وجهتها، ألا وهو الطبيب ياسر حنفي، وهو إلى جانب الشهيد الدكتور عوض عمر السماني لم تختلف كل القراءات على شخصيتها، ذلك مما يقوي هذه الرواية الأصل التي أكتبها الآن على لسانه مباشرة ..
* يقول الدكتور.. أرجو يا أستاذ أن تساعدنا في ترسيخ حقيقة هذه الصورة التي أرهقتنا عمليات تحويرها وهذه حقيقتها .. تتشكل الصورة من الشخصيات الآتية .. (من اليمين ياسر حنفي) الذي يتحدث إليك الآن، (الشهيد عوض عمر السماني) جراح وأستاذ بكلية الطب جامعة الخرطوم، (علي الطقش) محضر عمليات وليس علي كرتي كما يزعم البعض، (عبدالرحمن عبدالله) مساعد تخدير وليس خليل إبراهيم، (عامر محمد علي عامر)، وهذا بيت القصيد، كان بطل السودان في التنس، وهو ابن أخ عزالدين علي عامر وشقيق خالد عامر اختصاصي جراحة القلب الشهير ببريطانيا، والرجل سوداني قح و(أخو أخوان) وهو حسب السمات واللون الأحمر، كان دائماً مكمن التأويل في الصورة، فتارة يقدم على أنه دكتور غازي صلاح الدين، وتارة هو خبير إيراني وأخرى هو (خواجة) !! يواصل الأخ الدكتور ياسر حنفي.. أخذت هذه الصورة على الأرجح في عام 1993، والمجموعة تمثل السرية الطبية = المستشفى الميداني المتقدم = في متحرك (القادسية) وتبدو في خلفية الصورة (سلسلة جبال سندرو) في الطريق إلى نمولي.. انتهى حديث الدكتور حنفي ..
* من المحرر.. هكذا.. يريد الذين يتبعون (أدب التأويلات) أن تميلوا ميلا مريعا عن قضيتهم بإتجاه للخواجات !! ويريد الله أن يعيد إنتاج تلك الأيام النضيرات وينشط ذاكرتها، فعلى الأقل لولا ذلك التحوير لما كان هذا التحبير، لقضية ستظل متقدة لن يقعدها المتساقطون ولن يوقف زحفها المرجفون.. للشهداء الخلود ولنا والأحياء الثبات وحسن الختام.. والله وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ما فارقة كتير تفسيرك للصورة , فطايس ماتوا و فطايس حا يموتوا في القريب ..
رحم الله الدكتور الانسان عوض عمر رحمة واسعة و اسكنه فسيح الجنان لم يكن من أهل الدنيا وكل من عرفه يعرف هذا نسأل الله ان يتقبله شهيدا