د/ عادل الصادق المكي

قطر الهّم “قطار النيل”

[JUSTIFY]
قطر الهّم “قطار النيل”

يوم الخميس 30/1.. “مرحبا بكم علي قطار النيل..” جاءنا صوت مكبرات الصوت الداخلية.. ترحب بنا على متن القطار الجديد والذي قد هجرنا الباظات طواعية وهربنا إليه طلبا للراحة والسرعة.. تتمنى لنا رحلة ممتعة من عطبرة إلى الخرطوم.. قطر جديد.. يحمل رأسين جناح أم جكو”إن داير يمشي الخرطوم شغلو الراس المقبل علي الخرطوم.. وان ماشين عطبرة يشغلو الراس المقبل علي عطبرة”.. التظكرة 51 جنيها شاملة وجبة” حلاوة بلي.. ثم كيكة وقزازة فيتا..”..
قرمشنا حلاوة بلي.. مما جابو لينا حلاوة بيلي قلبي أكلني.. قاعدين في أربعة كراسي متقابلات متقاربات.. الوشي في الوشي..
لو اخدت ليك غميدة تفتح تلقى الزول المقابلك مقهي يتفرج في وشيك وفي سرو يقول”لا حولاااااا.. جنس شنا هي؟”.. ركبتك في ركبتو.. أي حكم مبارة دافوري ممكن يصفر فاول في أي لحظة.. بينك وبين الزول المواجهك.. طول الرحلة وانت تضاير في ركبك من ركب الزول المقابلك.. وهو كذلك.. ولو دايرين تقعدو سمح.. ممكن تتعاونوا انت والزول القدامك هو يقوم يقيف علي حيلو.. عشان انت تمدد كرعيك فوق الكرسي حقو.. وبعد ما تاخد راحتك برضو تقوم ليهو وتخليهو هو يمدد كريعاتو..
فكرت بدل ما كل مرة واحد يقيف.. فكرت في تقنية الكرفسة.. وهي ان تتلملم وتتكرمش اقصى ما يمكن وترفع كريعاتك وتتكرفس في الكرسي (اعتقد انها تقنية صينية)..
الكرفسة ما مشكلة بنتحملها ستة ساعات.. ونفرتق كرعينا وكل زول يصل اهلو.. ويمشي علي عنقريبو ويتمغى ويتمطى زي ما داير..
بين الكراسي طربيزة ملصوقة علي الحيطة.. واحدة من الركاب قالت اصلو مافي داعي ليها.. الشي الجابو لينا دا الايدين مقضياتنو “تقصد الوجبة”.. اعتقد انها كانت متوقعة صحن كوكتيل..
النصيحة لي الله الموظفين العاملين في المحطة.. اخلاقهم عالية وتعاملهم راقي.. علا شغلوا لينا غنية القطار المرّا.. الغنية دي فيها دُعا علي القطر.. واظنها بقت سبب للقطير دا.. “يا القطار تدشدش يا الشلتّ محبوبي”.. وصابت الدعوة..
تعطل القطر ما بين عطبرة والدامر.. وتوقف اكتر من مرة.. تحركنا الساعة تسعة وصلنا الدامر الساعة عشرة.. ثم تعطل ساعة اخرى ما بين الدامر والزيداب.. ثم اتعسّم وبقى يمشي يتاتي.. اعتقد لو شغلو لينا: “يا مسافر وناسي هواك” كان اكتر بركة.. وخصوصا مقطع: “يا مفارق نهر النيل يرعاك الإله يرعاك” كان وصلنا في مواعيدنا المقررة.. ستة ساعات.. لكن وصلنا في تسعة ساعات.. ونحن مكرفسين فوق كراسينا ديك..
ناس القطر خلونا منفوخين بي زعلنا لحدي ما وصلنا بحري اتعضروا لينا عن التاخير قالو الحالة دي اول مرة تحصل. عضركم قبلناهو..
علا التظكرة لي شنو ب 51 جنيه؟.. السكة حديد في العالم كلو من ارخص وسائل النقل.. يعني فرقكم من الباظات اربعة جنيه بس؟.. مع تاخيركم وكرفسة الكرعين دي.. اخير الباظات..
سندوشتي الطعمية في القطر بخمسة جنيه.. ؟؟؟ الطعمية الواااحدة دي، الما تغباكم!!
مافي شاي ولا جبنة.. يبقن عليك كرفس وقريَفة..!!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد

  1. وصف جميل وبسيط ودقيق يا دكتور عادل لحال القطار الذي ظل يخدوعنا به على أنه سيحدث نقلة في عالم النقل في السودان….يعني تاني ما نعشم يتعمل شي جميل في هذا البلد الطيب أهله… وكمان قالوا ح يعملوا ليه بوابات الكترونية.. كدي ادوه سنة سنتين أكان ما لقيتو لحق أخوانه اسكبريس حلفا وقطار العمال ..الخ!