مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : في17 نوفمبر من هب وطرد جلاده؟


> مر يوم أمس، دون بكاء سياسي ونحيب اقتصادي، وهو يوم تسلم الفريق إبراهيم عبود للسلطة بتوجيهات من الأمين العام لحزب الأمة ورئيس الوزراء المنتخب و وزير الدفاع العميد (م) عبدالله خليل.
> لكن حينما تمر ذكرى 21 أكتوبر يقف خصوم السلطة من كل الأحزاب بمختلف مستويات احترامها للديمقراطية يبكون.
> و21اكتوبر، يبقى وليداً غير شرعي وغير وطني لفترة حكم عبود التي بدأت عام 1958م برضاء راعيي الحزبين الكبيرين عبدالرحمن المهدي وعلي الميرغني..
و أيضاً برضاء الحزب الشيوعي من خلال محمد وردي الذي يدعي انتماءه له.
> ومواليد الثلاثينيات وما قبلها من القرن الماضي سمعوا بوعي وإدراك أغنية وردي التي استقبل بها مع (السيدين) حكومة قائد عام الجيش عبود.
> وأغنية وردي بقدر ما كانت كلماتها مهيئة للشعب لقبول أول حكومة عسكرية بعد الاستقلال، كانت كلماتها قاسية على النظام الديمقراطي الأول.
> كان وردي يردد بصوته الجميل أقسى الكلمات.. كان يقول بلحن عذب:
هب الشعب طرد جلادو.. في 17نوفمبر .. راح الظلم..
الله لا عادو..
> فبعد هذا الاستقبال.. أليست 17 نوفمبر أجدر بأن يُحتفل بمرور ذكراها كل عام؟؟
> فهي كانت بمثابة ملحق تنفيذي و سلطوي لحكومة عبدالله خليل، أملته ظروف مفهومة.
> لكن من سيحتفل بها؟ فقد اتخذت الأحزاب التي باركتها 21اكتوبر كرتاً موسمياً كل عام للضغط المعنوي على الحكومة القائمة التي تجاوزت صفة الانقلابية والعسكرية والشمولية ببرنامج الانتخابات الذي تضمنته اتفاقية نيفاشا.
> لكن نحن الآن في مناخ ذكرى يوم (منكور)، دعونا نقرأ هنا وتقرأ معنا الأجيال الجديدة ما أطلق من أقاويل وتصريحات قبل 17 نوفمبر 1958م.
> ففي كل عام او كل يوم تمر فيه هذه الذكرى، يشب عن الطوق جيل جديد يسعى لقراءة الصحف فيجد نشر الحياة السياسية من الأمس .
> ويعرف أن البلاد بالفعل تحتاج الى إعادة صياغة المواطن الذي ورث تأثر أجداده وآباءه ببرامج الاحتلال المعدة كانت لإعادة صياغة أبناء البلد لإنتاح القابلية للاحتلال والاستعمار في نفوسهم .
> فالسيد زين العابدين صالح .. وحتى لا تنخدع الأجيال الجديدة.. قال إنه زار عبدالله خليل قبل الانقلاب وأخطره أن الجيش سيعمل انقلاباً، إلا أنه سأله إن كان يمكن أن يوقفه .. فرد عبدالله خليل باللغة الانجليزية نافياً .. حيث قال :Too late.
> وحديث عبدالله خليل هذا يبرئ طبعاً عبود وجماعته من التخطيط لتقويض النظام الديمقراطي الحاكم.
> فمن قام بتقوضه هو حزب الأمة بسبب مشكلات داخلية في الحزب دفعت عبدالله خليل لعملية تسمى (علي وعلى أعدائي )، حتى قال اللواء أحمد عبدالله حامد بعد أن فوجئ بالانقلاب في 17نوفمبر إن الغريب أن تسلم حكومة دستورية أمرها للعسكر.
> لكن أحد أعضاء حكومة عبود وهو اللواء محمد طلعت فريد، كان برر تسليم السلطة الديمقراطية للفريق عبود بقوله بأن جماهير شعب السودان كانت تتطلع للتغيير ولأي نوع من التغيير.
> ونلاحظ في حديثه هذا، إقحام الشعب السوداني في قضية متعددة الأبعاد.. وكان الشعب قد خرج في مسيرة عفوية يطالب بتسليم السلطة الديمقراطية للقائد العام للجيش.
> والشعب كان غائباً، بل مغيباً حينما عقد رئيس الوزراء آنذاك عبدالله خليل اجتماعاً بمنزله بام درمان حضره رئيس الحزب الصديق عبدرحمن المهدي والفريق عبود ونائبه اللواء أحمدعبدالوهاب واللواء حسن بشير نصر والعميد عوض عبدالرحمن صغير. فأين الشعب هنا في هذا الاجتماع حتى يقول طلعت فريد إنه كان يريد أي نوع من التغيير؟!
الشعب في 17 نوفمبر كان مغيباً لم يدرِ ما كان يدور داخل الأحزاب من تآمرات تنظيمية من أجل المصالح الضيقة.
> والشعب كان مخدوعاً بمؤامرة 21اكتوبر 1964م الكنسية التي سقط فيها ملوال العامل بالجامعة والقرشي الطالب وزملاءه وغيرهم ضحايا لاسترجاع السلطة للذين سلموها لعبود.
> والنكتة تقول: إن رجلاً أراد أصدقاءه تخويفه عندما كان يمر بالمقابر..فاختبأوا خلف القبور وحين مروره نهضوا.
وحاولوا تخويفه باعتبارهم الأموات خرجوا من قبورهم، لكنه انتهرهم وقال: أي ميت يذهب الى قبره .. هو موت أم لعب؟!
> وكان لسان الحال يقول لزعماء الأحزاب في 21اكتوبر الذين اشتهوا العودة الى السلطة بعد ست سنوات: هل هو حكم ام لعب؟؟
غداً نلتقي بإذن الله