إحراق الجامعات السودانية..
لفت نظري ومن خلال متابعتي للصحف أنه ولمرتين وفي خلال خمسة أيام ــ قد تناولت «المانشيتات» الرئيسة والعناوين الأولى لهذه الصحيفة «الإنتباهة» ظاهرة تكررت بصورة مزعجة وخطيرة ألا وهي الاعتداء على المؤسسات الحكومية خاصة الجامعية منها والجناة ليسوا ببعيدين عن هذه الجامعات، بل هم من أولي القربى ومن أهل الدار، إنهم أبناؤها وفلذات أكبادها وطلابها المنتسبون إليها.
< وفي تفصيل هذين المثالين فقد جاء كمثال أول وفي عددها بالرقم (3399) الصادر يوم الخميس بتاريخ 29 محرم 1437هــ الموافق 2015/11/12م وفي عنوانيها الأولى: «هجوم بالملتوف يتسبب في حريق هائل بجامعة القرآن الكريم» وفي حيثيات الخبر: الاشارة إلى أن الجاني الرئيس هم بعض طلاب الجامعة وإضرارهم بمجمعات إسكانهم بسبب خلافات مع الإدارة للإعفاء الكامل من الرسوم الدراسية بحسب اتفاقيات سابقة. أما المثال الثاني وفي الصحيفة نفسها العدد رقم (3403) الصادر في يوم الإثنين بتاريخ 4 صفر 1437هــ الموافق 2015/11/16م فقد جاء في «المانشيت» الرئيس وباللون الأحمر: «حرق مكاتب جامعة الأمام المهدي». وفي فحوى الخبر إحراق مكتبين من أقسام إحدى كليات الجامعة في الجزيرة أبا «اللغة العربية واللغة الانجليزية» بالإضافة إلى »عربة« عميد الكلية. وإن استمر هذا التخريب بهذه المتوالية الهندسية شبه الأسبوعية كما أنه ومن معطيات وقرائن الأحوال فكل الخشية أن تصل إلى المرحلة شبه اليومية فإن حدث بأي التوقيتين الأسبوعي أو اليومي اي التخريب للجامعات، فبلا شك سنخسر الكثير فما ندمره بديهياً سيكون أكبر بكثير مما نعمره، فالبناء يستغرق السنوات في حين أن خراب الحريق رأس ماله إشعال عود ثقاب متهور وخاطئ وفي زمن قد يستغرق كسراً من الثانية، بل وصلنا الى مرحلة القنابل والرصاص. فبالله عليكم كيف يبلغ البنيان تمامه إذا كنت أنت تبني وغيرك يهدم ويحرق ويفجر.
< والمضحك المبكي أن الأسباب لارتكاب هذا الجرم الشنيع والذي لا يشبه من يعدهم الناس أنهم قادة التنوير الجدد وبفارغ الصبر ينتظرهم المجتمع للمساهمة في نهضته وتطوره، ومع كل ذلك فقد أجملها طلاب حملة معاول الهدم للمستقبل ــ مثلاً في خبر جامعة الامام المهدي ــ لتجاهل مطالباتهم بتحسين البيئة الجامعية وتوفير الإجلاس مع مطلب غريب لا يحق لهم الاشارة اليه لا من قريب ولا من بعيد دعك من إدراجه في قائمة مطالبهم، والمتمثل في تغيير عميد الكلية الذي هو فقط حق أصيل ومن اختصاصات إدارة الجامعة لا غير.
< إذن كل ما سبق يجعل العاقل اللبيب في حيرة من أمره من هذه المفارقات المرة التي يمكن طرحها في تساؤلات تحتاج إلى إجابات عاجلة ومقنعة، أنه كيف ولماذا يحدث أصلاً وحتى متى سوف تتواصل حلقات مسلسل تخريب الجامعات على أيدي أبنائها الطلاب وبصورة متكررة ومقصودة؟! وبطريقة مخجلة وذلك بعض اليد التي تقدم لهم خير عطاء العلم والتعلم. أم أن أس هذه المشكلات يرجع للخلافات والصراعات الحزبية لدرجة استغلال بعض الأحزاب المعارضة لطلابها داخل الجامعات من أجل التشويه لصورة الحكومة أياً كانت ولو على حساب هدم مؤسسات الوطن، وإن كان هذا لا ينفي أن بعض المطالبات وفي كثير من الأحيان ضرورية ويجب لفت الانتباه والالتفات إليها، لكن ليس بهذه الطرق الغبية والجاحدة والخاسرة والمدمرة. كما أنه للأسف يمكننا عد هذا الأنموذج السيئ من النماذج الكثيرة التي يمكن إدراجها في ظاهرة العنف الطلابي والمتصاعدة بوتيرة أعلى وأسوأ وذلك منذ فترة طويلة وفي غالبية الجامعات السودانية، فالظاهرة تسترعي انتباه الغافل وزيادة الحرص لا الإهمال. وفي رأينا المتواضع نؤكد أنها بحاجة إلى دراسات مستفيضة وشاملة من قبل أهل الاختصاص للمعالجة العاجلة لمواضع القصور والخلل المسببة لها والمتسببة في ديمومتها. يبقى الملاحظ أن هذه المشكلات الجامعية هي ليست حكراً على منطقة معينة حتى يمكن القول إن هذه المنطقة المحددة تعاني من «كيت وكيت» لأن نار هشيمها وشررها أضحت تتمدد لتحرق كل البلاد سواء أكانت جامعات موجودة في المركز مثلاً معظم جامعات الخرطوم كما في الحريق الأخير أو كما حدث في ما قبله بخمسة أيام وذلك في جامعات ولايات طرفية كالنيل الأبيض وسابقاً وأسبق منه وفي غالب ولايات السودان المختلفة. على كل فحل المشكلات مهما كانت دواعي الثورة والغضب والغبن لا يكون بغرس وزرع مشاكل جديدة إضافة للمشاكل القائمة والموجودة والمستعصية على الحل بسبب الإصرار على ارتكاب هكذا تصرفات رعناء ومنساقة وراء العواطف الهائجة والشعارات المزيفة بينما لإيجاد الحلول السليمة والناجعة ليته يتم إعمال العقول المفكرة والمدبرة بأقوال وأفعال صادقة ومخلصة. فإن انتفى التقدير والتقييم المناسبين وفقاً لقوام الأمر كله وعماده وذلك بوضع الأمور في نصابها الصحيح فالحصاد بلا شك سيكون أكثر مرارة وهذا الوطن لا يحتاج إلى مزيدٍ من المرارات فليتنا نستطيع محو هذا الواقع المزري بتشاؤمه والمؤلم بإحباطاته بحاضر جميل ومستقبل واعد تلوح فيه بشارات التفاؤل وملامح الإشراق.د. معتز صديق الحسن
الانتباهة
الذي لا يفرق بين الدولة و الحكومة وعامل فيها معارض دا زول أشتر ساكت.. ويجب عقابه بأقصى العقوبات..
سال : هلتر من احقر الناس فى حياتك
قال : الذين ساعدونى على احتلال اوطانهم
فسحقا لمن باع وطنه مقابل مال لن يدوم له
نعم حكومه فاسده لكن لا للتخريب والتهريج لازم نفرق بين الوطن والحكومه الوطن للجميع