محمد عبد القادر : القمة العربية اللاتينية.. التحديات والمكاسب!!
التجمع العربي اللاتيني الذي التأم بالعاصمة السعودية الرياض من شأنه التنسيق لشراكة بين دول الجنوب تعزز الأمن والسلم في المنطقة، خَاصّةً وإنّ هنالك قواسم وتفاهمات مُشتركة عالية المستوى في العديد من القضايا الدولية.
على الصعيد السياسي، تُعتبر هذه القمة نقلة على صعيد العلاقات العربية الخارجية وسَتعمل على تَعميق التواصل وتنسيق المَواقف بين الدول العربيّة واللاتينيّة بما يخدم القضايا ذات الاهتمام المُشْــترك، فالدول اللاتينية تُبدي اهتماماً مُتعاظماً في الفترة الأخيرة بالتطورات في الشرق الأوسط خَاصّةً الأوضاع في فلسطين.
اقتصادياً، تشهد العلاقات العربية اللاتينية نُمواً كبيراً يُمكن أن يسهم في إحداث تصنيفات جديدة لخارطة النمو الاقتصادي ومن شَأنه إحداث اختلالات كبيرة في خارطة التوازنات القائمة.
التركيز على تعزيز الشراكات القائمة سيفضي بالتأكيد إلى إحداث طفرات تنموية لشُعوب دول الجنوب تُغادر بها مربعات الهيمنة الغربية في تشكيل التحالفات الاقتصادية.
خلال الأعوام الماضية ازداد تنسيق المَجموعتين العَربية واللاتينية وأبدتا المزيد من التفهم لمواقف بعضهما للقضايا الدولية والإقليمية خَاصّةً في الملف الفلسطيني.
السعودية نَجَحَت في تنظيم الفعالية واستطاعت أن تكسب رهان وجودها كطرف محوري في تشكيل العلاقات الدولية، الرياض التي تَتَوَهّــج في سماء السياسة والتطورات مَنَحَــت القمة زَخماً استثنائياً يَتَنَاسَـب وأهمية الأدوار التي تقوم بها في المنطقة العربية هذه الأيام.
استضافة السعودية للقمة العربية اللاتينية سَيُعزِّز من دورها كدولة محورية في تشكيل العلاقات العربية مع الآخرين وهو دورٌ يتجاوز دبلوماسية الدولة الواحدة الى تقنين العمل السياسي الجماعي ووضعه في أُطُــر استراتيجية تُلبي حاجة شعوب ودول المنطقة.
كسب السودان منبراً جديداً لدعم مواقفه وانتزع خلال القمة المؤثرة قراراً بدعم الحوار الوطني وإجماعاً من دول جنوب الكرة الأرضية لإعفاء الديون وإسقاط العقوبات الأحادية.
السودان بإمكاناته الزراعية يمكن أن يكون أرضاً للاستثمار العربي اللاتيني، حيث رَحّبَت المجموعتان باستضافة الخرطوم للجنة التعاون الزراعي في فبراير المقبل، هذا الاجتماع يمنح السودان أولويته المطلوبة في تحقيق الأمن الغذائي العربي.
هذه القمة من المُؤكّد أنّها سَتحدث خلخلة في مواقف العالم تجاه قضايا محورية في منطقة الشرق الأوسط خَاصّةً على الصعيد الفلسطيني وستفعل ذات الشئ في محور العلاقات الاقتصاديّة والتجاريّة، إلى جانب كونها تظاهرة سياسيّة ودبلوماسيّة سَتُحقِّق الإسناد المطلوب لقضايا الدول العربية والإسلاميّة في المَحَافل الدوليّة.
الرياض