محمد عبد القادر : عن (الانتقالية).. والوهم!!
بلغت القلوب الحناجر وكاد سامر الحوار ان ينفض لمجرد تصريحات منسوبة لقيادي في الوطني يرفض خلالها التفكير في ان يقود هذا الحوار الى (حكومة انتقالية).
سألت مسؤولا رفيعا في الوطني عن فحوى التصريح ودلالاته ومراميه في هذا التوقيت فابلغني ان الباشمهندس ابراهيم محمود نائب الرئيس لشؤون الحزب لم يتحدث عن اي (وهم) يعتري مطالب الحالمين بان يفضي هذا الحوار الى حكومة انتقالية وان التصريحات المنسوبة له في هذا الصدد ستجد طريقا للمعالجة.
ولكن هب ان هنالك قيادياً في الوطني طرح وجهة نظر من هذا القبيل هل يعني هذا الامر نهاية الحوار؟ ألا يمكن اعتباره جزءا من الهواء الساخن الذي ظللنا نحتفل بمغادرته صدور المعارضين واجتياحه بكثافة لمداولات الحوار الوطني، في الحوار تحدث الناس عن التطبيع مع اسرائيل وحددوا مواصفات الرئيس، ثم الا تكفي كل الضمانات التي بذلها الوطني فى وقت سابق وهو يؤكد انه سيلتزم بما يفضي اليه اجماع السودانيين من نتائج.
على الذين يطالبون المؤتمر الوطني باحتمال الرأي الآخر ان يتحلوا بهذه الصفة ويقبلون برأيه كذلك في القضايا المثارة على طاولة الحوار.
المشاركة في الحوار ينبغي ان لاتكون منصة جديدة للانقضاض على المكاسب واقتسام الغنائم هي محاولة جادة لتحديد استراتيجيات وطنية في ما يلي القضايا الجوهرية في حكم السودان وادارته وهويته واقتصاده وأمنه وسلامه ودستوره وعلاقاته الخارجية.
اسوأ ما في الامر ان القوى السياسية التي ثارت في وجه التصريح كشفت عن (خفة) و(نوايا مبيتة) للانقضاض على السلطة، واسفرت عن وجه باحث عن الغنائم والمكاسب على حساب الهدف الاسمى والمعلن للحوار.
ليس من حق المؤتمر الوطني رفض اية صيغة يجمع عليها السودانيون في خاتمة الحوار بالتأكيد لكنه حزب موجود في الساحة ومن الضروري ان يدفع برؤاه تجاه القضايا المثارة داخل اروقة الحوار الوطني، كما انه ليس من المنطق ان نقول له كحزب تقدم باستقالتك وتنحى للآخرين ليس هنالك حكومة عاقلة يمكن ان تصفي وجودها ولكنها قد تحتمل اعادة ترتيب قضايا الحكم باعتبارها جزءاً من المنظومة السياسية وهذا هو الفهم الذي ينبغي ان يسيطر على الجميع، انا اقبل ان تشاركني فلماذا لا تقبل ان اشاركك؟ هذا هو الشعار الذي ينبغي ان يكون ناظما لمطالب الاحزاب باي شكل حكومة يطرحونها على مائدة الحوار.
بالطبع الحوار الوطني مستهدف من قبل القوى المقاطعة، في ندوة حزب المؤتمر السوداني تحدث ابراهيم الشيخ بلسان المعارضة وقال انها تشترط تكوين حكومة انتقالية ضمن مطلوبات اخرى لمشاركتها في عمليات الحوار الوطني وضمان تنفيذ مخرجاته.
ستحرص القوى المعارضة على التقاط الالغام التي من شأنها نسف الحوار الوطني والتمادي في استغلالها لافساد الاجواء واعادة البلاد للمربع صفر، لماذا يغرق الحوار في شبر (الانتقالية) ، لم نصدق بعد اننا غادرنا محطة من شارك ومن قاطع و(دخلنا في الموضوع).