احمد دندش

من (عشة ام ضنب) لـ(أبو القنفذ).!

قبيل سنوات تداولت مجالس العاصمة خبر ظهور مخلوق غريب اطلق عليه البعض مجازاً آنذاك اسم (عشة ام ضنب)، فيما توزعت الروايات والحكايات مابين (شاهد عيان) ومابين (صاحب خيال واسع) لتزداد رقعة الاستفهامات في وجود تلك (العشة صاحبة الضنب).!
بالمقابل لم تكن (عشة ام ضنب) هي الوحيدة التى استأثرت بإهتمام السودانيين فيما يتعلق بالغرائب والعجائب، فقد ظهرت في اوقات متفرقة العديد من الاشياء (الغير مفهومة) والتى كانت تحوذ على الاهتمام وعلى المتابعة من المواطن كذلك، وليست ببعيدة عن الاذهان قصة (مكواة الفحم) والتى قيل قبيل سنوات انها (كنز ثمين) يباع بأغلى الاسعار، الامر الذى دفع الكثيرين للدخول لمخازنهم وإحياء تلك (المكواة) من جديد بسبب رغبتهم في الحصول على المال.!
اليوم، يتكرر المشهد، ويطلّ علينا حيوان (ابو القنفذ) كبطل جديد لفيلم (مشوه) ينضم بسرعة كبيرة الى قائمة الافلام السودانية الممنوعة من العرض على شاشات (الواقع)، وذلك بعد ان تداول البعض حكايات (مضحكة) عن اسعاره الخيالية وعن توفر علاج للعديد من الامراض داخل احشائه.!
قبل كل شئ، دعوني اسأل سؤالاً منطقياً وهو…لماذا لم يتم إكتشاف ذلك العلاج في جسد (ابو القنفذ) منذ سنوات خلتّ.؟..هل كان العلماء والاطباء في (اجازة) ام ان (السيد) ابو القنفذ كان في بياتاً شتوياً..؟…اضافة الى سؤال آخر مهم وهو: لماذا يصدق السودانيون بسرعة كل ماله علاقة بجلب المال والارباح..؟..وهذا السؤال الاخير اجيب عليه انا واقول بأن السبب الرئيسي في ذلك يعود الى الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد، والتى تجعل المواطن يتعلقّ بـ(شوكة قنفذ) رأى فيها الخلاص من فقره المدقع، وتلك هي الكارثة.
الطريف في الموضوع ان حكايات (ابو القنفذ) افرزت نوعاً جديداً من انواع (السماسرة) وهم (سماسرة الغرائب)، اولئك الذين يبيعون للمواطن (الهواء) مستغلين قناعاته الخاطئة بمثل تلك الامور، وعاكفين على اضافة الكثير من المؤثرات الكاذبة على القصة الرئيسية لتحقيق ربح اضافي عبر جزئية (تسخين السوق).!
عزيزي المواطن السوداني…معاناتك مع الظروف الاقتصادية وتوفير مستلزمات المنزل وغيرها هو امر واقع يفترض التعايش معه بحكمة والبحث عن حلول لضائقاته بعيداً عن تلك (الخزعبلات) التى يصدرها البعض من اجل تحقيق مكاسب شخصية، او من اجل (السخرية) ليس إلا، وفي كلا الحالتان فأنت الخاسر، وانت الذى يضحك عليه العالم، لذلك يجب التريث دوماً في مثل هذه الامور، وعدم تناقلها وذلك لكيلا تتسع رقعة (الضحايا) اكثر في هذه البلاد.
جدعة:
بالامس (المكواة)…واليوم (ابو القنفذ)…وربما نصحو غداً على خبر جديد يفيد بمساهمة (لسان الضب) في شفاء (مرضى السكري)، الامر الذى سيجعل من (الضب) نجماً جديداً لموسم (الاوهام) في الشارع السوداني.!
شربكة أخيرة:
(الجاهل) ليس من لايقرأ ولايكتب…(الجاهل) هو من يصدق كل شئ.!