محمد عبد القادر : الهجوم على الحكومة.. أزمَـــة المعارضَـــة!!
ارتبط عندي الهجوم على الحكومة دوماً بوجود مُشكلات في المُعارضة، ما أن تشتد حملات الأسَـــــافير ويتعالى الحرص على استثمار الأزمات في الخطاب المعارض حتى تبدي لنا الأيام خلافاً أو انتكاسة أو تطوراً سالباً في أوساط المُناضلين.
لهفي على هذا الشعب الذي يقع الآن بين قطبي الرحى سجال الشائعات والتقارير المُفبركة والاصطياد في الماء العكر والتوظيف المُضر للأزمات والتصريحات.
تجلـــى ضعف المُعارضين مع تصريحات وزير المالية التي نُسبت إليه في البرلمان، الرسائل الساذجة اعتبرت هذا الحديث سانحة مُناسبة لإيقاد شرارة الثورة وأخذت تنفخ فيه حتى قطعت جهيزة قول كل خطيب، وتأكد للقاصي والداني أن ما نُسب إلى وزير المالية لم يكن إلاّ أحلاماً تُراود مُدمني التهويم، وحينما تبدى للإعلام ما كان مخبوءاً بين ركام الأزمة وضجيج الأجندة تراجعت (أحلام زلوط).
أمس تبيّــن لي أن التركيز على تشويه صورة الحكومة ما كان إلاّ مقدمة لظهور ما كان يمور داخل المعارضة من خلافات وصلت ذروتها ببيان صادر من مالك عقار(رئيس الجبهة الثورة السودانية) يحذر من البيانات الممهورة بتوقيع الدكتور جبريل ابراهيم كرئيس لتحالف الجبهة الثورية.
لو ركزت المعارضة (في ورقتها) ووحدت صفوفها وتجاوزت نكباتها لكان خيراً لها، مهما تكاثفت أخطاء الحكومة فإن (الحال المايل) في المُعارضة سيضعها دائماً خارج دائرة الفعل الحقيقي.
حاول إعلام المعارضة صَرف الأنظار عن ما حَاقَ بتحالف الداخل من خلافات، وظنّ أنّ إثارة تصريحات وزير المالية والطرق على ما ينتظر المُواطنين من رفع مُرتقب للدعم عن القمح والمحروقات سَيُوَحِّد كيان جبهته الثورية ويجمع شتات تحالف مُعارضي الداخل.
بيان مالك عقار لم ينس أن يُوجِّه وسائل الإعلام والناشطين والقوى السياسية إلى عدم التعامل مع أيِّ بيان أو تصريح لا يصدر تحت توقيع مالك عقار وتضمن الدعوة إلى توحيد الصفوف من أجل إنجاز مهام الثورة.
تحذير الإعلام والناشطين ذكّــرني (خبر شماتة) مشتول ومنسوب للرئيس عمر البشير تناقلته الأسَـــــافير أمس قال فيه (سأتولى الإعلام لوحدي حتى الصحَفيين حقيننا انقلبوا ضدنا)، على كل لم نسمع البشير وهو يقول بهذا الحديث، لكن قرأنا ما خَطّه مالك عقار في بيان الجبهة الثورية و(العاقل يميِّز).
بصراحة البيان الصادر من عقار وهو يحظر التعامل مع جبريل يوضح بجلاء الأزمة التي تعيشها قوى المعارضة على مستوى الداخل والخارج ويفسر بجلاء سر التركيز الشديد على تصريحات وزير المالية والتهويم المتصل برفع الدعم والذي لا يعدو كونه (ونسة واتساب).
بيان عقار لم ينس تهديد قوى المعارضة بأنّ الجبهة الثورية (لا تسوى شيئاً) بدون قطاع الشمال وهو يؤكد على أنه (وحسب المادة 13 الفقرة ج من النظام الأساسي للجبهة الثورية التي تضع ضوابط واشتراطات مُحَدّدة لنصاب انعقاد اجتماعات المجلس وكيفية اتخاذ القرارات فيه وهي لن تكون موجودة ومتحققة إلا بوجودنا وإشرافنا).
لن ينصلح حال المُعارضة بالتأكيد طالما ظَلّــت تنصرف عن عيوبها بالترويج لإخفاقات الحكومة التي ثبت أنها بارعة جداً في سَـــــد الثغرات وإعادة ترتيب الصُــفوف.