محمد عبد القادر : نصائح عملية لتغطية المُفاوضات العبثية!!
* لن تستطيع عزيزي محرر ديسك الأخبار المغامرة بوضع أي نص يتفاءل بما يُمكن أن تسفر عنه أية مفاوضات طرفها الحركة الشعبية قطاع الشمال.
* في كسر من (الثانية) يُمكن أن يتحوّل اتجاه اللعب – مثلما يقول أهل الكورة – وتنقلب الأوضاع رأساً على عقب ولكن باتجاه الأسوأ دائماً، المؤكد بين كل الاحتمالات على الدوام أن تنتهي جولة المُفاوضات الى لا شئ، فلا تتوقّع غير ذلك.
* أكتب (انهيار.. تعليق.. تعثر) أي من هذه المفردات بإمكانها أن تُشكِّل لك طوق نجاة من (الحرج) إذا عَــزّ عليك التواصل مع مندوبك في مقر المُحادثات، فالمُفاوضات تتقلب بين هذه الخيارات لا أكثــر.
* بإمكانك اللجوء إلى أي نص قديم لتغطية المفاوضات والاستعانة به في التغطية، صدقني لن يلومك أحدٌ ولن تدخل صحيفتك في أي حرج، تخير من الجولة الأولى وحتى العاشرة واختر أي خبر وانشره بتاريخ اليوم لن يذكرك أحدٌ بمُراعاة فروق الوقت.
* لا تغرّنك الابتسامات المبذولة أمام الكاميرات في الجلسة الافتتاحية ولا (الونسات) الجَانبية بين أعضاء وفدي التفاوض في بهـــو الفندق فهذه المَلامح المصنوعة لا تُعبِّر عن ما يَحدث داخل غرف التفاوض، إنها ملامح السياسيين البلاستيكية أو الحربائية التي تتلوّن حسب طبيعة المكان.
* لن يعوزك الخُروج بالعنوان العريض في صحيفتك وأنت تجري أيّـــة تغطية للمُفاوضات طالما أنّ عبارة (الشيطان في التفاصيل) مُتوفرة ومُتاحة، أكثر من استخدام اختراق، وتقدم ببطء، والورقة التوفيقية للوساطة متى ما استخدمت هذه العبارات المنجية تأكد أنك (في السليم).
* لا تجتهد في اللحاق بالجلسة الافتتاحية للتفاوض، ألجأ إلى الإرشيف ستجد ذات العبارات البَرّاقَة والأمنيات بأن تفضي الجولة إلى اختراق حقيقي وستقف على أن الجميع يرددون في الافتتاح اكلشيهات (مُستعدون لوقف شامل لإطلاق النار).
* سيحاول ياسر عرمان منذ بداية المُفاوضات العمل على نسفها بحجج مُختلفة مستخدماً ذريعة الأوضاع الإنسانية في المنطقتين مثل كل مرة فلا تبتئس.
* ستفاجأ في الجلسة الختامية أن الجميع يتبادلون الابتسامات رغم (اتساع هــوة الخلاف) بين الطرفين حول (القضايا العالقة)، بالمُناسبة هذه المسكوكات اللفظية تصلح أن نبني عليها ما نسميه (قاموس المُفاوضات)، إلى جانب (رقعة الخلافات، تباعد المَواقف، شبح الانهيار وغيرها من (كلام المُفاوضات) المَــاســخ.
* في ليلة انفضاض المُفاوضات تأكد أنّ الحركة الشعبية ستهاجم مناطق تابعة للحكومة أو تتهم القوات المسلحة بمُهاجمة مواقع تتبع لها في المنطقة الفلانية.
* بعد أن يضع العراقيل أمام مسار المُفاوضات توقّع بياناً من عرمان يُهاجم فيه المؤتمر الوطني وحكومة البشير ويُحمِّلها مسؤولية فشل المفاوضات.
* السؤال الذي يكون حاضراً مع انفضاض أية جولة يقول هل هو تعليق أم تجميد، وعلى الرغم من انتهاء عشر جولات بلا نتائج يَظل الجَميع يَتساءلون عن موعد الجولة القادمة – إنتو ديل عملتوا فيهن شنو -.
سينبري بعض الكُتّاب لوصف المفاوضات بالعبثية – مثلما أكتب أنا الآن – لا تنتبه إلى ما يخطون لأنهم سيعودون مع إعلان بدء جولة المُفاوضات لذات التغطية العبثية.
* ما تَقَــدّم نصائح صحفي شارك في تغطية ما يربو عن 6 جولات للتفاوض حول المنطقتين من داخل مقر المُحادثات وأشرف على مادة وعناوين تغطيات الجولات المُتبقيــة، ومثل كل مرة لا جديد، ذات المُفاوضات العبثية التي تعبر عن (ساقية جحا) في المَخيلة السُّودانية (تشيل من البحــر وتودي للبحــر).