حسن فاروق : شداد العجوز وأسامة الشاب
جمعني حوار امس بالزميلة هنادي الصديق في اذاعة هلا96 من خلال برنامج زمن إضافي ، ناقشنا من خلاله عددا من المحاور التي تتعلق بالازمة الحالية التي تعيشها الكرة السودانية، ووصلت بها الي نفق مظلم ، واحد من المحاور التي ناقشناها في هذه الحلقة المطالبة بالتجديد والتغيير بتقديم الشباب لقيادة الكرة السودانية ، وبما ان القضية كانت تتعلق بالاتحاد العام تم التركيز عليهم في هذا الجانب ، وطرحت السؤال عن هل نبحث عن الافكار الشابة ام الاعمار الشابة؟ وكان المثال الموجود امامنا حالة الانهيار والدمار التي عاشتها الكرة السودانية مع القيادة الحالية في فتراتها المختلفة ، انهيار سريع ومفزع في ذات الوقت من تلامذة الدكتور كمال شداد ، الذين يفترض انهم حملة الراية من بعده بذات الافكار والالتزام والتطوير للافضل في ظل وجود القاعدة الفكرية .
لتدخل المقارنة بقوة بين الطرفين اذا اعتبرها شداد طرفا ، والمجموعة التي قادها وجلست من بعده على كراسي الحكم طرفا آخر ، سنجد المجموعة بالكامل تقريبا ينطبق عليها المعيار المقصود (الشباب) من الناحية العمرية (السن) ، وتنطبق صفة الاداري العجوز (عمرا) على الدكتور كمال شداد.
اذا اخدنا الشاب اسامة عطا المنان باعتباره اصغر قيادات الاتحاد عمرا ، بجانب نفوذه الطاغي في الاتحاد العام ، وسيطرته شبه المطلقة على القرار في المؤسسة الحاكمة للنشاط الرياضي في السودان ، كنموذج في مواجهة الدكتور كمال شداد سنصل الى نتيجة سريعة للغاية بانه ليس كل شاب يحمل أفكارا شابة ، وفي المقابل ليس كل عجوز يحمل أفكارا من التاريخ ، فمايقدمه اسامة عطا المنان من عرض هزلي على مسرح الرياضة السودانية يجعله من اهل الكهف، لايحمل فكرة ، لايحترم قانونا، لايحكم بقانون، لايعرف معنى العدالة في التنافس، لم ولن يدافع عن استقلالية الرياضة واهليتها وديمقراطيتها ، منغلق على المكاسب الضيقة،لايرى ابعد من رجليه،همومه لاتتجاوز التقاطعات والمصالح، استفاد من الرياضة على المستوى الشخصي وفي عمله الخاص، دمر الرياضة في العموم وكان واجهة مرت من خلالها كثير من الأجندة لصالح أندية وافراد ومؤسسات ، أسامة باع الرياضة في سوق نخاسة السياسة لحماية مصالحة ومنها ضمان استمراره في مقاعد حكم الاتحاد السوداني لكرة القدم. هذا نموذج لاداري شاب عمرا وفقير فكرا ، وبالتالي لايمكن ان نعتبره اضافة للحركة الرياضية لانه عمليا خصما عليها، وفي المقابل نختلف حول شداد او نتفق يبقى صاحب فكرة ويقدم بشكل مستمر افكارا وقرارات في اتجاه تطوير الكرة السودانية ولا تكفي هذه المساحة ولا عشرة غيرها لما قام به الدكتور كمال شداد من اجل تطوير الكرة السودانية على مستوى المنافسات المحلية وعلى رأسها منافسة الدوري الممتاز ، والبحث عن الافضل للمنتخبات الوطنية وعلى رأسها المنتخب الوطني السوداني ، والاهم انه لايفكر وحده ويدعم ويساند كل افكار التطوير ، ومواقفه واضحة وثابتة من التدخل السياسي في الشأن الرياضي ، لذا أرى ان الامر يحتاج الى مراجعة في مفهوم الاجيال الجديدة والشباب ، فقد اثبتت كثير من التجارب أن الشباب في الأفكار وليس في الأعمار.