رومانسيون…بس (البلد ضيقة).!
لاتزال إتهامات حواء السودانية لرفيق درب حياتها آدم السوداني تحفل بالكثير من الإتهامات حول النقص الكبير الذى يعاني منه في كريات الدم (الرومانسية)-تلك الكريات المسؤولة عن سيولة الحياة بين زوجين يعيشا في ظل ظروف إقتصادية طاحنة-(زي المارة علينا اليومين دي).!
ولمعلوميتك عزيزي القارئ، فأنه مامن شئ يكسر ظهر (الرومانسية) في كل مكان الا (الفلس)- قاتله الله – فذلك (الفلس) له المقدرة على (تفتيت) كل المشاعر الموجبة بداخلك وتحويلها الى اخرى سالبة تتلخص في (صرّة وش) تتجول بها داخل منزلك وسط زوجتك وابنائك.
اذكر ان لي صديقاً عزيزاً حكى لي ذات يوم عن وصوله لقمة المشاعر والرومانسية في مطلع كل اول شهر، بينما اضاف ان تلك الرومانسية تنحسر عند خواتيم نفس الشهر، الامر الذى جعل زوجته تضبط (إيقاع عواطفها) على تلك الايام التى تنال فيها مشاعر زوجها (عذراً شرعياً) من النكد والغم.!
عزيزتي حواء السودانية، نحن كرجال سودانيون نمتلك قدراً لابأس به من الرومانسية الحقيقية-بعيداً عن بتاعت المسلسلات ديك-ونحظى كذلك بالكثير من المشاعر والاحاسيس، لكنها ومع الاسف تضيع مابين مواقف الخرطوم -(الواقفة بدون مواصلات)- ومابين (المفاصلات) مع الباعة في الاسواق لتخفيض سعر سلعة (طارت السماء) ولم (ترِكّ) حتى الان.
عزيزتي حواء السودانية، ان كنت تبحثين عن (مهند التركي) في ملامح زوجك فصدقيني لن تجديها، ليس لأن (وسامة) مهند تتحدى الحدود الجغرافية، ولكن لأن ملامح زوجك المسكين ضاعت بفعل (عوادم السيارات) التى (تلفح) وجهه كل يوم، وبسبب (سندوتشات الطعمية) التى (حتتّ رموشو) ذاتو، اما إن كنت تبحثين عن رومانسية (مهند التركي).!…فتلك مشكلة اكبر بكثير من الاولى.!
جدعة:
ذات ليلة، تصاعدت اصوات جيراننا في الحي القديم الذى كنا نسكن فيه، لنخرج من بيوتنا لإستطلاع الامر، غير طامعين في (شمار) بقدر ماكنا نطمع في (سترة حال)، ليباغتنا جارنا بعكس ماتمنينا وهو يحكي لنا عن شجاره مع زوجته بسبب اتهامها له بإهمالها وحرمانها من (الرومانسية) التى تتخذها كـ(حق شرعي) يجوز لها المطالبة به في اي وقت، قبل ان يختتم حديثه الغاضب بعبارة: (يااخوانا…هسي مرقتنا من صباح الرحمن لحدي انصاص الليالي عشان نجيب العيش واللبن دي براها ما(رومانسية)..؟؟
شربكة أخيرة:
عزيزتي حواء…نحن نمتلك (سِعة) من الرومانسية…بس (البلد ضيقة).!!!