بعد أكثر من (50) يوماً من انطلاقة الحوار لجنة الهوية ما بين إخراج الهواء الساخن وتوحيد وجدان الأمة
تعد لجنة الهوية احدي لجان الحوار الوطني الذي تدور فعالياته بقاعة الصداقة من أهم لجان الحوار الست باعتبارها تختص بمناقشة قضية هوية السودان التي ظلت منذ الاستقلال وحتى الآن محل خلاف بين السودانيين بمختلف توجهاتهم السياسية ومكوناتهم الثقافية والاجتماعية.
وكالة السودان للأنباء التقت عددا من ممثلي القوي السياسية والحركات المسلحة والشخصيات القومية في لجنة الهوية ، المشاركين في فعاليات الحوار فماذا قالوا بعد (50) يوماً من انطلاقة الحوار الوطني :-
الدكتور ادريس يوسف احمد من الشخصيات القومية عضو لجنة الهوية بمؤتمر الحوار الوطني، وصف الحوار الذي يدور الآن بالحوار الجيد لأنه حوار حقيقي بين أهل السودان ، حيث جلس السودانيون لأول مرة في مبادرة من رئيس الجمهورية لمناقشة أكثر القضايا حساسية بحرية تامة. وقال إن لجنة الهوية واحدة من اللجان الست ، كان الحوار فيها في بدايته ساخنا ربما للإحساس ببعض الحساسيات كل تجاه الآخر.
وأضاف قائلا “الآن الحوار اخذ مساره الحقيقي وبدأ المجتمعون بتناول المرتكزات الحقيقية للهوية والمهددات الحقيقية لها بجانب الحديث عن المخرجات والمعالجات لقضية الهوية.
وتابع بقوله “والحديث في هذه القضايا كان صريحا وواضحا والمتحدثون تطرقوا إلي كثير من المسكوت عنه ، ونأمل أن تكون مخرجات هذه اللجنة أساس توافق أهل السودان على الهوية المقبلة التي ترتكز على التركيبة الجغرافية وعلي القبائل وعلى اللغات والعادات والتقاليد بالإضافة إلي ارتكازها على تاريخنا المجيد القديم والحديث والدين الإسلامي الحنيف والذي هو دين غالبية أهل السودان بجانب قبول الأديان الأخرى والمعتقدات.
وأشار إلي أهمية حماية الهوية بعد الاتفاق عليها وحمايتها بقوانين حتى يكون كل أهل السودان في هوية واحدة وكل الممارسات خاطئة .
وأوضح الشرتاي احمد بن عمر حركة اللجان الثورية أن الهوية هي المكون الوحيد للسودان جغرافيا وانتماء. وقال إن السودان مستهدف ويجب أن نصرف النظر عن كل الصغائر والتراضي علي السلام وهذا لا يتحقق إلا إذا تراضينا وتنازلنا وتوافقنا علي العيش كسودانيين. وزاد هناك بعض الأخطاء يجب أن نعترف بها وهنالك أيادي خفيه لا تريد استقرارا للسودان لان ذلك سيعطل مصالحها ، لذلك يجب علينا أن نتجرد من كل المرارات ونسمو بالسودان وسلامه.
وفيما يتعلق بموضوع القبيلة وعلاقتها بشغل الوظائف العامة، قالت خديجة ادم محمد بخيت ممثل حركة العدل والمساواة ، تبنينا عدة أشياء في لجنة الهوية، أولا سحبنا القبلية من كل مؤسسات الدولة وان يكون التوظيف بالكفاءة “تناولنا الحرف الهامشية وأكدنا ضرورة تقنينها. وأشارت إلي أن بعض الأحزاب المشاركة تناولت في أوراقها الاعتراف بالشعوب الأصيلة وهي النوبة والدينكا والبجة وهناك من اعترض على ذلك ، كل الأوراق جاء الحديث فيها عن المناطق المهمشة والطرفية ، اشرنا إلي اتجاه التنمية المستدامة نحوها والتعويضات تذهب لمواطني تلك المناطق . وأكدت أن أعضاء اللجنة اتفقوا على أن تكون الهوية هوية سودانية قومية بعيدا عن القبلية حتى لايتعرض الجيل القادم لأي مشاكل.
أما حزب الأخوان المسلمين فرأي أن قضية الهوية تحتاج لمصالحه فكرية في المقام الأول. وأكد الأستاذ محمد الحبر يوسف ممثل الأخوان في اللجنة أن معالجة قضية الهوية في السودان تحتاج إلي مصالحة فكرية وسياسية وحضارية من اجل بناء ثقافة التوافق والتعاون بدلاً من ثقافة الصراع والإقصاء.
وأشار إلي أن السودان بلد عربي اللسان تقطنه منذ القدم مجموعات لا تزال علي موروثاتها الثقافية ولهجاتها المحلية وقد منحته هذه التركيبة المتداخلة خصائص تجعل منه قطرا له نسقه الثقافي والحياتي الخاص.
وقال إن التاريخ الممتد للأمة السودانية مكون أصيل من مكونات الهوية الوطنية وهو تاريخ يضرب بجذوره في أقدم الحضارات البشرية، الأمر الذي يتطلب من السودانيين ابتداع نموذجهم الخاص بهويتهم.
ودعا إلى تعزيز اللغة العربية وإشاعتها والإعلاء من شأنها في التعليم وأجهزة الإعلام باعتبارها سياج للهوية والناقل الأمين للثقافة.
وقال إن الثقافات المحلية في السودان تعبر عن وجدان حاضر له مساحته فلابد أن تجد حظها من الظهور لتقوم بدورها في تعزيز ثقافة التسامح والخير والجمال وهي قيم أصيلة في تراثنا الثقافي والفني.
ودعا إلى ضرورة الاعتزاز بالهوية الوطنية في مشروعات إبداعية في مجالات الصناعة والتنمية والعلوم والتقانة والابتكار.
ونادي بالاستفادة من تجارب الدول الإسلامية التي استطاعت أن تحل مشكلات التعددية في بلادها والتي وحققت نجاحات باهرة وأثبتت وجودها دون أن تتنكر لوجهتها الثقافية وانتماءها القيمي.
وشكلت المناقشات في لجنة الهوية مرتكزا أساسيا لإخراج الهواء الساخن في سبيل البحث لتوحيد وجدان الأمة.
فيما شدد ممثل حزب الوسط الإسلامي في لجنة الهوية عبد الرحمن إسماعيل علي تنفيذ مخرجات الحوار كاملة غير منقوصة، مجددا رفض حزبه ذكر القبيلة والاتجاه لوقف الحرب والعمل من أجل تحقيق التنمية.
ووصف المناقشات داخل اللجنة بالجيدة جدا، بالرغم من التشاكس في بداية جلسات الحوار، حيث أمنت الأوراق المقدمة من الأحزاب والحركات المسلحة علي الهوية السودانية باعتبارها مكونا جامعا للأمة السودانية.
وأضاف قائلاً ” شهدت بداية الجلسات بعض التشاكس بين الأحزاب والحركات في الطرح والطرح المضاد في جزئيات متعلقة بالتاريخ والقبائل إلا أن المشاركين تجاوزوا ذلك.
استطلاع سعاد سوار
الخرطوم 4-12-2015م(سونا)