خالد حسن كسلا : في «باريس» هضربة المعارضة قبل.. «الكتمة»
> «أو انتفاضة تزيح الحكومة».. وما بين القوسين هو الخيار الثاني للجبهة الثورية ومعها حزب الأمة القومي وبقية الأحزاب ذات المعارضة غير البرلمانية.. فهنا توجد معارضة برلمانية طبعاً.
> ولعله أفضل للحكومة من الخيار الأوّل الذي هو «القبول بانتقال «متفاوض» ومجمع عليه.
> و«متفاوض» هنا يمكن تفسيرها من زاوية مشروع الحوار الوطني. إذن.. كل قوى نداء السودان هذي تريد حواراً وطنياً لها وحدها.. لأنها لا تتواضع مع قوى الحوار الوطني الموجودة بجانبها في قاعة الصداقة.
> وهذا «ترفع» و«تكبر» إذن.. ويستوجب أن يجتمع الحزب الحاكم وأحزاب الحكومة والمعارضة البرلمانية وغير البرلمانية بالداخل والحركات المسلحة المشاركة الآن في الحوار الوطني يجتمعون في قوى واحدة تكون هي بالفعل «نداء الشعب» في مقابل «نداء السودان».
> والصادق المهدي وتحالف المعارضة اذا كان يريدان الاستقواء بالجبهة الثورية التي تستقوى هي الأخرى بالأجنبي.. فإن مقترح تجمع قوى «نداء الشعب» هذا، لا يعني أن يستقوى بعضه بالآخر، لكن ليكون قوياً بالوحدة في مواجهة نداء السودان الذي يحتقر أحزاب وحركات وجماعات وشخصيات الحوار الوطني هذا، ويريد أن يفاوض الحكومة من دونهم.
> فهل لأن «نداء السودان» مكون من حلف متمردين وحزب عريق وكيانات سياسية «ضفدعية» أي صوتها أكبر من حجمها، هل لهذا السبب يريد أن يقول إنه الأقوى من قوى الحوار الوطني؟!
> إذا كان هذا يميز قوى «نداء السودان» عن كل قوى الحوار الوطني العظيمة.. فإن الأخيرة ليست عاجزة عن تجريب مقترح «قوى نداء الشعب» لتبدو أقوى وأعظم من قوى «نداء السودان» فتقوم بتشكيل معادلة بذلك تجبر بها الأخيرة على اللحاق بمشروع الحوار الوطني.
> لكن الآن نسأل ما هي الجبهة الثورية حالياً؟! ومناوي قواته في ليبيا تعتقل وتعذب الليبيين حتى الموت.. وقد كان مؤخراً ضحية تعذيبها المواطن الليبي «عبدالعاطي».. وهو ضمن ثمانية عشر اختطفتهم حركة مناوي التي تقاتل في ليبيا لصالح مجرم الحرب وعدو الشعب خليفة حفتر الذي سيلاقي مصير القذافي طال الزمن أو قصر.
> حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم معلوم كيف تعرضت في «قوز دنقو» للهزيمة النكراء الثانية بعد غزو البقعة المباركة.
> أما حركة عبدالواحد.. فإن دورها الخطر المؤثر جداً يأتي فقط بعد وصولها إلى السلطة لارتباطها علناً بإسرائيل.
> وجنوب السودان الذي يريد أو يقبل تأمين عاصمته جوبا بعناصر يهودية ستحاكيه حركة عبدالواحد طبعاً. فهي إذن.. ذات تأثير مستقبلي في حالة معينة. أما الآن فلا.
> أما الصادق المهدي.. فهو بصورة مصغّرة داخل القصر الرئاسي الآن.. فموقفه أفضل من بقية قوى نداء السودان. فكل الاتجاهات السياسية على أبوابها الضوء الأخضر له وكل الطرق سالكة أمامه.
> وهو نفسه أصبح مثل كسب الرأي العام السوداني تتنافس عليه الأطراف المتصارعة في الحكومة والمعارضة والتمرد.
> الصادق المهدي يضع نفسه في الساحة مثل خريف شهر أغسطس في السودان.. يريده حزب الحكومة «المؤتمر الوطني».. ويريده حزب التابوت «الحزبي الشيوعي».. وتريده الجبهة الثورية.
> والجبهة الثورية هي الآن عملياً فقط قطاع الشمال في الحركة الشعبية لتحرير السودان.
> فهي وحدها في الميدان.. ووحدها التي لم تغادر كاودا.. ووحدها التي لم تدخل في مشروع مرتزقة تحارب ضد جيش الرب لصالح صديقها موسيفيني مثلاً.
> وهي وحدها التي تتلقى دعماً أجنبياً غربياً ويهودياً وحركة عبدالواحد اذا كانت تتلقى دعماً إسرائيلياً فهو لا يغادر البنوك إلى أبعد من منصرفات الفنادق والمطاعم والتسفار.. لأنه بلا جيش قوي يحارب.
> إذن.. خيار«انتفاضة تزيح النظام» يبقى شيئاً من«الهضربة». ولو كانت أحداث إطلاق النار والتفجيرات التي هزت باريس كرد فعل لانتهاك حقوق وحرية المسلمين في فرنسان قبل ختام اجتماعات قوى نداء السودان.. لقلنا إنها السبب في هذه «الهضربة» بخيار «إنتفاضة تزيح الحكومة».. لكنها ختمت اجتماعاتها قبل «الكتمة» المتوقعة أصلاً. فهي كانت حلقة جديدة من سلسلة رد فعل طويلة جداً مستمرة حتى تتراجع حكومة باريس عن حظر نقاب المرأة المسلمة هناك.
> واذا قارنا بين قوة تأثير الترويج للحوار الوطني هنا بالداخل بين قوى «نداء الشعب» وبين قوة تأثير بيان قوى نداء السودن الختامي».. فإننا نجد أن الأخيرة ليست إلا في رفاهية وفسحة ونزهة في مدينة أوروبية أصبح متسوى الامن فيها مثله في جوبا. بينما الخرطوم حيث انطلاق الحوار الوطني أكثر أمناً من باريس.
«غداً نلتقي بإذن الله»