لا اتفاق حول «الحكم» وَجَــدلٌ في لجنة «الهوية» الحوار الوطني.. البشير في حضرة «الحملة النسائية»
في إطار أعمال ونشاط مؤتمر الحوار الوطني السوداني الجاري في قاعة الصداقة، كانت لجماهير النساء اللائي يدعمن مشروع الحوار الوطني وقفة متميزة أمس، إذ أقيمت الملحمة النسائية الكبرى لدفع عجلة الحوار تحت شعار (الحوار سبيل الوفاق والاستقرار) بتنظيم من الحَملة النسائية القومية لدعم الحوار الوطني، وشرّف الفعالية وخاطبها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، رئيس اللجنة التنسيقية العليا للحوار، وشهدت القاعة حضوراً نسائياً كبيراً ومُمَيّزاً من داعمات الحوار اللائي اكتظت بهن جنبات القاعة وهن يلوحن بأعلام السودان ويتفاعلن مع الكلمات بالتكبير والتهليل والتصفيق، وقامت الاستاذة الاعلامية والشاعرة روضة الحاج بتقديم فقرات البرنامج.
فرحة في الطريق
رئيس الجمهورية المشير عمر البشير صعد الى المنصة متوسطاً قيادات المرأة اللائي يقدن الحملة النسائية القومية لدعم الحوار، وابتدر الرئيس حديثه بالتكبير والتهليل، ثم قام بتحية الحضور من النساء بالقاعة الرئاسية التي امتلأت جنباتها بكثافة الحُضور، وقال مُخاطباً الملحمة إن نساء السودان كل يوم يبعثن جديداً لهذا الشعب، واضاف بان النساء دفعن فاتورة الحرب الموجودة بالسودان، واعتبر ان المرأة السودانية رائدة في مؤتمر الحوار الوطني، وبث التحية للحملة النسائية القومية لدعم ومُساندة الحوار على العمل الوطني اللائي قمن بفعله، وطالبهن بالاستمرار في الدعم والمُسَـــاندة.
وأشار البشير خلال مُخاطبته الحملة التي نُظِّمت عصر أمس إلى النساء اللائي كن في فجر الإسلام من الصحابيات الوقورات، ونَــوّه إلى أنّ هُناك صوتا وطنيا يُنادي لـ (مهيرة بت عبود، وتابيتا بطرس وسعاد الفاتح ونسيبة وغيرهن من نساء السودان). وتابع بأن أولئك النسوة لهنّ دورٌ في تاريخ الشعب السوداني على مَـــرّ التاريخ السوداني، واضاف بأنهم قادمون للحوار داعمون وبوعي المرأة موفقون. وبعث الرئيس بتهنئة للشعب السودني بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، وبشّر بفرحة كبيرة تعم نفوس الشعب السوداني عن مؤتمر الحوار الوطني الجاري حالياً بقاعة الصداقة في مُقبـــــل الأيام.
وثيقة عهد وميثاق
ومن جانبها، قالت د. آمنة ضرار رئيس الحَملة النسائية لدعم ومُساندة الحوار، إن نساء السودان لبيّن نداء الوطن من خلال دَعمهن للحوار، واشارت إلى انهن لم يكن نساءً يزحمن في السلطة ولكن يعملن لتشكيل الرأي العام في القضايا الوطنية والاستراتيجية والسياسية والاجتماعية، وأضافت آمنة ضرار عن نساء الحملة بالقول، إنّ جمعهن هذا من أجل الثوابت الوطنية وتعزيز لدورهن الرائد. وأشارت إلى ان آلية الحوار الوطني بها كل أطياف السياسة، وأن النساء يقمن بهذا العمل ليعرف المجتمع بماهية الحوار ولحل ازمات البلاد.
واكدت آمنة انه لا بديل للحوار الا الحوار، وقالت إن السلاح لا يورث غير الدمار والحرب، وأضافت بأنهن راعيات لنتائج الحوار ولرسم الثريا للوطن، واشارت الى ان الحوار الوطني يفقد دور المرأة، وقالت ان الحوار لابد أن يكون شاملاً لكل السوادنيين، وطالبت آمنة ضرار رئيس الجمهورية بحشد التأييد العربي والأفريقي لدعم الحوار، وأكدت أن الحملة مع البشير في الحوار.
وعلى الصعيد، قَــــدّمَت الحملة النسائية للرئيس وثيقة العهد والميثاق لما قدمه للسودان بمُناسبة مؤتمر الحوار الوطني.
لا اتفاق حول “الانتقالية”
وفي سياقٍ مُقاربٍ، نفى البروفيسور بركات موسى الحواتي رئيس لجنة قضايا الحكم وتنفيذ مخرجات الحوار ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن وصول لجنة قضايا الحكم الى اتفاق بنسبة (74%) حول الحكومة الانتقالية، وأشار الى أنّ هذا الرأي يمثل رأي بعض الأحزاب السياسية والحركات المسلحة المشاركة في اللجنة ولا يمثل رأي اللجنة والتي لا تزال تواصل مُداولاتها ومُناقشاتها للأوراق التي قدمت من الأحزاب والحركات المسلحة. وأشار الى ان الرأي الوارد في التصريح لم تتعرض اليه اللجنة ولم تصل الى المخرجات بعد. وأوضح الحواتي أنّ آراء الأحزاب لا تُمَثِّل رأي اللجنة على الإطلاق وانما تُمَثِّل رأي الحزب فقط، وان القضايا المطروحة لا تزال محل نقاش، ونوه الى ان رؤساء اللجان الست هم الذين يُمَثِّلون رأي اللجان في الأجهزة الإعلامية وينقلون لها ما تم من مُداولات داخل القاعات وإعلانها للرأي العام.
زيارة مناطق النزاع
الى ذلك، واصلت لجان الحوار أعمالها بقاعة الصداقة في الخرطوم، حيث واصلت لجنة السلام والوحدة مناقشة الأوراق المقدمة من الأحزاب والحركات المسلحة حول رؤيتها للسلام والوحدة في البلاد واتفقت اللجنة على كيفية صياغة مخرجات اللجنة تمهيداً لتقديمها في العاشر من يناير المُقبل. وأكد احمد محمد علي مقرر اللجنة للصحفيين بالمركز الإعلامي أمس، اتفاق اللجنة على زيارة مناطق النزاع بولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وأوضح أن اللجنة أجمعت على تكليف رئيسها الدكتور محمد الأمين خليفة وسكرتارية اللجنة بصياغة مَخرجات اللجنة ومن ثمّ عرضها على أعضاء اللجنة لأجل التداول حولها والتصويت بقبولها أو رفضها.
وفي ذات السياق، قدم السفير محيى الدين ساتي محاضرة لأعضاء اللجنة حول تجربته في السلام بعدد من الدول، إضافةً الى كيفية تحقيق السلام الاجتماعي بالبلاد عبر المُصالحات القبلية التي قدمها عدد من الشخصيات القومية داخل اللجنة.
جَـــــدلٌ في لجنة الهوية
وفي الأثناء، استمرت أعمال لجنة الهوية، وقالت رباب عبد الرحمن ممثلة الحركة الشعبية – أصحاب القضية الحقيقية بلجنة الهوية، إنّ علي عثمان محمد صالح رئيس اللجنة دفع بتوصيات للجنة، وقالت إن التوصيات لم يشارك الأعضاء في وضعها مما جعل أعضاء اللجنة يقومون بهجوم عنيف عليه، وأشارت إلى أنّ أعضاء اللجنة سرعان ما كوّنوا لجنة مُصَغّرة يقودها (18) عضواً لتباشر صياغة التوصيات. وفي السياق ذاته، قال محمد حسن هواري ممثل حزب الحركة الشعبية الديمقراطية بلجنة الهوية، إنه في صباح أمس شهدت اللجنة نشوء نوع من التوتر في علاقات الأعضاء برئيس اللجنة على خلفية توزيعه لأوراق ترويستها تحمل عنوان “توصيات اللجنة”، وأضاف بأنّ هذه التوصيات لم يتفق عليها الأعضاء، وتابع: بعد ذلك دار حديث ساخن بين الأعضاء ورئيس اللجنة، والذين أجمعوا على عدم الاتفاق حول تلك التوصيات. واتهم هواري خلال حديثه لـ (الرأي العام) أمس، أشخاصاً بأنّهـــم لا يريدون استمرار الحوار لكونه لا يعبر عن مصالحهم الذاتية، وقال هواري إنّ الأمين العام للحوار حَضَرَ إلى اللجنة لمُعالجة الأزمة التي جعلت رئيس اللجنة يخرج من القاعة بعد غضب الأعضاء من طرحه، وجاء الأمين العام وتحدث مع الأعضاء بأنه ستتم مُعالجة الأخطاء.
الراي العام