خالد حسن كسلا : تعقيب من «الحبيب» عوض الله
الأخ خالد كسلا تحيةً واحتراماً.
المقال في مجمله فضفاض وفي تفاصيل السرد معلومات بالضرورة معلومة لجهة انها اسطوانة مكرورة.. قادة حزب الأمة وكيان الانصار عرفت عنهم صفة الكاريزما.. صحيح انها تفاوتت بين من ذكرت من آل المهدي، ولكن بخروج بسيط الى اطراف قادت حزب الأمة على مر التأريخ من غير ال المهدي، نجد ان التأريخ الحديث للحزب حافل بقيادات مثل د. عمر نور الدائم وبكري عديل وعبد الرسول النور وابناء نقد الله وعبد المحمود أبو، والقائمة تطول وكل منهم صنع سيرته بعطائه وبلائه في الكيان والحزب.
الحديث عن الخلاف بين احفاد المهدي وضع طبيعي ان يحدث، طالما ان هناك تطلعاً وطموحاً لقيادة الحزب، فقط الفيصل بين القيادات المؤسسة تفاصيل العمل السياسي، وحتى مفارقة مبارك المهدي للحزب في عام 2002م وعودته لاحقاً كانت في ظروف عمل سياسي اختلفت فيها الرؤى والتقديرات، وعاد بعدها مبارك الى الحزب ولم يتمكن من استعادة من خرج بهم بما فيهم ابن اخته د. الصادق الهادي، وكما اسلفنا الطموح والتطلع حق مشروع لاي قيادي سواء أكان ذاك القيادي في مستوى مؤسسة الرئاسة او المركز او وسيط او قاعدي، ويبقى السند الجماهيري هو الحد الفاصل بين تلك القيادات والدفع بها في اتجاه الترقي والوصل بين الاجيال، ويتواءم ذلك مع طرح الحزب والعمل السياسي بداخله، وليست حصرياً على آل المهدي، خاصة أنه حزب جماهيري مسنود بمبدأ عقدي يؤمن بالتضحية كقاعدة ذهبية لا يختلف فيها اثنان.
ومبارك نفسه لم يحظ بقواعد تساند الاصلاح والتجديد بمستوى يمكنه من الانطلاق السياسي رغم انه خرج بكادر لا يستهان به من القيادات الشبابية الفاعلة والتي ابرزها النضال في العشرة الاولى من عمر الانقاذ، وعاد من عاد على قلتهم، وتفرقت بهم اللافتات تحت مسمى حزب الأمة، وتجرع مبارك المهدي ذات العلقم.
وبما أن العمل السياسي راسخ في اذهان القواعد فإنه مسنود بعمل عقدي ممثلاً ذلك في كيان الانصار، ولم يتمتع من قاد حزباً تحت ذات المسمى من اي عمل يؤهله لقيادة مرحلة مفصلية مع الشريك الاول المؤتمر الوطني، وبالتعريج على شراكة العميد عبد الرحمن الصادق كانت ومازالت شراكة تعنيه ولم تقرها مؤسسة الحزب، ليظل طريقاً يخصه خاضه من قبل عمه مبارك وليس الحزب، وليس كما يقول بعض الناس إن شراكة العميد عبد الرحمن من داخل مؤسسة الرئاسة انه اعداد لفترة قادمة على المستوى المستقبلي لعبد الرحمن، رغم ان ذلك متاح في العمل السياسي، ولكن تحرك عبد الرحمن في رمال متحركة تفقد الثبات بفقدانها للسند الحزبي، وقيل فيها ما قيل من قبل المراقبين السياسيين، وتبقى مرحلة من مراحل العميد، والمحاكمات فيها تأريخية مثلها مثل اي عمل سياسي هشاً كان او قوياً ولا قيود على المشاركة طالما انها اختيار فردي.
وفي ما يتعلق بمريم لا شك انها اثبتت وجودها وعجمت عودها من خلال سلوك سياسي انخفضت وتيرته من عملها السياسي السابق وهي في هرم الرئاسة، وهذا يمكن ان نسميه اعداداً لقيادية قادمة، ومن المفترض انها محمدة وتحسب لصالح حزب الامة القومي ان قدم المرأة في كابينة القيادة والمتتبع لتدرجها في العمل التنظيمي والسياسي يجد انه حق مكتسب، ولكن نظراً لقربها من رئيس حزبها بوصفه والدها انتاشتها السهام ونالت منها، ولم تنل تلك السهام مبتغاها في الاقلال من حجم الحراك الذي احدثته المنصورة كما يحلو لانصارها ومسانديها من القطاعات الرأسية المهمة.
ونصر الدين الهادي المهدي اختط طريقاً لم تؤكده مؤسسة الرئاسة بالحزب وفضل «طاقية اخرى» خيرته فيها قيادة الحزب بينها وبين وجوده في موقعه نائباً لرئيس الحزب، ولو ان المسألة كانت عاطفة لكان نصرالدين اولى الناس بها، وتأريخه معلوم بالحضور السياسي والعقدي، ولا اعتقد انك اخي خالد اصبت في وصفه او مبارك المهدي بالعلمانية. وحالياً حزب الأمة يعاني من أضعف الحلقات الآن، وهما الشأن التنظيمي والاعلامي، ولا شك انها امانات او قطاعات مهمة ترجو منها قيادة الحزب دوراً كبيراً ومفصلياً، وهذا يتطلب جهداً اكبر ومضنياً من القيادة نفسها.
اشارتك إلى «برنامج هيثم ومقدم البرنامج خالد ساتي» إشارة غير موفقة، وكان الأفضل توصيف بغير الذي وصفت، وكان بإمكانك أن تشير لبرنامج «منتهى الصراحة» الذي تبثه قناة «الخرطوم».
هذا مع تقديري.
عوض الله مبارك