المساجد وانقطاع التيار الكهربائي..معلومات مذهلة
حوالي اربعة آلاف مسجد ومجموعة من الكنائس بولاية الخرطوم دخلت كطرف ضمن اطراف لها علاقة بمشكلة اسمها (الكهرباء)، لم يكن الكثيرون الى عهد قريب يعلمون شيئا عن العلاقة بين المساجد والهيئة القومية للكهرباء، لأنهم ببساطة شديدة لم يشاهدوا موظفا من الهيئة القومية للكهرباء قد نصب سلمه لقطع الامداد الكهربائي عن المسجد (ولن يشاهدوه ابدا، كما تعهد بذلك المهندس مكاوي محمد عوض مدير الهيئة)، ولكن الناس بدأوا يلاحظون ان بعض المساجد تستهلك حصتها المقررة من الكهرباء قبل اكتمال الشهر، وبعدها يعيش المسجد في ظلام دامس وحر لافح، ما لم يتطوع فاعل خير او فاعلو خير لشراء حصة اضافية من الكهرباء .. وفي الفترة الزمنية الفاصلة بين انقطاع التيار الكهربائي وتصدي المحسنين لمعالجة المشكلة، يتمتم مرتادو المساجد (بالحوقلة) و(الاستعاذة) وربما تبعتها دعوات قاسية ترسل الى غير هدف معين، وفي ذات الامر تحتشد الاسئلة وتتكاثف عن دور وزارة الارشاد والاوقاف، وعن موقف الهيئة القومية للكهرباء من المشكلة.
——
الدليل
لكن الفترة الزمنية قد تطول لأن مشكلة الكهرباء بمساجد ولاية الخرطوم – وكنائسها ايضا- ليست بهذه البساطة او السطحية حتى يتكفل بمعالجتها (فاعل خير)، ويكفي للتدليل على وجود مشكلة في استهلاك المساجد للكهرباء ان متأخرات الاستهلاك خلال العام الماضي فقط بلغت حوالي أثنى عشر مليون دولار (اربعة وعشرين مليار جنيه بالقديم).
ولأن للمشكلة اكثر من طرف : وزارة الاوقاف من جهة، والهيئة القومية من جهة ثانية، قصدت (الرأي العام) د. ازهري التيجاني وزير الارشاد والاوقاف تستجليه عن حقيقة الظلام والحر الذي تعيشه بعض مساجد الخرطوم.
بعد ان اجزل لنا د. ازهري عبارات الترحيب في مكتبه، قال لنا انه يفضل ان يتحدث الينا في وجود المهندس مكاوي محمد عوض مدير الهيئة القومية للكهرباء، وبعد حديث قصير مع ضيوفه بالمكتب، اشار الينا الوزير بالتوجه الى حيث مقر مكاوي (مبنى الهيئة القومية للكهرباء).
المسؤولية
ورغم اننا كنا في حضرة مدير الكهرباء، لكن الشعور بالمسؤولية الاخلاقية دفع د.ازهري التيجاني للاجابة عن السؤال البدهي الذي لمسه مرتسما على مخيلتنا عن دور وزارة الارشاد والاوقاف في تصحيح المعادلة التي جعلت بعض المساجد يلفها الظلام في عهد (الدولة الاسلامية).
ازهري التيجاني قال لنا ان وزارة الارشاد والاوقاف وبناء على الدستور والقانون ليست مسؤولة عن انارة المساجد وما يتعلق بها (فرش، مياه)، لأن هذه الاشياء التنفيذية هي مسؤولية ولائية، اما الوزارة الاتحادية فيقع على عاتقها رسم السياسات العامة. وهذا يعني انه ليست لديها ميزانية مرصودة للمساجد، وانما لديها ميزانية سياسات عامة وتخطيط.. ومع ذلك، يقول الوزير: ظللنا نتابع مشاكل المساجد في كل جوانبها و نسهم مالياً وبصورة مباشرة في حلها.
وللتدليل على مجهوداته قال د. أزهري انه وفي العام المنصرم أسهمت الوزارة مع ولاية الخرطوم في معالجة الاشكال، (لفت نظرنا الوزير الى ان الولاية لديها مساهمة مقدرة جدا في دفع كهرباء المساجد كانت ستين بالمئة وتطورت الى سبعين في المئة) ولكن ما يفاقم المشكلة – كما يرى الوزير- هو ان كهرباء المساجد تزيد شهرياً لدرجة ان ولاية الخرطوم عجزت ان تخصص ميزانية لها لأن النسبة تتغير للاعلى.
أسباب الزيادة
ما الذي تغير حتى تعيش المساجد ازمة كهرباء؟ هل تغيرت المساجد، ام تغيرت سياسات الحكومة وتخلت عن مجانية تقديم الخدمات الاساسية لدور العبادة؟ في اطار سياسة (نفض اليد) عن تقديم اية خدمة حتى ولو كانت الخدمة مقدمة الى عُمّار بيوت الله؟.
الذي تغير – حسب ما أدلى به وزير الارشاد والاوقاف ومدير الكهرباء- هو ان هناك زيادة مستمرة في عدد المساجد بولاية الخرطوم (تبلغ أكثر من اربعة آلاف مسجد حاليا)، والذي تغير ايضا هو طريقة بناء المساجد بالاضافة الى التحسينات التي تتم بها من ناحية التكييف والاضاءة، يقول د.ازهري التيجاني (اعداد المساجد تزيد بصورة مستمرة ولله الحمد وكذلك تزيد الاضافات الخاصة بها (مكيفات الفريون، الاسبليت)، وهذا يزيد استهلاك الكهرباء، وهذا بدوره يؤدي الى صعوبة تغطية هذه الزيادة، فمثلا اذا تم اعتماد اربعمائة مليون للكهرباء في الشهر فإن هذا المبلغ لا يفي للشهر الذي يليه. فتظل الزيادة مطردة ويصعب معها وضع ميزانية محددة).
ويمسك المهندس مكاوي بطرف الحديث (المساجد الآن اختلفت عن الماضي حيث تبنى بناء مسلحاً وبعضها من طابقين واصبح بها تكييف مركزي واسبليت يونيتس، وهذه استهلاكها عالياً جداً ، وبعض المساجد تستهلك ستة عشر الف كيلو واط في الساعة، وبعضها خمسمائة كيلو واط ساعة. وهناك مساجد بها محولات خمسمائة كيلو فولت امبير، وبعضها الف كيلو واط امبير).
واذا كان ثمة تغيير قد طال عمران المساجد وعددها، فإن الكثيرين يتساءلون: هل هذا التغيير مبرر لتنصل الحكومة عن دورها نحو المساجد وتوفير الراحة للمصلين؟ وهل في نية الحكومة اسناد كهرباء المساجد ليدفعها الاهالي؟.
د. ازهري التيجاني قال لنا: (البعض يقول ان كهرباء المساجد في زمن نميري كانت مجانا وهذا صحيح، ربنا يجزيه خيراً لكن الكهرباء التي خصصت للمساجد زمن نميري لا تساوي واحداً على مليون من الكهرباء المخصصة الآن).
ويستدرك عليه المهندس مكاوي بالقول: (الناس يعتقدون ان كهرباء المساجد كانت مجاناً في عهد نميري، لكني اقول انها لم تكن مجانا، لكن كانت قليلة واستهلاكها قليل تدفعه وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، وظل الحال كذلك حتى جاءت الحكومات الولائية التي صارت مسؤولة عن المساجد ودور العبادة وكلمة دور العبادة تشمل الكنائس ايضا).
وعن الكنائس يقول مكاوي: الكنائس استهلاكها اكبر من المساجد لأن فيها ثريات ونجف، لكن عددها محدود واستعمالها محدود، فالتحميل وان كان كبيرا ولكنه في زمن محدود.
الاجابتان غير متسقتين تماما، غير ان مؤداهما واحد وهو ان المساجد امام وضعية جديدة بشأن الكهرباء لا تستطيع الحكومة مواجهتها، ويفاقم هذه الوضعية ما يتناقله البعض عن وجود امتدادات للمساجد الكبيرة (المسيد) حيث تتم اضافات لمساكن وبيوت جديدة للشيخ وذراريه ويتم توصيل الكهرباء لها من المسجد وبالتالي يكون لها نصيب من كهرباء المسجد.
وحسب تصنيفات الهيئة القومية للكهرباء فإن المساجد على ثلاثة انواع:
– الاولى: مساجد مربوطة بمؤسسات مسجد الجامعة (جامعة الخرطوم) مسجد النيلين (جامعة القرآن) ولا تشتكي الهيئة من هذه المساجد.
– الثانية: مساجد بها اوقاف (دكان، صيدلية، حلاق، غسال).. وتعتقد الهيئة انه لو تم استغلال الوقف بصورة جيدة فربما لن تكون هناك مشكلة في عملية السداد.
– الثالثة: مساجد صغيرة، ولا يبدو ان هذه الاخيرة تواجه مشكلة نظرا الى قلة استهلاكها.
ويرفض المهندس مكاوي بلطف فكرة مجانية كهرباء المساجد ويشير بكل بساطة الى ان الهيئة القومية للكهرباء ليس لديها تفويض بهامش مالي تتبرع به، ويضيف: اذا كان لدينا هذا التفويض فالمساجد هي اولى الجهات بذلك، ولكن نحن نخضع للاجراءات المحاسبية والمالية التي تخضع لها كل الوحدات الحكومية، واذا كانت هناك سلطة اعفاء فهي من اختصاص وزارة المالية.
وفي ذات الوقت يرفض مكاوي بشدة فكرة قطع الكهرباء عن المساجد: نحن لا نقطع الكهرباء عن المسجد اصلا ولكن يمكن ان نقطع عن مكتب المسؤول عن المساجد بغرض التنبيه، مثلما لا نقطع الكهرباء عن المستشفى، فالمستشفى اذا لم تدفع حصتها فنحن نقطع الكهرباء من الوزارة.
سألناه: هل فعلتم ذلك؟
اجاب:
– نعم قطعنا الكهرباء كم مرة من د.تابيتا.
ومع ان اجابات المهندس مكاوي لامست موقع د.ازهري التيجاني إلا انه سارع للقول: ليس هناك ما يدعو لتحميل هيئة الكهرباء كلفة انارة المساجد ما دامت الهيئة تعمل وفق اسس اقتصادية بحتة.
الحل
في البحث عن حل فإن الانظار تتجه اولا الى الحكومة ممثلة في وزارة الارشاد والاوقاف التي يؤمّن وزيرها على ضرورة مساهمة حكومة الولاية مساهمة مقدرة.. سألته:
أليس من الممكن ان تتحملها الحكومة كلية؟. فاجاب:
– لازم تبقى مساهمة.. وكذلك لا بد ان تسهم الاوقاف كجهة اهلية لأنها معنية بكهرباء المساجد، والمسجد الذي لديه وقف يدفع الكهرباء الخاصة به.. ويضيف (احيانا هيئات الاوقاف تورد اوقاف المساجد عندنا، لكن نحنا طلعنا سياسة قلنا وقف المسجد للمسجد، وعندما نجمع المبلغ المخصص من الولاية بالاضافة الى مبلغ الوقف، فإذا حدث نقص بعد ذلك يمكن ان يكمل، اما المسجد الذي ليس لديه وقف فهو في الغالب مسجد صغير لا يستهلك كهرباء بصورة كبيرة، وهذا نسهم معه بتسعين بالمئة والباقي يدفعه الاهالي، اصلو من الله خلقها المساجد شكلها كدا اهلية ولكن الحكومة تتدخل لتساعد الاهالي في انو تمشي امورها، ودا الموضوع الماشي انا فيه مع ولاية الخرطوم).
عندما اشرت الى د. ازهري التيجاني بأن اوقاف المساجد تتمتع بأصول ذات قيمة عالية تكفي في نظر الكثيرين لحل المشكلة، قال مؤيدا:نحن الآن نتجه لزيادة مساهمة الاوقاف في كهرباء المساجد، ووجهنا هيئات الاوقاف الولائية ان تخصص اوقاف المساجد كاملة للمساجد ولا توردها في الحساب العام. والتوجيه الثاني ان تزيد ولاية الخرطوم الاموال المدفوعة لكهرباء المساجد.
والحل من وجهة نظر المهندس مكاوي يكمن في الترشيد، واستعمال الكهرباء حسب الحاجة وليس اكثر من ذلك، ويضيف: الناس مأمورون بالترشيد في الوضوء الذي لا تتم الصلاة إلاّ به فما بالك مع الكهرباء..اما الشق الثاني فهو زيادة المبلغ المرصود من الولاية لكهرباء دور العبادة.
واللافت ان كل المقترحات تصب في خانة وزارة الارشاد والاوقاف وملحقاتها، فزيادة المبلغ المخصص يقع على عاتق الوزارة الولائية، ومهمة الترشيد وترقية السلوك لاستخدام الكهرباء يمكن ان يقوم بها خطباء المساجد بالدرجة الاولى، والصحافة بدرجة من الدرجات، وها نحن نفعل.
مالك طه- عوض جاد السيد:الراي العام
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم يا ازهري انت كان ما مسئول من المساجد حا تكون مسعول من شنو اتق الله انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الاخر يعني انت بره والعياذ بالله ولا فالحين في جبايات الحج والعمرة انتظر نارا” وقودها الناس والحجارة .
وبعدين يا مكاوي شنو حكاية المساجد البقت طابقين وتكييف صحي الاختشوا ماتوا انت ما شفت العمارات الحكومية ال في الخرطوم ولا شنو اتق الله يوم لا ينفع مال ولا بنون ويوم يفر المرء من كل اهله الا عمله هو الذي ينجيه من ذلك العذاب الاليم .
يا ازهري و يا مكاوي المساجد الشعب السوداني في اشد الحوجة اليها .
هل الاولي انارة المساجد ولا انارة العارفنه في الخرطوم من وزارات ومناطق دستورية وغيرها وما خفي اعظم .
و يا مسئوليين ما فيكم راجل يدق صدره ويصدر قرار بمجانية الكهرباء في المساجد .
والله ان لم تمدوا هذا المساجد بالكهرباء فلن تفلحوا ابدا” لا دنيا ولا آخرة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
أصلا المساجد لله من أنارها نسأل الله أن ينير دنياه وقبره وآخرته ولكن بعض لجان المساجد حولت أسوارها إلى إستثمارات جعلت مرتاديها يتوهون عن أبوابها وأوصلت لها الكهرباء من مال الدولة مستغلة إعفاء دور العبادة . وتدور أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة منها أين عائد هذه الإستثمارات وكيف يتم التصرف فيهاوهل تم إيجارها حسب الأسعار السائدة فى السوق وغيرها من الأسئلة التى لو تمت الإجابة عنها بصدق سوف تشيب رؤوس . سمعنا بالمثل الذى يقول فلان يأكل مال النبى والآن نسمع تعديلا بأن فلان يأكل مال المسجد والعياذ بالله .