من الذى يخرج السودان من الغيبوبه ؟
منذ إستقلال السودان عام 1956م والى يوم الغد يكون السودان أكمل عمر مسلم من أمة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حيث قال أعمار أمتى بين 60 و70 عام . ترك لنا الإستعمار خطوط سكك حديدية تربط مناطق الإنتاج ببعضها وترك لنا خطوط بحرية ونهرية تنقل الركاب والبضائع وترك الأمن قى قمته والزراعة رغم صغر مساحتها كانت لها أهميتها الإنتاجية والإقتصادية و المحميات الطبيعية والغابات التى كانت تدعم الإقتصاد ونال التعليم والصحة المكان المميز والمستوى الكبير وشيدت الخزانات التى تربط مناطق الانتاج ووفر المياة والكهرباء وظلت تلك الخدمات والبنيات تخدم طوال السنوات الماضية ، ترك الخدمة المدنية التى تتميز بإنتاجية والنزاهه والدقة فى المواعيد والسرعة فى الأداء .
لقد مرت تلك السنوات على الشعب السودانى وهو الآن على مشارف القرن الواحد وعشرون ، تقدمت دول كثيرة رغم انها نالت استقلالها بعده ، ودولا تعدت مرحلة الاستقرار والتنمية وأصبحت تغذوا الفضاء وتغوص داخل المحيطات لتكتشف عالم جديد . لكننا فشلنا فى المحافظة والتطوير للبنية التى تركها لنا الإستعمار وفشلنا فى الوصول الى ما وصلت له بعض الدول من حولنا . حكومتنا اليوم تتكون من اكثر من 60 وزيرا وأكثر من 350 برلمانيا وأكثر من 40 حزبا معارضا ولم نستطيع أن نوفر الذرة بأسعار رخيصه لشعبنا فى حين أنه يستعمل علف للحيوانات فى بعض الدول ، لم نستطيع توفير مياة الشرب رغم توفرها والكهرباء رغم وجود مصادرها ، حتى الآن وطوال الستون عاما الماضية لم نستطيع أن نجعل طريق الخرطوم مدنى الذى طوله 185 كلم مساريين وهو من أهم الطرق التى تربط مناطق الإنتاج بالعاصمة .
نتحدث عن العاصمة التى هى عنوان البلد وتقييم وضع الشعب لم نجد بها صرف صحى ولا طرق تليق بها ولا تتوفر فيها خدمات ومقومات الحياة اليومية لسكانها مقارنة بعواصم أخرى فى حين كان يتمنى بعض الرؤساء وضع العاصمة فى بلاده فى ستينات القرن الماضى . لم يكن الخلل فى السيولة ولا الإقتصاد ولا كسل الشعب كما أشيع عنه وإنما الخلل فى عدم توفر جراح ماهر يستطيع إجراء عملية جراحية تستأصل الفساد والحزبية والمحسوبية والظلم والقضاء على سرطان التمرد والسلطة ويصرف دواء لمعالجة التسيب وتدنى الخدمات وصرف إيرادات الرسوم والضرائب الكثيرة فى تحسين الخدمات ويطلب تحليل للثراء السريع والعمائر الشاهقة والإستثمارات الخارجية وعطاءات المشاريع والمصانع والخدمات الإنتاجية .
توفير مياه الشرب والكهرباء والغاز والسكر أسهل من توفير قروض الكبارى والسدود وإحياء مشروع الجزيرة وإمتداده ومشاريع نهر النيل وسنار والنيل الأزرق والأبيض أقضل من إحياء وتطبيق الحريات الأربعة , صيانة المرافق الصحية والتعليمية والإهتمام بها أهم من تشييد المجمعات والاستثمارات الخارجية . هل نسلم وزارة المالية للإحد الفنانين المشهورين ( ذكرا أو أنثى ) حتى يوفر لنا مشقة البحث عن قروض خارجية وذلك بإحياء حفلات غنائية داخلية وخارجية . فشلنا لم يكن فى السياسة فقط وإنما فى الإنتاج والتنمية والأمن والمعيشة والرياضة والإستقرار والعلاقات الخارجية والصحة والتعليم وووو000 ، الى متى نظل هكذا ؟ هل ننتظر الرئيس أوردغان لتنتهى فترة ولايته ونتعاقد معه مستشار إصلاحى أم ننتظر ستون عاما أخرى نناشد فيها الحل السلمى ومؤتمرات الوثبة وترضيات الحركات والاحزاب .