مزمل ابو القاسم

ألوك للمريخ..مع كل الحب!

* تلقيت الرسالة التالية من الزميل الصحافي والكاتب الجنوبي قــور مشوب، وورد فيها ما يلي: (بالنسبة لي ولمعظم الجنوبيين، فإن تسجيل ألـوك أكيج في المريخ تأخر كثيراً، واستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً، أقول ذلك لأن تسجيله كان يجب أن يتم قبل عامين، وبالتحديد عندما جاء إلى الخرطوم مع الملكية ومنتخب جنوب السودان.
* عندما غادر ألـوك جوبا متوجها إلى الخرطوم في 2013 مع الملكية لخوض غمار بطولة الكونفدرالية ومنازلة فريق كارا الكنغولي لعدم صلاحية استاد جوبا، كنت أنظر حينها إلى تلك الرحلة بعين الاعتبار على أنها ستكون بوابته الكبرى للانضمام لنادٍ أكبر من الملكية، وتضمن له أجواء لعب أفضل من تلك التي تركها في جوبا.
* كنت أتمنى أن يستغل ألـوك تلك الفرصة جيداً، وأن يتمسك بها ويسعى لتقديم أفضل مستوى له، لجذب أنظار أندية بحجم المريخ والهلال وأهلي شندي وغيرها، وبعد مشاركته مع الملكية في مباراته الودية ضد المريخ، قلت لنفسي إن الفرصة مواتية أمامه، وأنه لا محالة سيتمسك بها لأن تجربة اللعب ضد المريخ نادرة جدا.
* كنت أتمنى أن ينتبه إليه الكثيرون وأن يجد طريقه إلى المريخ، ولكنني أصبت بخيبة أمل لعدم حدوث ذلك لسبب لا أعلمه، ما كان مؤسفا إن أحدا لم يلاحظ وينتبه إلى حجم الموهبة التي يتميز بها وما لديه من إمكانيات.
* بالطبع حينها وجدت عذراً لنفسي لأن ألـوك كان قد انضم للتو للملكية وأعتقدت أنه ربما لم ينسجم مع زملائه بعد، خاصة وأنهم كانوا في فترة الإعداد للموسم الجديد.
* تفهمت حينها سبب عدم انتباه أحد إلى ألوك ولا إلى الموهبة التي يتمتع بها، ولكنني أقول بصدق إنني لم أفهم سبب عدم الانتباه له، عندما عاد مع الملكية مرة أخرى للمشاركة في بطولة سيكافا وحوض النيل ومع منتخب جنوب السودان فيما بعد والذي خاض مباراته في تصفيات بطولة أمم أفريقيا السابقة في الخرطوم ضد منتخب موزمبيق.
* أصبت بخيبة أمل، ولكن ما بدا جلياً أن ألـوك لم يتأثر بكل ذلك وواصل تقديم مستوياته الرائعة التي ظهر بها مع السلام أويل من قبل مع الملكية وقاده للفوز ببطولتي الدوري العام – توج هدافا له بـ 9 أهداف – والدوري المحلي الذي توج هدافا له أيضا بعد تسجيله 16 هدفاً، مسجلا أعلى رقم تهديفي في دوري الأولى بجوبا.
* لكن ذلك لم يمنعني بأي حال من الأحوال من التخوف من إمكانية اندثار وتلاشي موهبته إذا استمر في اللعب مع الملكية، لأن الفريق لم يكن مستقراً، وكان يشهد تغييرات في دفته الفنية، ولم يكن هناك ما يدل على إن الحال سيتحسن.
* أكبر مخاوفي كانت نوعية البطولة التي كان يلعب فيها ألوك، دوري الدرجة الأولى المحلي بجوبا كان يزدهر حينها ويعيش أفضل فتراته ولكنه لم يكن المثالي لبروز وتطور لاعبين موهوبين مثل ألوك، الاستمرار في دوري مثل ذلك كان أشبه بالانتحار.
* أعترف أن دوري الأولى كان جيدا نوعا ما، ولكن استمرار ألوك في اللعب فيه سيعني إن هناك تراجع أدائه وتوقف تطوره لأن الأدوات لم تكن متوفر حينها، بالكاد كان هناك مدربون قادرون على تقديم الإضافة والفائدة الفنية له.
* ألـوك لم يكن مثل أي لاعب آخر سطع نجمه في جنوب السودان من قبل، فهو لم يكن مجرد موهبة صاعدة أجمعت عليها كل الجماهير الرياضية في جنوب السودان، بداية من أويل وواو وصولا إلى العاصمة جوبا.
* بالإضافة إلى الإجماع الكبير على نجوميته كمهاجم وهداف متميز، فإن المجتمع الرياضي بمختلف ميوله وانتماءاته في جنوب السودان أجمع على تميز ألوك أكيج وعلى أنه نجم استثنائي وموهوب لم تبرز موهبة مثله من قبل.
* ألوك يمثل مرحلة مضيئة ومزدهرة في التاريخ الرياضي لنادي السلام أويل الذي سجل حضورا طاغيا في البطولات بجنوب السودان ووصل لمرحلة كانت تبدو صعبة وعصية جدا على نادٍ ولائي لا تتوفر لديه إمكانيات مثل التي تتوفر لدى أندية العاصمة.
* ألوك نجح مع مجموعة مواهب صاعدة مثل (أقوير جوزيف – يلعب في مريخ كوستي حاليا – وميان هنري وأكوت ويعقوب وغيرهم) في قيادة السلام للوصول إلى نهائي كأس جنوب السودان العام، وخسره بركلات الترجيح أمام الملكية.
* ألوك نجح في تسجيل 11 هدفا – توج بها هدافا وأفضل لاعب في المسابقة، وأفلح في صناعة الفارق وحده.
* طيلة فترة متابعتي له – مع السلام أو الملكية- لم يبد عليه الاكتراث لهوية خصمه أو مدى قوته وحجم إمكانياته ومستواه الفني، وإذا كان قادرا على إيقافه أم لا، لأنه يراوغ ويمرر ويصنع الأهداف ويسجلها بغزارة دون أن يهتم بما يحدث من حوله في الملعب.
* مقارنة بالمستوى الذي كان يقدمه ألوك مع الملكية جوبا والسلام أويل، فإنه ثمة أمر واحد كان مؤكدا بالنسبة لي وهو أنه قد تجاوز بالفعل مرحلة اللاعب اليافع والصاعد، وأصبح واحدا من اللاعبين الكبار في وقت وجيز.
* ألوك يمتلك الموهبة والسحر الكافي والإمكانيات اللازمة التي جعلته حديث الوسط الرياضي في جنوب السودان، كان يبدو أنه ليس في مرتبة واحدة مع أقرانه ممن هم في سنه، فقد كان قادرا على فعل ما لا يستطيع هؤلاء فعله.
* الكثير من الألقاب والأحاديث قيلت في حق ألوك، ولكن ما كان ثابتا هو أنه لم يتجرأ أحد على وصفه بشيء أقل من مفردة «الاستثنائي»، وذلك بالنظر إلى المستوى الذي قدمه مع السلام وقيادته له لوصافة كأس جنوب السودان، وثالث بطولة الدوري العام خلف أطلع برة والسلام راجا.
* أسهبت كثيرا في السرد لأثبت أن للاعب الذي انتدبه المريخ يستحق كل تلك الضجة والمخاطرة بإمكانية إشراكه وما إلى ذلك.
* كل ذلك لا يهم الآن لأنه انضم للمريخ أخيرا، لذلكلا أجد غضاضة في تهنئة المريخ على الظفر بخدماته، رغم الضجة التي أثيرت حوله على مدى أكثر من شهر حول عدم قانونية انضمامه إلى المريخ ومريخ كوستي، وآمل ألا يتم التعامل مع تجربة ألوك وأن يكون للإعلام – خاصة إعلام المريخ – توجه عند الفوز وأخر عند الخسارة، أو بالأحرى عندما يظهر ألوك بأداء أقل من المتوقع في مباراة أو بطولة ما خاصة عند بداياته مع المريخ في الفترة المقبلة.
* يجب على الجميع إدراك حقيقة أن ألوك لن يفعل كل شيء وحده، كما أنه لن يحقق المعجزات لأنه لا يزال في بداياته، ومن المبكر تحميله ضغوط أكثر من اللازم، وألا نتوقع منه ما يفوق إمكاناته، الأولويات ينبغي أن تكون بالصبر عليه ريثما ينسجم مع زملائه.
* بغض النظر عن الضجة التي أثيرت حول ألوك في الفترة الماضية، فإن كل ما يمكنني قوله الآن هو أنه موجود في أيدٍ أمينة بالمريخ، وأنه الذي ينبغي أن يكون فيه حتى وإن تأخر ذلك، واستغرق وقتا أكثر مما كان متوقعا.
* ختاما أتمنى لألوك كل التوفيق في مسيرته الاحترافية ومغامرته الجديدة مع المريخ وأن تكون مسيرته عامرة وظافرة بإذن الله، أتمنى له أن يحقق النجاح وما كان يصبو له عندما اختار الانضمام لفريق عريق ونادٍ كبير مثل المريخ السوداني.
قــور مشوب
كاتب وصحفي من جنوب السودان