مقالات متنوعة

حسن فاروق : افضل رئيس في العالم

في الوقت الذي كانت فيه انظار العالم تتابع حفل اختيار افضل لاعب في العالم بمدينة زيورخ السويسرية ، اجري الاتحاد السوداني لكرة القدم حفل افتتاح موسمه الجديد لاختيار افضل رئيس مجلس ادارة في العالم، وهو الاتحاد الوطني الوحيد المنصف لدي الفيفا بالتفرغ الكامل للشئون الادارية وانتاج الازمات واطفائها واشعالها من جديد، تفوق الاتحاد السوداني في هذا وفشله الكامل في ادارة النشاط الرياضي ببلاده، وغياب اي مؤشرات بوجود نشاط رياضي حقيقي اساسه اللاعب والفريق ومايجري علي ارض الملعب ، شجع الفيفا علي تبني مشروع ( فوضي الرياضة والجوانب السلبية التي يجب محاربتها) عنوان ينفع لرسالة دكتوراة ، السودان نموذجا له كامل الصلاحيات في تقديم الوجه القبيح في الرياضة.
وبعد تصفيات شملت كل رؤساء الاندية السابقين والحاليين ، وقع الاختيار في النهاية علي الثلاثي ( جمال الوالي، صلاح ادريس، اشرف سيداحمد الكاردينال) للتنافس علي جائزة افضل رئيس نادي نجح في تدمير مفهوم العمل الاداري ،واختزال الاندية في اشخاصهم ، وربط الاندية التي جلسوا علي كرسي رئاسة ادارتها بحركاتهم وسكناتهم، وتحويل الهياكل الادارية في الاندية الي حبر علي الورق لامكان لها في قاموسهم ، هياكل ينفض عنها الغبار عندما يحتاج الامر لاستعراض اعلامي عن المؤسسية والعلمية والمنهجية من خلال الهتيفة والارزقية والمطلابتية، واصحاب المصالح والتقاطعات الذين استفادوا لانفسهم واكتنزوا ذهبا وفضة ومؤسسات وشركات ومارسوا في المقابل كل انواع الكذب والخداع دفاعا عن مصالحهم الضيقة بشعار الصالح العام.
وفي الوقت الذي تركزت فيه انظار العالم علي حفل الاتحاد الدولي لاختيار افضل لاعب في العالم، وافضل فريق في العالم، وافضل مدرب في العالم، وافضل لاعبة في العالم، وافضل هدف في العالم، وجائزة الروح الرياضية ، لم يرد من قريب او بعيد اشارة لفضل اداري ، وصرف اداري، وتفاني اداري، وقدرة الاداري المالية، والقلعة التي بناها والجوهرة التي سواها، (صلاح ادريس بره الحسبة دي طبلية ماخلاها)، والفريق الذي بناه ، واللاعبين الذين سجلهم ، افضال، افضال ، افضال، امتنان، امتنان، امتنان ، ولا ننسي الديون التي عفاها، والتي رفض التخلي عنها وطالب بها، وهدد وتوعد بها.
والمتابع للحفل يمكن ان يلحظ بسهولة ان الكاميرا لم تمنح رئيس نادي برشلونة ولا لقطة عابرة رغم تواجده ضمن المتابعين للحفل الكبير وعندما مرت عليه كان ضمن زحمة من المتابعين،لم يظهر رئيس نادي برشلونة الا في استطلاع مع قناة (بي ان سبورت) التي لايختلف فكر ادارتها عن فكر اداراتنا وحتي هذا تم بعد نهاية الحفل، والمتابع للحفل الجميل يلحظ ان الكاميرا ركزت تركيزا كاملا علي اللاعبين ومنحتهم المساحة الاكبر سواء كانوا اللاعبين المشاركين في الجوائز او لاعبين سابقين تم دعوتهم لحضور الحفل ومنهم من شارك في تقديم الجوائز ومنهم من انتظر في المقاعد مكرما بالحضور ، او المشاركة بالحديث مع مقدم الحفل، فالعالم يتنفس كرة قدم مكان الاداري فيها مجرد عامل مساعد لا اكثر ولا اقل.
وعندنا يتم تكريم الاداري الاكثر نفوذا وسلطة ووصولا للجهات العليا ، وقدرة علي اهانة الاتحاد السوداني لكرة القدم ، المهان بمزاجه وحماية لمصالح قياداته، طيب في رايكم من هو افضل رئيس مجلس ادارة نادي سوداني من بين الثلاثة المذكورين؟