نضال حسن الحاج : عشان بلدنا.. !
أن يكتب ذلكم السوداني كامل الدسم شعراً، فهذا ما كان يجب أن يكون، لأن مثله لا يكون غير شاعر مبدع وإن لم يكتب حرفاً.. أما أن يكون شاعراً يجيد الكتابة وتهابه الكلمات وتجيئه طائعة تخلع نعليها على أرض قريحته، فهذا ما سمعته عنه قبل أن تجود لي الصدف بلقائه ذات جمال ما.. وأنا بعد صبية.. أما أن يكتب هذه الكلمات التي فاح شذاها دفئاً وعمت الأسماع فألبستها ثوب دفء وقرطي روعة، فهذا لعمري ليس بالقليل الذي يستهان به..
“أحمد البلال فضل المولى”.. من الشعراء الشباب الذين غاصوا في رحم الإبداع فانتقوا منه كما يشتهي الألق أن يكون.. ثم قيض ماء تكوين إبداعهم فأشبعونا روعة منذ زمن ليس بقصير..
سمعت له وأنا أتلمس خطاي نحو العاصمة أغنية “أم سماح” للفنان الإنسان المتألق كلما أتلف الزمن ذاكرة الألق “محمد الفاتح زولو”.. فاضطررت لإعادتها أكثر من مرة.. إذ أخذني جمال المفردة وتفرد الأسلوب وسلبني نبض.. اللحن قدرتي على المقاومة فطفقت أقصف عليّ من ذلك الصوت الشديد البوح الشفيف لأداري جوع أذني لما يشبه هذه الكلمات التي اكتمل ألقها باللحن والصوت معاً.. وهأنت أيها الرائع تنقذني من وحل الصمت لتخرج بـ(عشان بلدنا).. التي أظنني سمعتها لأكثر من مرة وهي لا تزال بكراً.. ثم زوجتها حناجر شباب بلادي فماذا ستنجب سوى الدهشة في نفوسنا.. شكراً لكل الفنانين الشباب الذين ازدان بهم هذا العمل المتكامل الأطراف.. كلهم.. “أفراح عصام” كان لك حضور يكفيك لأعوام قادمات من الروعة.. “عادل حسن”.. أنت رجل يعرف كيف يطرق باب الروح متى شاء ذلك.. “شكر الله”.. الشاب الكريم كما يحلو لي أن أناديه.. ثم لكل من كان له دور في إخراج هذه الأغنية التي اهتز لها الغرب حناناً.. والشرق فخراً.. والشمال عافية.. والوسط شكراً.. فشكراً جميلاً.. أفرحتم “الخليل”.. إذ تغنيتم لهذه العزة.. وأفرحتم القلب.