محمد عبد القادر : ترحيل أزمة الموسم.. وبؤس المنتخب الوطني!!
الجمعية العمومية للاتحاد العام لكرة القدم لم تفعل شيئا أكثر من ترحيل الأزمة للموسم الجديد، القرارات التى خرج بها اجتماع الاربعاء عبارة عن تأجيل للمواجهة ليس الا،الحديث عن نكوص الاتحاد عن اتفاق إعادة مباراة (هلال- مريخ) زاد الطين بلة ودفع بالأوضاع الى خانة الأزمة من جديد، مثل هذا الحديث يروج جهارا نهارا الى عملية (بيع) وتراجع عن الاتفاق الذى أقرته الأطراف ذات الصلة لتجاوز أزمة الموسم الرياضي.
أضاع الاتحاد وجمعيته فرصة ذهبية لتجاوز النكسة، وبدلا من اهتبال السانحة للدخول في مرحلة الاصلاح وضعت الجمعية بذرة لخلاف جديد سيعمل على تأزيم العلاقة بين الاتحاد ونادي الهلال وأندية أخرى فى الممتاز لم تشملها تسويات الموسم الرياضي لا على مستوى
(الجملة ولا القطاعي).
كان الأولى بالجمعية العمومية ان تكون جسما فوق الجميع، الطريقة التى خرجت بها الحلول تضاعف من معاناة الوسط الرياضي وتعزز من الاتهامات التى ظل يرددها السيد أشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال لقيادة الاتحاد العام.
لم يخرج الهلال خالي الوفاض من ازمة الموسم بالتأكيد، اأبت الكاردينال قوة وشكيمة وصلابة كبيرة فى مواجهة الاتحاد واستطاع ان يحافظ على وجود الهلال فى قيادة التطورات المهمة فى مسار العمل الرياضي وهو يحتفظ بكل مكتسباته ويضيف عليها منح الأمل عطبرة البقاء فى الدرجة الممتازة وهو الفريق الذى كان فى طريقه للهبوط.
ننتظر ان تبذل الأطراف الرياضية جهودا اضافية لتصحيح المسار لان الحلول التى تستنسخ الأزمات لن تفيد العمل الرياضي، كما ان الاتحاد مطالب بالانصراف الى التطوير بدلا عن اضاعة الوقت والجهد فى ترويض الفرق والدخول في مواجهات تفسد العمل الرياضي وتضعف علاقته بالأندية وتجعله طرفا في الأزمات وهو (المدّخر) لأن يكون جسماً يقف على مسافة متساوية من الجميع وينال احترام كل الفرق.
أولى مضاعفات ازمة الموسم الرياضي كانت نتائج المنتخب المخيبة للآمال والتي تستدعي من الاتحاد وقفة ومن الدولة التفاتة، لم نكن نجد تصنيف السودان بهذا السوء فى البطولات الاقليمية والقارية نفس اللاعبين والمدربين كانوا يحرزون الانتصارات ولا يألون جهداً في تقديم مردود إيجابي يتناسب وعظمة اسم السودان فماذا حدث؟!
لماذا كل هذه الانكسارات والهزائم فى هذا التوقيت؟ وهل بإمكاننا ان نفصل بين الأزمة الرياضية وما وصل اليه حال منتخبنا الوطني من نتائج فى تصفيات كاس العالم وفى مرحلة مجموعات سيكافا؟، بالتأكيد يتحمل الاتحاد العام لكرة القدم مسؤولية النتائج المخيبة للآمال ، باعتباران أزمات الموسم انعكست تماماً على مستوى المنتخب القومي.
على الأسرة الرياضية التركيز على إنقاذ اسم السودان مما يحيق به الآن بسبب أزمات الساحة الرياضية وعليها كذلك البحث عن حلول تتجاوز بها تجدد الأزمة التى أضرت بالرياضة فى السودان كثيرا،الطريقة التى تمت بها معالجة مشكلات الموسم لن تقود الا لمزيد من الأزمات والمواجهات وعلى الجميع العمل لتدارك الأمر.