راشد عبد الرحيم : الدولار و داكار
في وسط الخرطوم لافتة عن مشروع يسمى ( مشروع الخط الحديدي الخرطوم بورتسودان داكار .
بالطبع اللافتة في المبنى تدل على وجود موظفين و عمال و أجهزة و معدات لهذا المشروع الذي لا نعرف متى سيرى النور؟
المشروع القومي لسكك حديد بورتسودان داكار ليس هو المشروع الوحيد الذي يغذي الوهم و عدم الواقعية في بسط و إنبات المشروعات و ما يلزمها من مباني و مصروفات.
مشروع أقرب للخيال و مشروعات اقرب للواقع لا يصلها الخيال حتى تصبح واقعا .
في تشاد القريبة منا و القرب من نيالا لبورتسودان توجد مشكلة في النقل البري إلى البحر و الصادر بعد الأزمات من حولها و انتشار و تهديد بوكو حرام .
نقل بضائع تشاد أقرب من إنشاء خط سكك حديد إلى داكار..
هذا خط له لافتة في الخرطوم التي تشكو كثرة الأجانب و مشاركتها مواطني الولاية في تكاليف الحياة و تريد أن تطرح خطا يزيد من عدد من يفد إلى البلاد من أقاصي القارة و ليس من دول جوارها فقط .
كثيرة هي مشروعات الوهم و من السكة الحديد القارية هذه إلى المطار الدولي الذي توقف في أمدرمان و إلى المطار الدولي في مروي الذي قام بناء و تشييدا و استهلك أموالا و لا يجد طائرات و لا ركابا و لا إنتاج ينقله إلى العالم و لا سياح يفدون إلى المنطقة .
و منطقة مروي التي تضم المطار الدولي العاطل أو المعطل عن العمل تضم المئات من المغتربين لا تستطيع الدولة أن تحسن علاقتها بهم و تخسرهم و تخسر عودتهم في العطلات و سفر أهاليهم اليهم و تخسر دولارتهم .
مع هذه المشروعات يصعب أن يصدق قول السيد وزير المالية أن السعر الحقيقي للدولار سبعة جنيهات.
لن يكون سعر الدولار واقعيا و لن تتوقف المضاربة فيه طالما أن البلاد تمتلئ بمشروعات الوهم و تخلو من مشروعات مقدور عليها و على جذب دولاراتها لتجعل سعر الدولار ثلاثة جنيهات و ليس سبعا و ليست عشرا كما هو واقع اليوم .
سيبلغ الدولار الجنيهات الثلاثة و تنتهي المضاربة فيه إذا توافر الإنتاج لتشغيل مطار مروي و تمكن مغتربو مروي من تحويل دولارتهم إلى أفرع البنوك السودانية في مدنهم و قراهم..
غير وقف الصرف غير المرشد و قيام المشروعات الراشدة سيظل الدولار محل المضاربة و ضرب الاقتصاد.
مع لافتة داكار لن يهبط الدولار.