احمد دندش

ياما في الغناء (مظاليم) (3-3)


صدى كبير جداً أحدثته هذه السلسلة من المقالات في الوسط الإعلامي والفني معاً- ليس لـ(عبقرية) الكاتب- لكن لأنها إحتوت على حقائق مهمة للغاية كان البعض يحاول دفنها بدون (تشييع رسمي).
هواتف عديدة تلقيتها خلال اليومين الماضيين وتعليقات لم تنقطع عن موضوع (مظاليم الغناء) في السودان سواء عبر الرسائل النصية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لفت البعض نظري لضرورة التطرق الى جزئية دخول (المال) في مايتعلق بـ(ظلم الفنانين)، تلك الجزئية التى تتحدث عن لجؤ بعض الفنانين (فطيري الموهبة) لتسويق انفسهم عبر بعض الفضائيات مقابل دفعهم لمبالغ من المال تساعدهم في شراء المساحات اللازمة لـ(هرد فشفاش) المشاهدين.
اطرف مكالمة تلقيتها كانت من صديق عزيز للغاية على قلبي سألني بسرعة عن حقيقة إتصال الفنان الوهمي (علي كبك) بشخصي.!…فيما كانت اكثر المكالمات حزناً هي التى وردتني من احد الفنانين (المظاليم) والذى قال لي بلهجة تحمل قدراً من الحزن: (الظلم ظلمات يااستاذ).
بالمقابل هناك فنانون كثر ظلموا داخل الساحة الفنية (ظلم الحسن والحسين)، منهم على سبيل المثال لا الحصر، معتز صباحي، ووليد زاكي الدين والذى سألته ذات مرة عن سبب ابتعاده عن الاعلام ليجيبني بسخرية: (الفنان البفتش للاعلام دا ذاتو ما فنان).!..وتلك قناعات لوليد بأن الموهبة هي من يجب ان تفرض نفسها، بينما فشلت كل محاولاتي للاتصال بفنان مدني الاول محمد سند والذى يعتبر من الفنانين المظلومين جداً في السودان، وذلك لما يمتلك من موهبة نادرة في التطريب اضافة الى قوة الصوت والسيطرة على المسارح، كما لن انسى الفنان الشاب المميز فتحي السمري والذى لو وجد الفرصة لتربع على عرش الفنانين الشباب بلا منازع، الى جانب (عبقري الاحساس) عاطف السماني وآخرين كثر لن تتسع المساحة لذكر اسمائهم.
في خلاصة هذه المقالات اود ان ابعث برسالة هامة جداً لكل القائمين على الامر في الاعلام السوداني سواء قنوات فضائية او اذاعات او حتى صحف، داعياً اياهم جميعاً الى محاولة (إنقاذ) مايمكن انقاذه مما تبقى من (هيبة) الاغنية السودانية، تلك الهيبة التى بددها بعض (صبية الغناء) الذين اقتحموا الوسط الفني بحثاً عن (العدادات) وامتطاء (الفواره) من السيارات، بينما يمتطي المواطن السوداني المغلوب على امره (الحسرة) على حال الفن السوداني، بعد ان كان يوماً ما امبراطورية شامخة الملامح.
جدعة:
اعزائي الفنانين (مظاليم الغناء)، يعجبني و(يقلقني)- في آن واحد- ثباتكم على الموقف والمبادئ، ورفضكم المستمر لتقديم اي تنازلات للظهور اعلامياً، مفضلين ان تلزموا بيوتكم على ان تستخفوا بمواهبكم وتعرضونها في سوق (النفاق الفني)، فقط يبقى علينا احترام ذلك، ومنح من يستحق مايستحق، وتلك هي نقطة البداية في تحول جذري كبير للاغنية السودانية التى سيعود اليها رونقها بعد إنصاف (مظاليمها) واخراجهم من سجن (الصمت) الذى حبسوا بين قضبانه إبداعهم.
شربكة أخيرة:
المصيبة ليست في (ظلم) الاشرار…بل في (صمت) الاخيار.
مارتن لوثر كينغ