استشارات و فتاوي

ما حكم زواجي بها عن طريق أخيها باعتبار الظروف التي مررنا بها؟


فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

السؤال:

السلام عليكم ورحمه الله..تعرفت على امرأة على قدر من الدين والخلق من بلد غير السودان، واتفقنا على الزواج، ومن ثم قمت بالسفر إلى بلادها..
وهناك التقيت بأهلها وعرفت أن أباها منفصل من والدتها منذ فترة طويلة، وهى تقيم مع والدتها وخالتها، ولم يقم والدها برعايتها أو النفقة عليها،

طلبت منهم أن يزوجني والدها فقامت هي بالذهاب إلى المدينة التي يقطن فيها، وطلبت منه الحضور لتزويجها فرفض، وقال: أنا لا مانع لديَّ من أن تتزوجيه، لكني لن أزوجك حتى تتنازل أمك عن حقوقها المترتبة عليه من سنين، قمنا بإرسال أشخاص عدة لإقناعه بتزويجنا لكنه رفض، وأخذ يساوم والدتها وطلب منها دفع مبلغ من المال،

حتى وصلنا إلى القاضي فقال لنا إنه حسب قانون البلاد يجوز للمرأة تزويج نفسها لذا فلا يستطيع أن يقوم بشيء، وطلب منها أن تزوج نفسها لي، وعندما استيئسنا من الأمر قررنا أن يزوجني أخوها الشقيق.. حيث إن جدها متوفى.. ذهبنا إلى المأذون الشرعي بعد استيفاء الأوراق المطلوبة لإتمام عقد الزواج ومعنا الشهود وهناك قام بكتابة العقد بعد أخذ البيانات وقال لنا تم الزواج! فقلت له: لم نقم بصيغة الإيجاب والقبول، فقال: إنه لا بأس. لكني أصررت على ذلك، فقال لشقيقها قم بتزويجه.

فقال أخوها زوجتك أختي على سنه الله ورسوله، وقلت أنا: قبلت. لكنه لم يقل أختي فلانة مع العلم أنها أخته الوحيدة..
وبعدها خرجنا أنا وأخوها، فقلت له لم تقل اسم أختك!! فقال لي: ممكن أن نعيد الأمر الآن، فقال مرة أخرى لي: زوجتك أختي فلانة وقلت أنا: قبلت لكن لم يكن معنا أحد..

السؤال يا شيخنا ما حكم زواجي بها عن طريق أخيها باعتبار الظروف التي مررنا بها؟ وهل الزواج صحيح بالصيغة التي قلنا؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فزواجك صحيح إن شاء الله تعالى ولا غبار عليه، وذلك من حيث انتقال الولاية من الأب إلى الشقيق لكون الأب عاضلًا؛ حيث امتنع من تزويجها دون مبرر شرعي سوى شح النفس واتباع الهوى عياذاً بالله تعالى، وأما كون الأخ لم يذكر اسم شقيقته فليس ذلك بضائرك لأنها مذكورة في الأوراق التي وقع كلاكما عليها أمام المأذون الذي رتب من الجهة القضائية لإجراء مثل تلك العقود، وما كان الأمر يحتاج بعدها إلى أن يكرر بالقول إنها فلانة، ومهما يكن من أمر فالعقد صحيح والحمد لله رب العالمين،،،


تعليق واحد