حسين خوجلي

وللكلمة أيضاً ألم وأسف ونصف ابتسامة

(1)

* وجد المزرعة

فلم يجد التمويل

وجد التمويل

ففسدت التقاوي

ما حصده كان دون نصيب المزارعة والمزارعين

حاصره المصرف

استسلم

وقد أثقل الصك الأبدي

بسجن ما

ومزرعة غريبة تحفها الأعاصير والتباريح

ولذا فان حديث الغرباء له وقع خاص في قلوب السمر المعروقين..

(2)

قال لرفيقته إننا كثيراً ما نحتاج للفرح

والتبسم ولقليل من الضحك غير البعاث

ولكننا أيضاً نحتاج للحزن وبأضعاف ما نرتجيه من الفرح

والحزن الذي يقوم على التدبر والشوق والفكرة

هو الأبقى ومن سماته أنه يستدعي

فطلبت منه أن يستدعي حادثة محزنة

قال (عن عائشة: لما بلغها موت علي قالت دامعة لتصنع العرب ما شاءت فليس أحد ينهاها)

وغاص في لجة من البكاء المستدام حتى أنفضت النجوم والسمار وجف الدمع وتقرحت المآقي.

(3)

الأول زوجوه بمن يحب

والثاني أقاموا له المشروع الذي كان يحلم به منذ صباه الباكر

والأخير سلموه مفتاح الدائرة الانتخابية دون أن يتحدث في ندوة أو يجامل منتدى بخطاب عابر.

ذهب الأول لحبيبة قلبه متعثراً

وذهب الثاني صوب مشروعه متأثراً

وذهب الثالث نحو برلمانه متحسراً

الجملة أخفوها عن الناس والعبرة كانت

(لقد جئنا في زمان باخت فيه الأشياء).

(4)

الإفلاس ليس في أننا نفتقد العمر

والذكريات والأصدقاء والملتقى عن طواعية وحب

الإفلاس أن ترى الوطن يرفل مزهواً في إغلاله وهو سعيد ببئر ماء وسفر طارئ وأن هنالك إرهاصات لدواء جديد للملاريا..

(5)

الكثير من الشجاعة التي يجب أن تحتفي بها العشيرة بقليل من الاكتراث.. أن يقف فارسها الأول وشجاع المدن والبيادر ويقولها بمنتهى الفخر إني أعلنها على رؤوس الأشهاد وأقسم عليها بأني خائف.

(6)

أليست هذه ذات الشركة التي أسسناها سوياً ودعونا لها العامة والأذكياء وأحرقنا ليوم نصرها وأكتتابها البخور؟

قال سكرتير مجلس الإدارة النزق الجديد المفتري بمنصب وأمتياز لا يستحقه، نعم إنها ذات الشركة.

قلنا: إذاً لماذا لم تدعنا للجمعية العمومية ولمَ لمْ ترسل لنا شيك الأرباح الضئيلة وفوتوغرافيا الانجازات الهواء..

قال لأننا بلغنا بألا نبلغكم حتى لا تموتون غماً ويصبح رحيلكم هو وحده المتنعم باشتغال المحل بحركة المناسبة.

(7)

هذا المعرض الفسيح للكتاب لم أجد به كتاباً واحداً يستحق الاقتناء حتى هذا المصنف القديم لمطربنا المعتق وجدنا أن تكنلوجيا الأبناء لا تتقبله..

حتى الشوارع لم تقربنا من قريتنا اضطررنا لايقاف سياراتنا قرب شرطة المدينة واستأجرنا سيارة أجرة للنادي القديم وعندما أكملنا ليلة التعازي لم نعرف مكان الشرطة ولا أرقام سياراتنا ولم نحدث أحداً بمأساتنا

فالضحك من الدهماء على غباء أهل الفترة أكثر إيلاماً من فراق التي علمتها الحب فظنت أنه درس عذري لتحب عبره أحد الزناة من أوغاد المدينة بوعد سيارة لن تأتي وشقة سيدفع قسطها الأول بعد مائة عام من الكذبة..

(8)

الصحافة السودانية

تقاوم معركة التوزيع

ومعركة الطباعة

وإيجار الصحف

وشح الإعلان

وتكشيرة أولي العزم من العسس والدرك وكراهية الساسة من كل التيارات وكل هذا مقدور عليه..

المعركة الوحيدة التي لا يحسبون لها حساباً الصحافة الأثيرية المتاحة المجانية التي تملك كل ما نملك بجانب رذيلة الحذر والتسلل والاختلاء.

(9)

هنالك حضارات وصراعات وإنقلابات في شعوب الطير

والنمل والنحل والجراد السوداني

(وآه من حائط اللغة آه)

فحتى الآن لا نعلم ماذا يفعلون بانقلاباتهم وأزماتهم وعلاقتهم بالقاهرة وحركاتهم المسلحة.. وما هو سعر عسل النحل المعد للتصدير وجيش اللسعات وماذا أعد سلاح الطيران الجرادي لمعركة العبور.

(10)

قال تعالى

* (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا أحمل فيها من كل زوجين إثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل)

صدق الله العظيم

وبالرغم من الاقناع والصبر والرسالات والمعجزات والماء المتلاطم الموار بالفجيعة الكبرى القادمة والهلاك يكابد المشاعر.. ورغم كل ذلك ما آمن معه إلا قليل..

والبداية الجسورة تبدأ دائماً بالقليل المنفعل بالقضية والايمان وحرية الإنسان في كسر قيد الإنسان للدخول في رحاب فيوضات خالق الإنسان.. ومن هنا يأتي معنى الاستشراف والنصر القادم.