أزمات مفتعلة.. يا حليل الشعب!
(1)
{ تستفزني عبارة يرددها بعض الوزراء ونواب الشعب المساكين حين يصفون انعدام أو ندرة سلعة ما في السوق، بأنها (أزمة مفتعلة)!! فارتفاع الدولار عند حضراتهم أزمة مفتعلة، وانعدام الغاز هذه الأيام أزمة مفتعلة، وشح البنزين والجازولين في بعض الأوقات أيضاً أزمة مفتعلة!!
{ من يقوى على افتعال كل هذه الأزمات استهدافاً للشعب وتآمراً على الحكومة؟ الشيوعيون؟ إمكن.. البعثيون؟ جايز.. تكون حركات دارفور يا رب؟
مع أن العالمين ببواطن الأمور في السلطة يعلمون أن كل الشيوعيين والبعثيين في السودان (لو عملوا شيرينق) عشان يعملوا أزمة في الغاز، ما بقدروا يشتروا (تلاتة دفارات) أنابيب غاز!! أو (تلاتة نيسانات).. كما يغني الرائع “حسين الصادق”: (التلاتة نيسانات.. يا حليل البلوم.. شايلات خضار مارات.. يا حليل البلوم).
{ قال مفتعلة.. قال!!
{ وحتى لا يكرر وزير النفط الشاب “محمد زايد” ما قاله قبل أشهر، إن أزمة الغاز الحالية (مفتعلة)، فإننا من واقع تحرياتنا وتحقيقاتنا نؤكد أنها أزمة حقيقية وغير مفتعلة، وكذلك أزمة الارتفاع اليومي لسعر (الدولار) في السوق الموازية، وهي السوق الأصلية حيث لا يوجد دولار ولا يورو.. ولا ريالات ودراهم بكميات تكفي لاستجلاب حاجات المستوردين المهمة وغير المهمة التي تتكدس في (مولات) الخرطوم المتخمة بكل منتج لم يصنع في السودان!
{ على السيد وزير النفط أن يوضح الأسباب لهذه الأزمة غير المفتعلة، وقبل أن يوضح.. عليه أن يوفر الغاز للمواطنين بالتضامن مع وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
(2)
{ وما يزال (الدولار) يتصاعد.. ويتصاعد، وما تزال وزارة المالية والبنك المركزي عاجزين عن كبح جماح جنيه (الخواجات) الأخضر!!
{ والدولار لا يقفز بالزانات إلا في السودان، ففي دول فقيرة مجاورة لبلادنا مثل “إريتريا” و”إثيوبيا” و”تشاد” لا تعرف سوق العملات مثل هذه القفزات البهلوانية العجيبة!! ليه؟
{ اتصل بي أمس الأول مستورد سوداني شاكياً وباكياً: (يا أستاذ.. نحنا بيوتنا خربت مع ارتفاع الدولار الما داير يقيف والحكومة بتتفرج).
{ بيوت كل السودانيين خربت بدرجات متفاوتة، فهناك من تناقصت مدخراته في البنوك فصارت (نصف مليون دولار) بعد أن كانت (مليون دولار) قبل أقل من عامين دون أن يسحب منها مليماً!! كدا بس نقصت، وكل يوم بتنقص في خزنة البنك دون أن يختلس منها أحد، وذلك بسبب انهيار قيمة الجنيه السوداني المستمر.
{ وإذا كان ارتفاع الدولار أزمة مفتعلة، فإن من افتعلها جهات حكومية أو قريبة من الحكومة، لأنها تملك المال لشراء الدولار من السوق السوداء بعشرات المليارات من الجنيهات السودانية، ولأنها تملك المعلومات اللازمة لتنفيذ الفعل (المفتعل)!!
{ ويا حليل البلوم..!
اصدق حاجة قلتها لو كل البعثيين و الشويعيين عملوا شيرنغ ما ح يقدروا يشتروا دفار مليء بانابيب الغاز ،، كان الله في عون اليساريين جماعة هي لله يبسوا ريقهم و ريق الشعب ،،، يحي كفاح الشعب ….
اللعب على الحبال