وجدتها وجدتها
* الذين يتابعون هذه الزاوية ربما ﻻحظوا أن معظم أنشطتها في الفترة الأخيرة، قد تمحورت حول البحث في جدليات النهضة الإنتاجية المفترضة، ذلك ما أفضى بي مؤخراً إلى قناعة راسخة، بأن العلة ﻻ تكمن في عدم المعرفة بالأزمة، وﻻ بخارطة طريق الخروج منها، على أن رعاة الضأن في سهول السودان أصبحوا يدركون أن عمليات تعافي اقتصادنا تكمن في عمليات الاتجاه بكلياتنا إلى حقول الإنتاج، كذلك النخب والحكومات والجماهير تدرك هذا الأمر، وكل الورش واللجان والسمنارات والمؤتمرات قد انتهت إلى ذات النتيجة، فضلاً عن أن مقومات الإنتاج في المقابل كلها تكاد تكون متوفرة، الماء العذب والأراضي البكر والسواعد السمراء، إذن أين تكمن العلة؟!!!
* فمن خلال عمليات الفك والربط والمتون والحواشي والبحث المضني عن الإجابة، وجدت أن هنالك ثمة عقبة كؤود تكاد تصدم بها كل التطلعات والأشواق، فهذه الصخرة الضخمة التي تسد الطريق أمامنا تسمى (الإرادة) !!
* ومن ثم تصبح عمليات البحث عن جسر العبور إلى النهضة رهينة يتوفر الإرادة، كيف تصنع الإرادة !!
* فوجدت في تراجيديا قصة رئيس تنزانيا الجديد جون ماغوفولي المتداولة هذه الأيام، بعض أمل وإجابة علي السؤال الأصعب، كيف تتوفر الإرادة !!
* فالرجل الذي فشلت كل نداءاته لجماهيره للنزول للعمل، لم يملك أخيراً إلا أن يقود بنفسه الآلاف من أبناء بلاده في حملة شعبية لتنظيف شوارع عاصمته، كما حول كل ميزانيات الاحتفال بالعيد الوطني لصالح مشروعه الجماهيري.. قائلا: “إن تنظيم الاحتفالات بينما البلاد تعاني من الكوليرا سيكون أمراً مخزياً”.
وقام أيضاً بتخفيض (90%) من ميزانية عشاء فاخر يقام عند افتتاح البرلمان وأمر بإنفاق المبلغ على المستشفيات. ومنع شراء تذاكر طيران على الدرجة الاولى للرئيس ونائبه ولرئيس الوزراء. وعلاوة على ذلك أمر بأن تقتصر اجتماعات الحكومة داخل المباني الحكومية بدلاً من الفنادق الفاخرة.
كما أصدر الرئيس ماغوفلي إنذاراً شديد اللهجة قال فيه إنه لن يتسامح مع المسؤولين الفاسدين، وأن الوزراء الذين سوف يختارهم ضمن فريقه لن يذوقوا طعم النوم، فيمكن الرجل بعد ذلك أن يسوق جماهيره حيث يريد .. !!
* فما فرغت من قصة الرجل حتى هتفت فيمن حولي.. وجدتها وجدتها، فالآن بإمكان السيد رئيس الجمهورية أن يحول زيارته المقبلة إلى الجزيرة إلى عمليات إحداث الصدمة الجماهيرية لشعبه.. كيف !!.. أن يترك السيد الرئيس الخرطوم وراءه غارقة في سمناراتها وحوارارتها.. ومن ثم يذهب الى إدارة حوارات مع المزارعين والأرض البور البلقع.. أن يتحول السيد الرئيس من مزرعة إلى حواشة بالزي البلدي (عراقي وسروال) .. سيلتف الجماهير في بادئ الأمر ﻻ محالة حول الرئيس ومن ثم يلتفون حول أرضهم.. الزيارة ذاتها تتكرر إلى القضارف والنيل الأزرق وكل مظان الإنتاج.. والفضائيات في كل مشروع تتسابق إلى نقل صورة الرئيس وهو يمسك بالطورية ومرة بالواسوق ومرة على آلة زراعية.. وللموضوع بقية..
والبقية في العفش المستعمل الخاص بالمغتربين .. ملايين المغتربين خبراتهم ومدخراتهم تبني المصانع والمزارع والجامعات و و من غير المعقول ان تكون هناك أزمة في جهاز المغتربين والسفارات وهو الحاصل الان ومن غير المعقول أن تحصد قبل أن تزرع وهو الحاصد الان الاسر المتعثرة بالخليج واخير الاطباء الرجعوا عشان قالوا مفجخين .. ومافي فجه وعلة فيها أزمة وما في فجلة في جروف النيل ومطلوب عطاء لاستيراد فجل ..