راشد عبد الرحيم : مُفاوضات عَبثية
ليس من طرف دخل المفاوضات التي انتهت في أديس أبابا وهو عازم ومؤمل أن تنتهي الجولة إلى نتيجة، الحكومة لا تستطيع أن تغيب وهي تدرك أن الغياب يعني الاتهام أنها لا تريد السلام وترغب في مواصلة الحرب، والجبهة الثورية بلا رأس لا قيادة لها وهي مفككة ومهددة بمزيد من التشقق فلا يتصور أن تقبل نتيجة حاسمة أو ترغب فيها.
الوسطاء يكفيهم أن أعلنوا انها الجولة وتصريحاتهم تؤكد أن تطورا حدث فيها وكان التسلسل المنطقي أن النجاح يعني المواصلة ولكنهم أيضاً لا يرغبون، ستكون المعاناة على الأرض هي التي تسود وتستمر، فحال السودان جيمعاً لا يبشر من خلال مائدة امبيكي، لا حل غير واحد من أمرين أن تستمر الأعمال العكسرية التي أنهت المتمردين في الصيف الماضي حتى تنتهي الفصائل المتمردة وتنظف البلاد.
هذا حَلٌ مُهمٌ ولكنه لن يعالج أصل وجذور المشكلة ولم يكتمل إلاّ بتفاوض وحوار مباشر مع أهل القضية من السكان والأهالي والنظر في جدية لتحقيق مطالبهم في قسمة السلطة والثروة والتطور.
ياسر عرمان ليس هو ممثل المنطقتين ولا دارفور وليس هو التوم هجو ولا جبريل أهل القضية من يعانون ويلاتها.
الحل الآخر أن تتبع سياسة التفاوض الثنائي مع كل فصيل يقبل التفاوض والسلم والمشاركة، ليست هي الأطراف المحلية ولا المشاركة في التفاوض التي لا ترغب في الوصول لحل، بل العديد من القوى الدولية المؤثرة شهدت الجولة المنتهية حضوراً للمبعوث الأمريكي وملازمة للتفاوض بأكثر مما فعلت الأطراف المعنية وكانت جُهود الرجل منصبة على فود المتمردين وعلى ياسر عرمان وكأنما هو مبعوث للجبهة الثورية وليس السودان.
الحل بعيداً عن التفاوض المُتطاول والمُتراخي ممكن وميسور ويحتاج لقرار شجاع مع الحكومة وأن تعمل ليكون الحل بالحسم على الأرض والتفاوض الثنائي مع كل راغب وأجندة سلاك حقيقية تنفذ على الأرض.
النهايات مهمة ولا بد من تفكير في حل جذري وحاسم والفرصة مهيأة لهذا اليوم وليس الغد.