حسين خوجلي

أطر وبراويز

* الاخوة والأخوات بالتعليم العالي والتعليم العام، الرجاء أن تفيضوا في مدح العلم والعلماء كيف ترون من المدائح والنسيب، ولكن أيضاً عليكم أن تكتبوا للذكرى أبياتاً من شاكلة:

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم

ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا

محياه بالأطماع حتى تجهما

قرأتها لأحد الأصدقاء من أهل التربية والتعليم، فقال لي ضاحكاً في بكاء: أين الأطماع والراتب الذي لا يكفي يصلنا بشق الأنفس. عليكم بالراتب والمقامات والرتب والتدريب.

* وكان أهل البيت من أصحاب الإجابات المسكتة، ولذلك فإن أهلنا الرباطاب لهم مسوغ ذهني وأدبي بأنهم من الأشراف، فقد قال رجل للحسن أنا أفصح الناس، قال لا تقل هذا، قال فخذ عليّ كلمة واحدة، قال هذه واحدة.

أبو جهل كنّاه المسلمون بذلك، وكانت قريش تكنيه أبا الحكم، فقال حسان رضي الله تعالى عنه الناس كنّوه أبا حكيم والله كنّاه أبا جهل.

* الاخوة بإعلام المؤتمر الوطني.. قيل أربعة تسود العبد: الأدب والعلم والصدق والأمانة.

وقال بعض الحكماء: خمسة لا تتم إلا بخمسة، لا يتم الحسب إلا بالأدب، ولا يتم الجمال إلا بالحلاوة، ولا يتم الغنى إلا بالجود، ولا يتم البطش إلا بالجرأة، ولا يتم الجهاد إلا بالتوفيق، والشعب عافاه الله يدعو من أجل الأخيرة ونخشى ما قبلها، أما الباقيات فليجلسن في صف المحروقات حتى حين.

* الإخوة كتاب الأعمدة.. استحوا من ذم من لو كان حاضراً لبالغتم في مدحه، ومدح من لو كان غائباً لسارعتم إلى ذمه.

وبرقية للمرضى والباحثين عن الوظائف والزواج والثروة، فقد اجتمع كما قيل حكماء العرب والعجم على أربع كلمات لا تحمل بطنك ما لا تطيق، ولا تعمل عملاً لا ينفعك, ولا تغتر بامرأة, ولا تثق بمال ولو كثر.

* أخي القاضي.. إذا أتاك أحد الخصمين وقد فقئت عينه، فلا تقضي له حتى يأتيك خصمه فلعله فقئت عيناه.

* أخي المسؤول.. لا تكثر من القول، وحجتي على ذلك أن سعيد بن المسيب قال يوماً:

ما فاتني الأذان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعين سنة، ثم قام يريد الصلاة فوجد الناس قد صلوا وخرجوا من المسجد.

* ومن أدب الاستبداد الذكي، قول الحجاج: سلطان تخافه الرعية خير من سلطان يخافها.

* وحتى الفرس المجوسية كانت تدرك أثر العقائد وقيمتها، فقد قال أردشير لابنه: يا بني الملك والدين اخوان ولا غنى لأحدهما عن الآخر، فالدين أس والملك حارس، ومن لم يكن له أس فمهدوم، ومن لم يكن له حارس فضائع.

* وقد قال الشاهد:

إن آخر مقالة صادرها بنو أمية وسقطوا كانت:

إذا ما قطعتم ليلكم بمدامكم

وأفنيتم أيامكم بمنام

فمن ذا الذي يغشاكم في ملمة

ومن ذا الذي يغشاكم بسلام

رضيتم من الدنيا بأيسر بُلْغةٍ

بلثم غلام أو بشرب مدام

ولو تعملوا أن اللسان موكل

بمدح كرام أو بذم لئام

* إلى أهل أب روف الفضلاء أحباب أيام الصفاء.. إلى الذين قال عتيق في جيرانهم: إلى الذين يعرفونني ولا أعرفهم، ويسمعونني ولا أسمعهم.. إلى عشاق أغنياتي.. إلى عشاق الأدب والفن، وإلى عشاق كل جليل وجميل.

وكان شعاره عليه الرحمة:

من يوم ما نشيت أنا للفضيلة زميل

لا خدّاع ولا قطّاع ولاني عميل

للخلق الكريم أرتاح وقلبي يميل

زي المغنطيس أجذب لكل جميل

توقيعات صغيرة

* توقف الاسلاميون خاصة النخب عن مهمة ومهنة التفكير والإضافة الأكاديمية والمنهجية والبرامج بصورة جادة ومقنعة لهم وللآخرين، توقفاً لم أجد له تبريراً إلا بطاحونة الزمن، فالزمن الرمادي يلتهم كل شيء ويأتي على كل شيء مثل سائر وبقية الأشياء!!

* عزيزي سلفا كير رغم الداء والأعداء.. نحن وأنت يجب أن نصابر على طموحات وأطماع شعب جنوب وشمال السودان، لأن أي خيار غير الصبر سوف يؤدي إلى الدخول قصراً أو اختياراً لا فرق، إلى النفق المظلم.. ولنجعل الشعار الذي يسد الأفق (لم تكن هنالك أبداً حرب جيدة أو سلام رديء)..!!

* كان بيكاسو في بداية أي معرض جدير بالمشاهدة، يقول بين يدي اللوحات للخلص من الزائرين: الوقوف أمام أي معرض تشكيلي ينبغي الوقوف فيه كما أنكم في حضرة أمير.. ويجب أن تبدأوا بفضيلة الاحتمال والصبر والتأمل، فإذا لم تراعوا ذلك، فإنكم تنتهون إلى نقطة سماع أصواتكم ذاتها، فإذا كان ذلك مندوباً عند الاخوة التشكيليين، فإنه واجب عند أهل السياسة.. الذين أصبحوا في هذا الزمان لا يجيدون الصبر ولا الاحتمال ولا التأمل.. وأخطر من هذا أنهم أيضاً لا يستطيعون بل لا يعرفون موهبة الوقوف أمام الأمير.

* دائماً يستطيع الدكتور السياسي الأديب العجيب منصور خالد (ابن السادة الماجدية) أن يدافع عن نفسه ويترافع باقتدار، ولكنه ينسى في قلب هذه الحماسة الذاتية أن المواقف والأحداث نفسها لا تستطيع الدفاع والمرافعة عن نفسها، وبذات الحماسة سيكبر الرجل في نظر الكثيرين لو قال في بعض المواقف كنت هنا مخطئاً وهنا ليست لدي إجابة..!!

متى نرى منصور في نادي الاعترافات وآخر هرتشة الوزارة لأنه كان يعذّب المواطنين بالانتظار والمماطلة.. بعدها ابتسم للجماهير محاولاً استرضاءها، ولأن الكتل ليس لديها أتيكيت الأفراد، فقد هتفت في وجهه بصوت واحد الثعلب يبدّل جلده لا سلوكه.

* المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يحتاج لأحد لكي يدافع عنه.. الدفاع الوحيد أن تتمثله الأمة..!!!

* سألوا يوماً بروفيسور ود الريح متي يعود برنامج (طبيعة الأشياء) فقال مبتسماً عندما تعود الأشياء الى طبيعتها وطبيعة الأشياء برنامج علمي ناجح كان يقدمه ود الريح في السبعينات بالتلفزيون.

* عزيزي المهندس الدكتور محمد طاهر إيلا لم أجد إلا عبارة طارق بن زياد (إن البحر من خلفكم ومشروع الجزيرة من أمامكم) فماذا أنت فاعل؟

* لو استطاع الفريق عبد الرحيم حل مشكلة مياه العاصمة فإن أغنية الموسم ستكون (الدفاع الغلب الري يا حنوني)

* من رصين شعر الحماسة أنه بعد إنجلاء معركة بين الشكرية وأعدائهم وكان الأعداء متقلدين البنادق والطلقات السريعة وكان سلاح الشكرية السيوف والردينيات ورغم ذلك فقد تساوى عدد القتلى في الفريقين فقال الصادق ود آمنة

تماسيح أم رهو مرقن قبل سيدون

الموت في أم هبج زادهم سماحة ولون

جيد أولاد أبوي ما داروا فزعة وعون

أب عشرة وسيوفهم في المحاصة (درون).